قبل العرض بساعات.. مسلسل«برستيج» غموض وضحك على طاولة واحدة؟
قبل العرض بساعات.. مسلسل«برستيج» غموض وضحك على طاولة واحدة؟
قبل العرض بساعات.. مسلسل«برستيج» غموض وضحك على طاولة واحدة؟
مع اقتراب موعد عرضه الرسمي في الرابع والعشرين من أبريل الجاري، يترقب جمهور الدراما العربية مسلسل “برستيج” الذي يجمع بين النجمين محمد عبد الرحمن ومصطفى غريب، في عمل يبدو منذ لحظة الإعلان الترويجي أنه يحمل وعدًا بتجربة درامية مختلفة وغير تقليدية.
كتب: هاني سليم
منذ ظهور الصور الترويجية الأولى التي صممتها الشركة المنتجة تحت عنوان “مطلوب للعدالة”، تحوّل العمل إلى مادة دسمة للتكهنات والنقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا مع غموض الفكرة وعدم الكشف عن تفاصيل كثيرة حول الحبكة، مما زاد فضول المتابعين وفتح الباب أمام التخمينات حول نوع العمل وهويته الدرامية.
الواجهة الغامضة..
ما إن أُعلن عن القصة الأساسية لمسلسل “برستيج” حتى بدت الفكرة للوهلة الأولى بسيطة، لكنها تحمل في جوهرها عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا. تدور الأحداث في القاهرة، حين تضرب المدينة عاصفة عنيفة تدفع مجموعة من الشباب للبحث عن مأوى آمن، ليجدوا أنفسهم داخل مقهى يدعى “برستيج”.
ورغم أن دخولهم هذا المكان جاء بدافع النجاة من خطر خارجي، إلا أن العاصفة الحقيقية تبدأ داخل الجدران الأربعة، حين يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم محاصرين ليس فقط بالمطر والريح، بل بحقيقة أنفسهم، بتوتر العلاقات، بالشك، وبمواقف يختلط فيها الكوميديا السوداء مع الخطر الحقيقي.
هنا، لا تتوقف الحكاية عند حدود مقهى صغير؛ بل تتحول إلى تجربة درامية تسير بين خيوط دقيقة من الكوميديا والتشويق، بينما تتكشف طبقات خفية من العلاقات الإنسانية، ويبدأ كل شخصية في مواجهة جانب مظلم من ذاته، وهو ما يحوّل المسلسل من مجرد حكاية ظرفية إلى مرآة ساخرة ومريرة للواقع الاجتماعي.
طاقم التمثيل: تنوع مدروس يضيف للدراما عمقًا وحيوية
يضم المسلسل مجموعة لافتة من الأسماء الفنية، حيث يجمع بين نجوم الكوميديا الكلاسيكية والوجوه الجديدة الصاعدة. يأتي في المقدمة الفنان محمد عبد الرحمن، المعروف بخفة ظله وأسلوبه الخاص في التلاعب بالمواقف الكوميدية، إلى جانب مصطفى غريب، الذي أثبت خلال أعماله السابقة مرونة واضحة في التنقل بين الكوميديا والدراما الاجتماعية.
كما يشارك أيضًا الفنان القدير سامي مغاوري، والنجمة دينا، وبسام رجب، وآلاء سنان، بالإضافة إلى اليوتيوبر محمد عبد العاطي، في مشاركة تمثل خطوة جديدة لدمج مواهب الإنترنت في الأعمال الدرامية التلفزيونية التقليدية، وهو أمر يعكس تطور صناعة الفن في مصر وتقبلها لتيارات جديدة تجذب جمهور المنصات الرقمية.
العمل من تأليف إنجي أبو السعود، التي صرحت في لقاء صحفي أن المسلسل يحمل طابعًا “مفتوح القراءة”، أي أن المشاهد يمكنه تفسير الأحداث والشخصيات من زوايا متعددة، وهو أحد أساليب الكتابة الحديثة التي تمزج الغموض بالطرح الاجتماعي. أما الإخراج فيأتي بتوقيع عمرو سلامة، صاحب الرؤية السينمائية الخاصة والذي اعتاد دمج الجدية مع الخفة في أعماله السابقة.
ما وراء الاسم.. “برستيج” ليس مجرد مقهى
الاسم الذي اختير للمسلسل “برستيج” قد يبدو لأول وهلة مستوحى من أجواء الأناقة أو الفخامة، لكنه يحمل دلالة أعمق ترتبط بمكان الأحداث الرئيسي؛ مقهى يحمل هذا الاسم يصبح نقطة اللقاء والاختباء ومحور الصراع في آنٍ واحد.
في حديثه عن العمل، كشف مصطفى غريب أن الاسم جاء تماشيًا مع الطابع الساخر والمبهم للمكان الذي يلجأ إليه الأبطال، مشيرًا إلى أن الكافيه يحمل رمزية لحالة اجتماعية يمر بها كثيرون: ملاذ مؤقت، لكنه أبعد ما يكون عن الأمان.
وأكد غريب أنه سعى لتقديم دور المحامي بشكل واقعي ودقيق، حيث استعان بأصدقائه من المحامين ليمنح الشخصية عمقًا يتجاوز الصورة النمطية المعتادة في الدراما المصرية.
الكوميديا والجريمة.. معادلة درامية محفوفة بالتحديات
اللافت أن المسلسل لا يكتفي بطرح حبكة غامضة، بل يسعى أيضًا لمزجها بالكوميديا، وهو تحدٍّ أشار إليه محمد عبد الرحمن في تصريحاته الإعلامية، حيث وصف تجربة التصوير بأنها واحدة من أصعب تجاربه الفنية.
قال عبد الرحمن:
“المعادلة اللي بيحاول يحققها المسلسل صعبة جدًا.. إنك تضحك وفي نفس الوقت تتابع جريمة، وتحاول تكتشف مين القاتل، دي معادلة معقدة، وأنا ومصطفى غريب اشتغلنا كتير على ده مع المخرج عمرو سلامة، عشان نفضل محافظين على التوازن بين الضحك والتوتر طول الوقت.”
هذا المزج بين الكوميديا السوداء والغموض هو أحد السمات البارزة للأعمال العالمية التي نجحت في استقطاب جمهور ضخم، مثل سلسلة Knives Out، ويبدو أن “برستيج” يحاول أن يستلهم هذا النوع دون أن يفقد هويته المحلية.
يترقب عشاق الدراما أن يكون “برستيج” تجربة نوعية تضيف شيئًا جديدًا لخريطة الأعمال العربية، خاصة أن مزيج الغموض والكوميديا لم يُطرق كثيرًا في السوق المصري.
ومع فريق عمل يمتلك من الخبرة والتنوع ما يكفي لصنع حالة درامية استثنائية، فإن الرهان الأكبر سيكون على مدى تماسك القصة، وتوازن الأداء بين الجدية وخفة الظل، وبين منطق التشويق وسهولة التلقي.