قانون الحياه الأزلي

دكتورة عبير قطب

قانون الحياه الأزلي يصعب تفسير هذا القانون لعموم الناس الذين تمكنت منهم الحياة المادية ،وأصبح تفسيرهم لكل شيء تفسيرا ماديا بحتا ! الغالبيه العظمي لاتعتبر النفس البشرية هي الكنز الأكبر ،وأن العوة للذات والرجوع للروح هو الذي يفتح كل الإمكانيات الوفيرة أمام الإنسان ،
يعيش الإنسان التسعة أشهر الأولى من حياته مستسلما وهادئا يمده الله عزوجل بكل مايشاء وهو في بطن أمه من النعم والأمكانيات والحقائق الفطريه ،وعندما يولد يبدا محيطه في برمجته على مشاعر النقص والخوف ،التي تعتبر عما يشعرون هم به ، يعنفونه عندما يتحدث مع كل ماهو غير مرئي لهم ، بل أحيانا يتعاملون معه علي انه مريض واحيانا يحتاج لعلاج !! فيغلقون مسارات طاقاته الروحيه الحقيقيه ويبذلون أقصي مايستطيعون لجذبه لعالمهم المادي في البعد الثالث المادي .وهنا تبدأ معاناتنا الدنيويه .ذلك عكس ماخلقه الله عليه وأرادته سبحانه في خلقنا وتكريمنا وتسخير مافي السماوات والارض مسخرا لنا .. لاننسي أن الله أمر جميع ماخلق للسجود لأدم بعدما أعطاه العلم وعلمه الأسماء !!
لااعتقد أن ذلك في صالح بنو أدم ولكنه في صالح عدوه الملعون ليسيطر عليه ليكون دائما بائس يائس ويثبت أن مافضلنا به الله وانعم علينا به لم نكن نستحقه ويحقق أنتقامه في لعنه ،لذلك يبدأ الانسان ومنذ نعومه اظافره بالشعور بمشاعر سلبية كالقلق والخوف والحزن ،نتيجة سيطرة الذات الزائفة أو الأنا ،ويلبس القناع الإجتماعي حيث يبحت باستمرار عن التملق والموافقة ويجاهد ليتشبه بالأخرين في محيطه لينال رضاهم فهو لايقدر نفسه للأسف ولايستطيع أن يحيا بها فقط ،يحاول تعويض نقصه الروحي بانجازات خارجية زائفة كالبحث عن الثراء والنفوذ والسلطه و الذي لايرتبط بالحب والغني الروحي.
إن النجاح الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان عندما نتعرف على ذواتنا الداخلية ،عندما نرتبط برحمة الله ،واإنسانيتنا وهو جزء من رحمة الله الواسعه ،مشاعر المحبة والتواصل الصادقة والحقيقية لا منبع لها الا بداخلنا ،عندما نسعى للخدمة بتواضع وخشوع وحب للأخرين ،وعندما نتحرر من أنانيتنا ومشاعرنا الزائفة في الرغبة بالتفوق والتغلب والتنافس مع الآخرين بحقد وغل وغضب. هذا الغضب ليس من الأخرين في حقيقه الأمر ولكنه للأسف من أنفسنا وعليها !!
قلائل جدا من يعرفون ذلك ويشفقون علي باقي جنسهم من صراعاتهم الدنيويه ، فأقسي مايكون أن تري أخ أو أخت لك تنتهي حياته ولم يعرف شئ عن نفسه وحقيقته .عاش في صراع ورحل ومازال يصارع من أجل وهم وسراب .حفظنا الله وإياكم
إن حقل الإمكانيات الوفيرة يحرر كل الطاقات الروحية الكامنة ،ويمكنك من تحقيق الإبداع اللامتناهي وتجلي المشاعر الطيبة والشعور بالسلام والطمأنينة والراحه والسعاده الحقيقيه.
إبتعد قدر الإمكان عن كل البرمجة المحيطة بك ،التلفزيون والأنترنت والشبكات الإجتماعية للتواصل ،وحتى الكتب والمجلات والجرائد المبرمجه لعقلك والمنشوره أو مذاعه لهذا الغرض ،وإجلس فترات لوحدك حيت تتدرب على الصمت لساعة في اليوم.
الصمت لايعني أن تجلس في محيط صامت فقط ،بل أن تسكت أفكارك الداخليه ،أنن توقف أفكار الماضي والمستقبل ،تعلم الإسترخاء .تعلم مراقبة جسدك. روحك
جلسات التأمل بصفاء ذهن يساعد على الوصول للروح . لدي كل منا حقل إمكانيات هائلة فلنتعلم كيف نستغلها
الا نتذكر كيف كان تأمل النبي الكريم محمد سنوات بغار حراء !! باقي الأنبياء موسي ، إبراهيم الخليل .. كانوا مختلفين وبعيدين جدا بأرواحهم عن العالم المادي ولهذا أصطفاهم الله سبحانه وتعالي
تدرب على عدم الغيبة والنميمة أو ذكر أي شخص بسوء ،وأن لاتحكم على الآخرين ،توقف عن الانتقاد للأشخاص والأشياء وحتى الأحداث ،جرب أن تفوض الأمر لله ،أن تشعر بالراحة مهما حدث من حولك ،فأنت لاتدرك الحكمة الربانية من حدوثه ،ليس بالضرورة أن يكون لك موقف أو رأي من كل مايحدث ،وكل الأشخاص ،الله خلقهم وهو الكفيل بهم ، أنشغل بتخليص روحك ونفسك ،دع الخلق للخالق فهو أعلم بهم وهو الخبير ،
حب الطبيعة وأسعي لمجاورتها قدر ماتستطيع ، تمتع بما خلق وسخر لك الله ،إمض وقتا أمام حديقة أو نهر أو جبل أو بحر ،فقط تحرر من كل أفكارك الماديه وراقب الطبيعة من حولك بروعتها و بروح طفل صغير لم يكتشف الحياه
أن معرفة الله عزوجل والتأمل في الكون من أهم أسباب التعرف على نفسك ، لايشئ يضاهي التواصل المستمر مع الله بالصلاة الخاشعة والصوم الحقيقي والعبادات البدينة والقلبية هو إتصال بخالق الروح سبحانه باستمرار ويمدنا بالقدرة على الإبداع والنجاح في كل لحظة وحين فسبحانه
وأخيرا فلنتذكر جميعا أن أفضل الصيام هو الصيام عن أذي الغير وأفضل النفوس هي المطمئنه ، لن تترك أرواحنا هذا العالم محمله بشئ غير ماقدمت في الوقت الذي قدر لها أن تحياه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.