قضية ياسين .. رحمة وإنسانية وكافة الأديان بريئة منها “إحذروا الفتن”

قضية ياسين .. رحمة وإنسانية وكافة الأديان بريئة منها “إحذروا الفتن”

 

 

قضية ياسين المشهور إعلاميا ” بطالب دمنهور” هزت الرأي العام في مصر، بعد إن قضت محكمة جنايات دمنهور بمحافظة البحيرة، بمعاقبة المعتدي على الطفل ياسين بالسجن المؤبد 25 عاما.

 

كتبت : زينب النجار

 

بعد الأطلاع علي تقرير الطب الشرعي الذي أثبت وجزم بوجود أعتداء على الطفل، مع تعرف المجني عليه على المتهم أمام المحكمة.

 

إذا لماذا البعض ينشر الفتن بين الشعب المصري ، فإن الجريمة لا تخص مسلم ومسيحي بلا تخص التربية والإنسانية والأخلاق فالشذوذ ليس له دين ويرفضه الدين الإسلامي والدين المسيحي  فيجب التركيز على الجريمة نفسها ومحاسبة المتهمين بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو الثقافية. هذا يساعد على تعزيز العدالة والمساواة أمام القانون…

فنحن كل يوم نسمع عن حالات تحرش وأغتصاب من أشخاص كثيرة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.

 

فمن منا يتذكر منذ فترة السيدة المسيحية الفاضلة التي ظهرت وتصدرت لهذا المتحرش المسلم الذي تحرش بطفلة صغيرة، في مدخل أحد العقارات بمنطقة المعادي في القاهرة، وقامت السيدة بفتح الباب وفضحه أمام كاميرات المراقبة ، ونشرت الفيديو علي مواقع التواصل الأجتماعي لفضحه وأنقذت الطفلة من المتحرش..

وقد تعرضت الفتاة المسيحية الشجاعة لقهر من الدكتور صاحب المعمل الذي تعمل به بسبب نشرها لفيديو المتحرش ، والكل آنذاك وقف معها ومدح شجاعتها وأقدامها علي أنقاذ الطفلة وظهورها في الوقت المناسب وتعاطف جميع الشعب المصري معها ولم يقل أحد وقتها إن هذه فتنة طائفية…
فإن الحق والعدل لا جدال فيه ، فنحن أمام جريمة إنسانية إهتزت لها الأحاسيس والمشاعر ولا يرضي بها أيا من الدين الإسلامي أو الدين المسيحي ،لإن أي إنسان قد يخطأ بغض النظر

 

عن ديانته فإن الخطأ أو الجريمة لا تعكس دين أحد بلا تعكس الشخص نفسه ويجب التعامل معاها علي أنها مسألة فردية تخص أخلاق الشخص المتحرش وليس ديانته ..

 

فالأطراف في القضية تشمل المديرة ” المسيحية ”
والمعلمة ” المسلمة ” والناني ” المسيحية” والمتهم ” المسيحي”
فجميع المتهمين أولاً وأخيرا مصريين الجنسية فقط لا غير …

ياسين ..

فقضية ياسين لست قضية فتنة طائفية كما يطلق البعض عليها ، فهي ببساطة قضية إغتصاب طفل برئ داخل مؤسسة تعليمية الذي نطلق علي وزارتها ،وزارة التربية والتعليم ، ونناشد الجميع علي مدي العصور أن التربية أهم من التعليم وإن المدرسة هي البيت الثاني للطفل وهي أهم مؤسسات أي دولة في بناء الأنسان وتنشئته التنشئة السليمة التي تصقله وتبنيه بناء يخلق منه كيان وإنسان صالح لنفسه ولبلده ومجتمعه..

 

فكيف ننشئ طفل بمؤسسة تعليمية موظفها متحرش بسن كبير ومديرتها والعاملة والمعلمة مشاركين بالجريمة ،ونطلق العبارات والأشعار والأخطاء علي أنها فتنة بين مسلم ومسيحي ،فما حدث بالفعل هي قصة حقيقية عن وحشيـة الأنسان، عن أستغلال شهواته ، عن خيانة الأمانة المكلف بها.

فأنها قضية شعب كامل مقهور لديه رحمة وإنسانية من أجل طفل صغير أغتالت براءته ….

وفي النهاية تحية تقدير وإحترام للبطلة الحقيقية فى القصة والداة ياسين
على صبرها وقوتها وأصرارها
في مواجهة التحديات والمحن التي واجهتها في قضية أبنها ، فلم تيأس ولم تستسلم، بل أستمرت لمدة عام في المطالبة بحق أبنها بكل إصرار وعزيمة.

 

أرادت إن يعيش إبنها مرفوع الرأس لم تمل من الجرئ وراء المحاكم ولم تيأس رغم إن القضية أغلقت مرتين ، وضاع منها وقت كبير بدون نتيجة ، لكن أصرارها وغريزة الأمومة التي صدقت بها أبنها كان حافز قوي علي المطالبة بحقه رغم الصعوبات والمغريات التي واجهتها ..

 

فالأمومة بطولة ليس منحة من الفطرة
فهي المسؤولية عن حمايتهم والمحافظة علي سلامة نفسيتهم مهما كلف الثمن
فالأم هي الحياة والجيش الوحيد الصامد الذي وهبه الله للأطفال…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.