قرية مصرية مازالت تتعامل بالمقايضة

قرية مصرية مازالت تتعامل بالمقايضة

نهى عراقي

لن يصدق أحد رغم كل التكنولوجيا الحديثة التي وصل لها العالم، أن نرى هناك قرى منعزلة حرفيا عن المجتمع ولا تتعامل  بالنقود إنهم يتعاملون بنظام المقايضة فيما بينهم.

قرية أو قارة أم الصغير هى واحة  تقع على بعد 270 كيلو متر من واحة سيوة و300 كيلو متر من مرسى مطروح فهى تقع في قلب صحراء مرسى مطروح وتتبع محافظة مرسى مطروح.

أهلها من أصول أمازيغية ويتحدثون اللغة الأمازيغية فيما بينهم محافظةً على لغة أجدادهم من الإنقراض ويتحدثون العربية خارج الواحة، ويعتمدون على زراعة النخيل والزيتون ولا يجيدون زراعة باقي المحاصيل، ولا يستخدمون النقود إلا في خارج القرية لشراء احتاجاتهم، القرية مازالت بسيطة بكر تحيا على الفطرة سكانها حوالي 750 نسمة فقط إنها أصغر قرية، فمنهم من هجر القرية لصعوبة المعيشة فيها وافتقار الخدمات وأهمها الخدمات الصحية،  هى قرية رائعة لكن تحتاج الإحتواء، المنازل فيها تتكون من طابق واحد ومبنية من الكرشيف الذي هو خليط من الملح الصخري والطين.
وتعمل هناك النساء في الخوص والمشغولات اليدوية الرائعة.

وقد تم إنشاء مدرسة خلال السنوات الأخيرة والتي ساهمت ، فى تعليم أطفال الواحة، بالإضافة إلى محو أمية معظم الكبار من الأهالي، وقد تم حصول أحد أبناء الواحة على مؤهل عالي بعدما بدأ تعليمه فى عُمر متأخر عن طريق محو الأمية ويعمل حاليا مدرساً بمدرسة الواحة إلى جانب عدد من المدرسين من خارج الواحة، الذين يقيمون فى استراحة مخصصة لهم خلال فترة الدراسة.

وتعمل المحافظة وأجهزة الدولة على تقديم الدعم والمساعدة لأهالي قارة أم الصغير، ويصلهم من قصر الرئاسة هدية رئيس الجمهورية للأهالى قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وهى عبارة عن كميات من السلع الغذائية والبطاطين ومبالغ نقدية، توزع بالتساوى على أبناء الواحة من الكبار والأطفال والنساء، فى تقليد سنوى منذ سنوات طويلة، يرجع إلى فترة الملكية فى مصر.
وقد عرضت عليهم المحافظة الإنتقال لمكان أقرب للخدمات لكنهم رفضوا أن يتركوا واحتهم وتمسكوا بها.

وحتى يتم الوصول إليها يبدأ عن طريق الوصول من مدينة مرسى مطروح عن طريق واحة سيوة، وعند “بئر النص” بالكيلو ١٥٠ بأخذ الإتجاه شرقا على الطريق المؤدي إلى الواحة، وهو طريق بطول ١٣٠ كيلو متر، ويخضع لرقابة قوات حرس الحدود حيث يوجد عليه ٣ نقاط أمنية مراقبة وتفتيش، ولا يسمح لأى شخص المرور إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من مخابرات حرس الحدود.

وقد شهد العقدان الماضيان توفير بعض الخدمات الضرورية بالواحة، توفير مولد كهرباء لإنارة القرية، وتم تركيب خلايا طاقة شمسية، وتوفير بعض أجهزة التليفزيون من خلال أطباق الدش، ومؤخرًا تم توفير سيارة إسعاف تتمركز بالقرية للتعامل مع الحالات الطارئة، خصصت محافظة مطروح، خلال السنوات القليلة الماضية، سيارة للقرية تقوم بنقل أصحاب الحاجات من أهالى القرية أسبوعيا بالذهاب إلى واحة سيوة والعودة فى اليوم الثانى بعد قضاء احتياجاتهم، ولا توجد أي وسيلة اتصال تربط القرية بما هو خارجها، سوى تليفون ثوريا بمقر الوحدة المحلية يستخدم فى حالات الإنقراض.

قرية مصرية مازالت تتعامل بالمقايضة
قرية مصرية مازالت تتعامل بالمقايضة

قرية مصرية مازالت تتعامل بالمقايضة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.