خيط من تراب .. قراءة في ديوان حدوتة الشط البعيد .. بقلم عبده حسين إمام
خيط من تراب
قراءة في ديوان حدوتة الشط البعيد
بقلم: عبده حسين إمام
آثرت أن أُصدِّر عنوان القراءة لديوان (حدوتة الشط البعيد) للشاعر محمود رمضان بعنوان إحدى قصائد الديوان التي انعكس في عنوانها وسطورها السابرة أغوار الفكر والشعور جميع ما أبدعه وما توارى في ظلال الأبيات والقوافي من أدب الشاعر ورسالته ونظرته النافذة في عمق الشعور الإنساني والتعبير المحكم عن آمال وآلام وطموحات وأوجاع ورؤى وأحلام تترد في أفق الإنسان؛ في صورته النقية وتجلياته البسيطة المثلى الطامحة لكل جمال.
كما النيل لا يكف عن الجريان في صيرورة نبيلة من السخاء والكرم والأصالة، لا يكف مداد شعراء أبناء النيل عن بث أصداء ما يتردد من أفراح وأتراح على ضفتيه وما تتلوه الصباحات من أغاريد الأمل والبشر في الارتقاء بهذا الوطن،
فكما عزفت أوتار فؤاد حداد وسيد حجاب وصلاح جاهين ونجيب سرور على نياط القلوب أناشيد الحلم مصبوغة بعرق الكادحين وأنين الحالمين، وكما تألقت في حنايا السطور ملاحم العظمة والكفاح والصمود لشعب لا يعرف المستحيل في جميع طبقاته وفئاته ومؤسساته.
فإن ديوان (حدوتة الشط البعيد) للشاعر محمود رمضان حالة شعرية متفردة تحققت لها خصوصيتها وصنعت لتجربتها مكانة تضاف للسائرين على هذا الدرب المتميز من الأدب
من خلال سبع وثلاثين قصيدة تعددت عناوينها ومناحيها الأسلوبية وأغراضها الشعرية وإن اتفقت جميعها على صياغة حالة عشق وجودية يمتزج فيها الأصلين الوطن/ الإنسان
ويتجلى في عناوين القصائد ذلك المقصد النبيل كما في قصائد؛ إنسان بسيط، ناسنا الطيبين، دموع إنسان، يا صاحبي يا إنسان.
وبين بث الشجون ينبلج بين السطور الأمل ومداعبة الحلم والتغني بالحياة والتحلي بالضمائر اليقظة،
يطالعنا الشاعر في قصيدة (النِنِّي القديم)
وأنا لسة موالي
بِتَّاوة وفرن فلاحي
ولسه الفاس
بيتشعبط على كتفي كما سلاحي
كتير م الناس كتير ناموا
وأنا من قبل الفجر بتقلب في أحزاني
بشوق صاحي
وأقلب في الأراضي البور
وبزرعلك كما وعدتك شجر من نور
ما أنا دايما في أحلامي بكون فارس
وأكون منصور.
صدر للشاعر محمود رمضان عدد ثمانية دواوين وأوبريت غنائي للأطفال.
للشاعر نشاط فعال في نوادي الأدب والكيانات الأدبية وعضو اتحاد كتاب مصر.
حصل على العديد من التكريمات والجوائز من مؤسسات ثقافية كبرى.