قصر عابدين : هنا عاش ملوك وأمراء مصر .. نرصدهم بالأسماء والتواريخ 

 

 

قصر عابدين وفي قلب منتصف القاهرة، حيث تتلاقى الأحياء القديمة مع التاريخ الحديث، يقف قصر عابدين شامخًا شاهدًا على حقبة ملكية زاخرة بالأحداث والشخصيات.

كتبت / داليا حسام

نفتح أبواب قصر عابدين لنرى ما وراء الستار، ونستمع إلى همسات الماضي التي لا تزال تتردد في أروقة هذا القصر العريق

العائلة المالكة في قصر عابدين حياة الأمراء والأميرات بين الفخامة والتاريخ

 

الخديوي إسماعيل

الخديوي إسماعيل، ابن إبراهيم باشا وحفيد محمد علي باشا، كان حاكمًا لمصر من 1863 حتى 1879. يُعرف بأنه “مؤسس مصر الحديثة” نظرًا لجهوده في تحديث البلاد على النمط الأوروبي. أسس قصر عابدين ليكون مقر الحكم الجديد بدلاً من القلعة،

وكان القصر يعكس طموحه في تحويل القاهرة إلى “باريس الشرق”. خلال حكمه، شهدت مصر نهضة عمرانية وتعليمية، لكن إصلاحاته الكبرى أدت إلى تراكم الديون مما تسبب في تدخل القوى الأوروبية في شؤون مصر الداخلية، مما أدى في النهاية إلى عزله.

 

الملك فؤاد الأول

الملك فؤاد الأول هو ابن الخديوي إسماعيل وحكم مصر من 1917 حتى 1936. تولى الحكم بعد وفاة شقيقه السلطان حسين كامل. في عهده، تحولت مصر إلى مملكة مستقلة عام 1922 بعد إنهاء الحماية البريطانية.

كان فؤاد شخصية ذات رؤية حيث ساهم في إنشاء جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) وشهد عهده بداية دستور 1923.

 

كان قصر عابدين مركزًا لحكمه، حيث استقبل فيه الكثير من الزعماء الأجانب، وأقام فيه حفلات ومناسبات رسمية كبرى.

الملك فاروق

الملك فاروق، ابن الملك فؤاد الأول، تولى العرش عام 1936 وهو في سن صغير بعد وفاة والده. رغم شعبيته في البداية، إلا أن حكمه شهد فسادًا متزايدًا، مما أدى إلى تدهور الأوضاع في مصر.

كان فاروق معروفًا بأسلوب حياته الفاخر والباذخ، حيث كان قصر عابدين محورًا لحفلاته الملكية. انتهى حكمه بثورة 1952 التي أدت إلى خلعه ونفيه خارج البلاد. بعد الثورة، انتقلت مصر إلى النظام الجمهوري وانتهى عهد الملكية.

الملكة نازلي

الملكة نازلي هي زوجة الملك فؤاد الأول وأم الملك فاروق. كانت معروفة بجمالها وثقافتها. لعبت دورًا مهمًا كملكة، حيث كانت تقوم بالكثير من الأنشطة الاجتماعية والخيرية.

بعد وفاة زوجها الملك فؤاد، كانت قريبة جدًا من ابنها الملك فاروق، لكن بعد فترة من حكمه، انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأعلنت تغيير دينها إلى المسيحية، مما أثار ضجة كبيرة في مصر. عاشت في أمريكا حتى وفاتها، ولم تعد لمصر بعدها.

الملكة فريدة

الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق، تزوجت منه عام 1938 وأصبحت ملكة مصر. كانت تُعرف بجمالها وأناقتها، وكانت محبوبة من الشعب المصري. أنجبت ثلاث بنات ولكن زواجها من فاروق انتهى بالطلاق عام 1948.

 

بعد الطلاق، عاشت حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء، وكانت مهتمة بالرسم والفنون. تعتبر الملكة فريدة من أكثر الشخصيات الملكية شعبية في التاريخ المصري الحديث.

الملكة ناريمان

الملكة ناريمان، الزوجة الثانية للملك فاروق، تزوجت منه عام 1951 وكانت أم ولي عهده أحمد فؤاد الثاني. جاءت من عائلة مصرية عادية، وكانت رمزًا للأمل بين المصريين بسبب أصولها المتواضعة.

عاشت فترة قصيرة كملكة بسبب ثورة 1952 التي أطاحت بالملك فاروق، ونُفيت معه إلى إيطاليا. بعد الطلاق من فاروق، عادت إلى مصر وتزوجت مرة أخرى، لكنها ظلت تعيش حياة بعيدة عن الأضواء.


الأمير محمد علي توفيق

الأمير محمد علي توفيق هو ابن الخديوي توفيق وشقيق الملك فؤاد الأول. كان شخصية ذات تأثير قوي في الحياة السياسية المصرية، حيث كان مرشحًا لخلافة العرش قبل ولادة الملك فاروق. عُرف الأمير محمد علي بحبه للأدب والثقافة،

وكتب العديد من الكتب في الأدب العربي. عاش في قصر عابدين لفترات متقطعة، وكان له دور كبير في دعم التعليم والثقافة في مصر، حيث كان من المساهمين في إنشاء العديد من المدارس والمؤسسات الثقافية.

الملكة شويكار

الملكة شويكار، الزوجة الأولى للملك فؤاد الأول، كانت تنتمي لعائلة عثمانية. تزوجت من الملك فؤاد عام 1896، ولكن زواجهما لم يستمر طويلاً، حيث انفصلا عام 1913.

كانت معروفة بجمالها وذوقها الرفيع في الموضة. أنجبت الأمير إسماعيل، وكانت لها مكانة اجتماعية مرموقة في مصر، حتى بعد طلاقها من الملك فؤاد. عاشت بقية حياتها في هدوء بعيدًا عن السياسة والأضواء.

الملكة فوزية

الملكة فوزية، شقيقة الملك فاروق وزوجة شاه إيران محمد رضا بهلوي، تزوجت من الشاه في حفل كبير أقيم في قصر عابدين عام 1939.

كانت معروفة بجمالها الفائق وأصبحت ملكة إيران. عاشت حياة مليئة بالترف والفخامة في إيران، ولكن زواجها من الشاه لم يدم طويلاً، حيث انتهى بالطلاق عام 1948.

 

عادت بعدها إلى مصر وعاشت في هدوء حتى وفاتها.

الأمير أحمد فؤاد الثاني

الأمير أحمد فؤاد الثاني هو ابن الملك فاروق والملكة ناريمان، وُلد في قصر عابدين عام 1952 قبل ثورة يوليو بأشهر قليلة. بعد الثورة ونفي العائلة الملكية، غادر مصر مع والده إلى إيطاليا.

رغم أنه كان ولي عهد مصر، إلا أنه لم يحكم فعليًا بسبب التحول إلى النظام الجمهوري. عاش الأمير أحمد فؤاد معظم حياته في الخارج، ولكنه ظل مرتبطًا بتاريخ مصر الملكي وظل يحمل لقب “ملك مصر” بشكل رمزي حتى يومنا هذا.

بين صفحات التاريخ وأروقة قصر عابدين، تتجلى حكايات الملوك والأمراء، والأحداث التي شكلت مسار أمة بأكملها.

هذا القصر الذي شهد أفراحًا و، مؤامرات وتحديات، لا يزال حتى اليوم رمزًا للفخامة والعظمة. ومع كل خطوة داخله، يستمر الزمن في سرد قصص أولئك الذين تركوا بصماتهم الخالدة بين جدرانه.

إن قصور الملوك ليست مجرد أحجار وزخارف، بل هي شاهد على إرث وتاريخ، وأشخاص عاشوا وأحبوا وخاضوا صراعاتهم على مر العصور.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.