جوارى بلا قيود” جهاد رشيد ” قصة كفاح المرأة المثقفة فى المجتمع الذكورى !!

جوارى بلا قيود" جهاد رشيد " قصة كفاح المرأة المثقفة فى المجتمع الذكورى !!

” عندما تتحول المرأة إلى رجل أعمال .. كنت أتمنى أن أرى خصلات شعرك ، بدلا من اعتقالها فى قمة رأسك ، كنت أتمنى أن أرى عينيك ، بدلا من إخفائهما تحت نظارة سوداء ، مسحت بريقهما .

بقلم : أ.د / جهاد محمود عواض

كنت أتمنى أن أسمع صوتك هامسا ، وليس مختنقا ، منفعلا ، يداك ترتعدان ، انفعالا ، تعبيرات وجهك ، تنبعث منها أبخرة التحدى ، والانفعال ، حقيقة لم أرى أمامى أنثى ، بل رأيت رجل أعمال ، العنف سيدتى من صفاتك ، التحدى سيدتى من خصائصك ، عودى سيدتى إلى الطبيعة ، التى منحك إياها الخالق الأعظم ، عودى إلى تسامحك ، عودى إلى ابتسامتك ، عودى إلى أنوثتك ، بدلا من أن تتقمصى شخصية رجل أعمال ” 

  هذه العبارات هى التى كتبها الكاتب الأديب مرهف الحس ” عزيز هدايت ” على صفحات الجرائد متعمدا أن يجرح كبرياء ” جهاد رشيد ” بطلة قصة جوارى بلا قيود كى تقبل التحدى وتعود إلى الكتابة بعد الاكتئاب الذى أصابها من المعارك التى خاضتها مع المجتمع وانقطعت عن الكتابة ، ولأن عزيز هدايت رجل اقتنع بجهاد وبشفافيتها فقد أراد أن يفعل هذه الحيلة كى تعود جهاد إلى قوتها وقلمها .

أقرأ المزيد:المعاناة اللذيذة !! كيف تخلق لذة المعاناة ؟!

  عزيزى القارئ  ” جوارى بلا قيود ” هو المسلسل الدرامى المشهور الذى كانت بطلته  الكاتبة والصحفية قوية الشخصية وفى الوقت نفسه مرهفة الحس صاحبة قلم جرىء

قصة كفاح المرأة المثقفة
                                        قصة كفاح المرأة المثقفة

” جهاد رشيد ” وجسدتها الفنانة بوسى وبطل المسلسل هو ” عزيز هدايت ” الكاتب والأديب والصحفى المشهور الذى يحترم المرأة لكنه غير راض عن مبادئها فى وجهات النظر وجسده الفنان كرم مطاوع .

كاتبة المسلسل هى الكاتبة النسوية المتمردة على تقاليد المجتمع الذكورى ” منى نور الدين ” فكيف استطاعت منى نور الدين أن ترسم شخصية جهاد التى دخلت فى تجربتين زواج كلا منهما انتهت بالفشل والطلاق وأصبحت جهاد تتعذب بين مجتمع يجلدها وبين نفسها الحرة وقلمها المستنير المنتصر للحب والجمال والخير والاعتزاز بنفسها وكبريائها وفى الوقت نفسه كانت تصد أى ملاطفة تأتيها من أى رجل فكانت تضع نفسها فى حصار ممنوع الاقتراب منه بسبب صدماتها العاطفية المؤلمة .

  فهل كانت تنتظر جهاد رجلا مثل عزيز هدايت كى تدخل معه فى معركة فكرية وأدبية ناتجة عن حب عميق تولد من أول لقاء بينهما

وهو ما عبره عنه عزيز هدايت فى مواجهته لجهاد :  أنا أرى أمامى إنسانة شفافة لكن تبحث عمن يسمعها بصدق لازم تعرفى إن الحصار اللى أنت عملاه لنفسك ده لن يستمر طويلا أنا هاقتحم الحصار ده

 فيكتب عزيز هدايت فى وصف اللقاء الأول بينهما : 

” أعتذر فقد خانتنى كلماتى ، أمام طوفان من المشاعر ، لا أعرف مصدرها ، ولم أعد أدرى ،  لقد تداخلت أجهزة الإرسال والاستقبال عندى أمام نظرتك الأولى تجاهى ، كانت مزيجا من الإعجاب والتحدى ، مزيجا من العدوان والمتعة ، لم أستطع حيالهما شيئا ، فجاء الهجوم عنيفا ، مركزا ، يتحدى أيامى ، لقد كنت أخشى ذلك اليوم ، عفوا ! بل كنت أتسابق عدوًا ، سعيا إليه “

 فعندما قرأ زوجها السابق ”  رؤوف ” هذه المبارة الحوارية بينهما على صفحات الجرائد استشف أن قصة حب متوقعة بين جهاد وصديقه عزيز فقد واجهته جهاد ذات يوم برأيها فى كتابات عزيز هدايت فى السياسة والحب يكتب فى السياسة  كرجل سياسة  بارع ويكتب فى الحب كأنه يعزف سيمفونية تحرك كل القلوب وهو الرأى نفسه الذى كتبته كاتبة المسلسل منى نور الدين عندما قالت شهرت فى هوانم جاردن سيتى عن رأيها فى كتابات عمر عز الدين .

يبدو أن المرأة المصرية مولعة حبا بالرجل الذى يهتم بالسياسة والحب كوجهان لرجل واحد سياسى ومثقف ويهتم  بمشاعر المرأة .

المزيد:كم فاوست فى حياتنا ؟! ألا تتذكرون ؟! قالت ضحى والأسطورة الألمانية

 والتساؤل الآن حتى لا أطيل على القارئ العزيز :

  هل صرخة جهاد التى كانت تهمس  فى جوارى بلا قيود ولم يلتمس هذه الهمسات الصارخة غير رجل بمثل مواصفات عزيز هدايت هى الصرخة التى جعلت صوت المرأة يصل من خلال القصة التى كتبتها منى نور الدين 

وهى صرخة أمينة فى “أنا حرة”

وصرخة ليلى فى” الباب المفتوح” ، وصرخة فوزية فى “لا وقت للحب “

الصرخة التى جعلت المرأة حرة وأيضا متمسكة بمبادئها بمساعدة رجال وكتاب إنتصروا للمرأة إحسان عبد القدوس ومنى نور الدين ولطيفة الزيات

الصرخة التى تبحث عن الحب فى الوطن الحر والمجتمع المستنير ، أفسحوا الطريق فالحقيقة تتقدم والمرأة قادمة لكن أين الرجل الذى ينتصر لها بصدق ؟؟

كلنا جهاد ……

المزيد أيضاً:٣٠ يونيه ثورة شعب وسقوط خلافة

كاتبة المقال :

ا.د / جهاد محمود عواض 

أستاذ الأدب المقارن والنقد الأدبى الحديث المساعد بكلية الألسن جامعة عين شمس

عضوة لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومى للمرأة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.