في ذكرى رحيله.. صوت المهمشين في أدب خيري شلبي…. بقلم ..عبده حسين إمام

في ذكرى رحيله..

صوت المهمشين في أدب خيري شلبي

بقلم عبده حسين إمام  

تراه فيُخال لعينك صورة العم أو الخال أو الوتد الذي تثق في الاستناد عليه، تجليا لأصالة مصرية امتزجت في عروقها عذوبة النيل وتراب هذا الوطن،
لنرى أنفسنا بين سطوره شخوصا تتحرك وتئن في بوتقة الحياة والأحداث، تمس كلماته واقعا معاشا وتداعب آمال جمة وطموحات.
ولد عام 1938 بقرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.
فكان لنشأته تأثيرا هائلا في تشكيل بنائه الإنساني والإبداعي، حيث كان لدى والده مكتبة زاخرة تحوي أمهات الكتب فتربى منذ طفولته على حب القراءة،
صقلته تجارب الحياة وتقلباتها الطارئة؛ بعد وفاة والده ليجد نفسه وحده في مواجهة العالم فعمل صبي نجار ثم صبي حداد ثم مكوجيا ثم ترزيا وقد تنقل بين هذه الحرف سريعا باستثناء مهنة الترزى التي طال أمده في امتهانها، ثم عمل بائعا متجولا ثم بائعا فى أحد محلات الملابس. وفي أثناء كل ذلك كان يدرس بمعهد المعلمين بكفر الشيخ، فكانت تلك التجارب الصعبة باعثا قويا في تأصيل موهبته.
كتب أكثر من ستين عملا تنوعت بين الرواية والقصة القصيرة وإن كانت أغلب أعماله روايات. على سبيل المثال موال البيات والنوم وفرعان من الصبار وبغلة العرش وثلاثية الأمالى وصهاريج اللؤلؤ وإسطاسية وغيرها من الروايات بالإضافة إلى المجموعات القصصية مثل صاحب السعادة اللص وسارق الفرح فضلا عن الدراسات المهمة مثل كتابه عن محاكمة طه حسين بالإضافة إلى عدة كتب ضمت ما كتبه على صفحات مجلة الإذاعة والتليفزيون_ التي كان يعمل نائبا لرئيس تحريرها_ من بورتريهات لمشاهير مصريين وعرب وأجانب.
تتناول كتاباته وجوه الحياة فى الريف المصري حيث تصور تلك المعاناة الرهيبة التي كان يعانيها الأنفار وعمال التراحيل، كما تتناول العالم السري لطبقة المهمشين والفقراء والكادحين على أرصفة المدن وفي عشوائياتها المحرومة، كما تعايش في عالمه القصصي مع طبقة المثقفين المغمورين في مقاهي وسط البلد.
استقت من أدبه الدراما التليفزيونية فحولت له الوتد والكومي إلى مسلسلين تليفزيونين، وكان للسينما نصيب من أعماله في سارق الفرح والشطار كفيلمين سينمائيين، وقد لاقت جميع أعماله القبول الجماهيري والإشادة النقدية.
يرحل فجر يوم 2011/9/9 عن عمر يناهز 73 عاماً، وخلفه أوتادا أدبية وتاريخ صحفي مشرف، وحكايات إنسانية سيتداولها الكثيرون جيلا بعد جيل عن سيرة كاتب، وسيرة وطن.
قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.