قصر البارون إمبان بين الغموض والإثارة

 

نهى عراقي

قصر البارون إمبان هو قصر تاريخي تحفة و أيقونة في هندسة  وبناء العمارة  التي أُُقيمت  على أرض مصرنا المحروسة ، فهو الحقيقة تأخذك للخيال المبهر بعالم من عوالم ألف وليلة يجذب النظر ويأخذ العقل

في رحلة استكشاف.

 

تصميمه خليط بين الطراز الأوروبي والطراز الهندي، انتشر عنه إشاعات بوجود أشباح تظهر ليلا، وسماع أصوات ومشاهدة النيران تخرج من النوافذ.

سؤال هل هي إشاعات أم حقيقية؟

تعالوا معنا في رحلة نتجول بين خفايا قصر البارون إمبان وحقيقة قصص الرعب هذه.

 

نبذة عن  البارون إمبان الذي شيد هذا القصر؟

 

هو المهندس المعماري والمليونير ورجل الأعمال البلجيكى  وكان فكره اقتصادي، اسمه إدوارد ولَقب بارون لأن ملك فرنسا  منحه هذا اللقب بعد إنشاءه مترو باريس، تعبيرا عن تقديره لما قام به من أعمال فريدة.

كان رحالة يحب الترحال من بلد إلى آخر سافر إلى كل أنحاء العالم، وعندما وصل مصر  ونزل من السفينة ووطأت قدمه أرضها عشقها وقرر أن يبقى بها حتى وفاته، بعد إقامته بالهند سنوات عديدة ولذا أثر فيه الطراز الهندي وصمم القصر على طريقة العمارة الهندية.

حضر إلى مصر بعد افتتاح قناة السويس، في أواخر القرن التاسع عشر، اقترح البارون فكرته ببناء مدينة في الصحراء على الحكومة المصرية، حيث اختار لها اسم هليوبولبس ومعناه “مدينة الشمس”.

واشترى الأرض بما يعادل واحد جنيهُا للفدان.
وكانت هذه المنطقة صحراوية ليس بها مرافق أو وسيلة مواصلات أو خدمات.

وأسند إلى المهندس البلجيكي أندريه برشو مهمة إنشاء خط مترو بتلك المنطقة مع شركة مترو باريس، وكان يعمل حتى وقت قريب وكان اسمه مترو مصر الجديدة، حتى يحفز سكان القاهرة للسكن في هذا الحي الجديد.

فرغ البارون إلى إنشاء عدد من المنازل على نفس شكل الطراز البلجيكي الكلاسيكي وحدائقها الجميلة على مساحات شاسعة، فضلا إلى بناء فندق ضخم في مدينة هليوبليس، وشيد قصره التاريخي قصر البارون إمبان.

بعد وفاة البارون عام 1292م تعرض القصر للإهمال وأصبح مهجورا وتبدلت حدائقه الجميلة إلى خراب وازادت المشاكل عليه بين الورثة.

انتشرت أقاويل وأساطير مختلفة حول قصص الرعب والغموض في قصر البارون إمبان ومن هذه الأقاويل تلك الغرفة التي تسمى بالغرفة المسحورة.

تلك الغرفة التي منع البارون أخته هيلانة وابنته من دخولها تسمى الغرفة الوردية ببدروم القصر، كانت أبوابها مفتوحة على مدخل سرداب طويل ممتد إلى كنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون.

وفاة أخته البارونة هيلانة عندما سقطت من نافذة غرفتها في ظروف غامضة وصرخاتها المرعبة.
كان وقتها البارون جالس في البرج المتحرك ليشاهد كل ما يحيط بقصره.

عندما انتبه البارون لصراخ أخته توقفت قاعدة البرج عن الدوران.
ترى هل هذه الرواية حقيقية عن قصر البارون إمبان؟

السؤال هل كل الرويات التي انتشرت حول هذا القصر خرافة أم حقيقة؟
سنرى الإجابة على السؤال من الباحث المصري الشهير الدكتور رفيق جورج، الذي وثق كل محتويات القصر وكل متعلق بالقصر وصاحبه.

أكد الدكتور رفيق جورج في إحدى تصريحاته الصحفية أن كل وثائق نسب عائلة البارون تنفي نهائي وجود اسم هيلانة، فلم يكن في عائلته شقيقة له تدعى هيلانة تماما.

ولكن هناك سيدة ما وليست هيلانة ولن يثبت حتى الآن أنها شقيقته، علاوة على ذلك أن البرج لا يدور من الأصل كما شاع.

 

هل قضى القصر على سكانه؟

يجيب الدكتور رفيق جورج بالنفي أن تلك الروايات التي تُحكى عن حالات القتل بالقصر مثل إشاعة زوجته مقتولة في المصعد الذي يربط بين المطبخ وأعلى البرج، وأيضا قتل رئيسة الخدم السيدة دو مورييه في المصعد.

وفاة 6 خادمات في أحداث غامضة وبطريقة مرعبة،لا يوجد لها تفسير، وطرح الدكتور جورج سؤالاً هل حُرر محضر شرطة يثبت أن هذه الجرائم وقعت بالفعل في ذلك الوقت؟
وأجاب بلا لا أعتقد لقد بحثت كثيرا ولم أعثر على شيئ. ‪

 

وصف القصر الغامض وموقعه

 

موقع هذا القصر الفخم فى وسط منطقة مصر الجديدة، وهو من أرقى أحياء القاهرة وبالتحديد في صلاح سالم  بشارع العروبة.

صمم زخارفه ونقوشاته الرائعة جورج لويس كلود، وصممه المعماري الفرنسي ألكساندر مارسيل.

ينفرد القصر بطرازه الذي صُمم على طراز العمارة الهندية، مساحته تبلغ 12,5 ألف متر القصر تصميمه مقتبس من معبد أنكو وات بكمبوديا الهندوسي بالهند.

حديقة القصر مساحتها 8 الآف متر وهي حديقة غناء كبيرة رائعة تحيط بالقصر بها أنواع نباتات نادرة، وتماثيل في كل مكان، وفي الجانب الشرقي منها مبنى كان جراج للسيارات وأسطبل للخيل.

تصميمه من الداخل يتكون من دورين اثنين ويحتوي على سبعة غرف مقسمة على الدورين، الدور الأول به صالة كبيرة وثلاثة غرف اثنين منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون للعبة البلياردو.

أما الدور الثاني مكون من أربعة غرف كل غرفة لها حمام خاص بها، شرفاته الخارجية مرفوعة على تماثيل أفيال هندية والشرفات ترتفع وتنخفض مع التماثيل.

تنتشر تماثيل مصنوعة من الذهب والبلاتين والعاج في كل مكان حتى في الحديقة، بداخل القصر يوجد ساعة قديمة فريدة تمثل الوقت بالدقائق والساعات والأيام والسنين ودرجات الحرارة وتغييرات أوجه القمر.

أرضية قصر البارون إمبان مصنوعة من الرخام والمرمر الطبيعي الإيطالي و خشب الباركية.
وكان له بدروم أو ما يسمى سرداب يضم المطابخ وغرف للخدم، وأسانسير صُنع من خشب الجوز ليصل بين المطبخ وغرفة الطعام وأعلى البرج

صُمم القصىر بشكل هندسي عبقري متقن يجعل الشمس لا تغيب عن غرفه بالكامل، والمتواجد بالداخل يرى كل من بالخارج، وبه برج يدور كل 60 دقيقة دورة كاملة ليشاهد من يجلس بهذا البرج كل شئ خارج القصر.

سطح القصر يشمل على رسومات نباتية وحيوانية وله مصعد خشب من الورد الممتاز، اكتمل بناء القصر سنة 1911 ميلادية حيث ظل بناؤه خمس سنوات.

 

 

تجديد وترميم قصر البارون إمبان وتحويله إلى متحف أثري
في عام 2005م قامت وزارة الإسكان بشراء القصر وسلمته للمجلس الأعلى للآثار، وتم ترميمه بتكلفة حوالي مليون 175 جنيهًا، وتم تحويله إلى متحف أثري متاحًا للزائرين.

 

 

قصر البارون إمبان بين الغموض والإثارة
قصر البارون إمبان بين الغموض والإثارة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.