قصة إسلام ليلي مراد وسر الاذان وعلاقتها بالشيخ متولي الشعراوي

ليلى مراد إحدي ايقونات زمن الفن الجميل،تميزت بصوتها الساحر وقدمت للفن المصري عشرات الاعمال السينمائية التي توجتها بصوتها الجميل وبقيت خالدة في ذاكرة السينما المصرية، وليلي مراد تعود جذورها لاسرة يهودية الديانة، حيث ولدت بمدينة الاسكندرية،فوالدها هو المغني والملحن إبراهيم ذكي موردخاي، “ذكي مراد”، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي.

قصة إسلام ليلي مراد 

قصة إسلام ليلى مراد بدأت اثناء زواجها من الفنان انور وجدي،فقد تزوجت وظلت علي ديانتها اليهودية حتي قررت ان تشهر إسلامها بعد فترة من زواجها من الفنان أنور وجدي، ذكرت المطربة الكبيرة ليلي مراد قصة وتفاصيل ما حدث ليلة اعتناقها الاسلام في حوار صحفي قديم ، حيث قالت ليلي مراد انها فى فجر أحد الأيام قامت بإيقاظ زوجها الفنان أنور وجدي، وسألته: سامع يا أنور صوت الأذان، فرد عليها بإستغراب: معقولة يا ليلى بتصحينى عشان تسألينى سامع صوت الأذان؟.. أيوة يا ستى سامع.

فقامت ليلي مراد بسؤاله :ليه يا أنور ما طلبتش منى إنى أكون مسلمة ساعة ما طلبتنى للجواز؟، فأجابها بعد إحساسه ان سؤالها وراءه شئ ما :يا ليلى يا حبيبتى أنا اتجوزتك أنتِ لشخصك وما كانش فارق معايا أنتِ مسلمة أو يهودية وبخاصة الدين الإسلامي سمح انا بذلك، وأنا ما حبتش أتكلم فى الموضوع ده أبدا عشان مؤمن بأن دى حرية شخصية، وكل واحد حر فى دينه. 

فقامت ليلى بسؤاله : أنور تتهني اني اكون مسلمة؟! انا من زمان بفكر فى الموضوع ده، وكل يوم فى الفجر أسمع صوت الآذان وأحس إنى بقرب من إتخاذ القرار ده، والليلة دى قررت أنى أكون مسلمة، وكانت سعادة أنور وجدي  بقرار زوجته كبيرة وسألها: فعلا يا ليلى عاوزة تبقى مسلمة؟ فأجابته: اه يا أنور عايزة جدا عن ارتياح واقتناع، وربنا يقدرنى إنى أرضيه وابقى قريبة منه،وكشفت ليلى مراد إنها في هذه الليلة نطقت الشهادتين أمام أنور وجدي، وتطهرت وتوضأت، وصلت مع أنور وجدى ركعتين لله، وأتبعتهما بصلاة الفجر.

وعند شروق الشمس طلبت ليلي مراد من أنور وجدي إستدعاء أحد علماء الأزهر الشريف، وبالفعل حضر الشيخ محمود أبو العيون وقامت ليلي بإخباره إنها تريد الدخول في الاسلام عن ارتياح واقتناع و كشفت له ما حدث عند سماعها الاذان والشعور بانشراح صدرها لسماعه ، وأعادت أمامه نطق الشهادتين، وطلبت منه أن يعلمها أصول الدين الاسلامي الصحيح وكيفية أداء العبادات، وبالفعل واظب الشيخ على ذلك. 

 يهود مصر و إسلام ليلي مراد

تسبب إعلان ليلي مراد إسلامها في غضب شديد ليهود مصر القاطنين في حارة اليهود بمصر حيث كانت ليلي مراد من أشهر فناني مصر اليهود وكانوا يعلقون صورها في المقاهي والمطاعم اليهودية، ويذكر الدكتور محمد أبو الغار في كتابه “يهود مصر من الازدهار إلى الشتات” نقلا عن موريس شماس اليهودي المصري موريس شماس الذي غادر مصر إلى إسرائيل روايته أنه “في مقهى لانسيانو الذي كان يوجد في حارة اليهود،قام عدد من اليهود بعقد إجتماع إسلام مطربتهم المحبوبة ليلى مراد،بعد معرفتهم بتركها الديانة اليهودية وتحولها إلى الإسلام بعد زواجها من أنور وجدي”.

ويتابع شماس: ان صاحب المقهى كان يهودي مصري من أصل إيطالي يدعى لانسيانو أكثر الموجودين في الاجتماع غضبا، وأعلن أنه سيقوم بغلق راديو المقهى عند إذاعة أغنيات ليلى مراد، وقام بإزالة صورتها الموجودة على حائط المقهي،لكن إحدي اليهوديات التي كانت حاضرة الاحتماع وتسمي سعدية غضبت من تصرف لوسيانو ، وصاحت غاضبة : لماذا هذا الغضب؟ هل هي قريبتكم؟ هل هي أختكم؟ ما علاقتكم بها؟، وأضافت سعدية: الأمر بسيط لقد أحبت وأرادت الزواج مثل أيّة امرأة أخرى”.

 

علاقة ليلي مراد والشيخ الشعراوي

ويقول الدكتور راغب السرجاني في كتابه “عظماء أسلموا”نقلا عن أحمد مراد، نجل الفنانة ليلي مراد، إن كل أسرة ليلي مراد أسلمت وكانت تصوم وتتلو القرآن. واضاف نجل الفنانة الراحلة ليلى مراد ، انها في سنوات عمرها الأخيرة صلة وثيقة بالشيخ محمد متولي الشعراوي، واستمر ذلك حتى آخر لحظات حياتها مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 1995، حين رحلت في تمام الساعة العاشرة مساء، وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة الذي كانت دائماً تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة، ودُفنت في مقابر العائلة بالبساتين.

✍️ احمد علي