فوق الطّاولةِ في مقهىً عتيق
أرسُمُ الدّوائرَ بصمت…
أودّعُ حبيبتي كغرابٍ ملعونٍ في القصصِ،
وأسدُّ بكفيَّ ثقبًا تتبخّرُ منه الأحلام…
كيف أُفْهِمُها أنَّ الوداعَ رحلةٌ محفوفةٌ بالأملِ
وأنّ القمرَ البليدَ فوقَنا
هو الواقعُ الجهنّميُّ الوحيدُ هنا
وأنّي
لستُ على ما يُرامٍ لأبتسم الآنَ
لنادلةٍ تنتظرُ البقشيشَ تحتَ فنجانٍ
فيهِ صخبُ الدّنيا وأسئلةٌ؟!
أتحسّسُ كأعمى ساعتي
وأمسحُ بدمعةٍ عينيَّ الواسعتينِ
فأطمئنُّ بسخريةٍ أنَّ الخَواءَ لم يزلْ فينا مدينةً
المزيد من المشاركات
يعفُّ عنها البحرُ لقرصانِ الرّياح…
أتلمّسُ نومَ السّائرينَ في زحمةِ الشّوارعِ
بضحكةِ ميْتٍ يغريني…
أتصفّحُ ذاكرتي وأُلقي نفَسًا
في وردةٍ تلوّحُ للتّرابِ من فوقنا وتبتعدُ…
على الطّاولةِ في مقهىً عتيق،
حيثُ الوداعُ رحلةٌ محفوفةٌ بالحزنِ والأملِ،
كنتُ ألوّحُ لحبيبتي قائلًا
إنَّ الحياةَ جنونٌ جميلٌ
وإنَّ الثّائرَ قائدٌ مُتعِبٌ لتبقى…،
تقتربُ إحدى الدَّوابِ،
تنظرُ إلى غرابِ السَّماء ببلادةِ أحمقَ،
تقضمُ يدي
وتبصُقُها وِعاءً
لوردةِ الطّريق…
المقال السابق
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ