قطراتُ الندى … بقلم: أحمد عزيز الدين

قطراتُ الندى

بقلم: أحمد عزيز الدين أحمد

أمي، وهل تُخفى الملامحُ في الدُّجى؟
أم هل يذوبُ النورُ في عينِ الضُّحى؟
أمي، وكم كانت يداكِ نقيّةً
تسقي الطفولةَ من رؤاكِ النُّبلى
قد كنتِ تصنعُ في الحكايا معجزاً
يمشي الهوينى في الدُّنى متوشِّحا
تروي لنا أنشودةً محبوكةً
ويطيرُ فيها القلبُ طفلًا مترفا
يا فرحةَ الأيامِ إن عزَّ الرُّؤى
كيف انطفأتِ وخيمَ الليلُ العَفا؟
جاء الربيعُ، وغاب وجهُكِ عن دمي
فبكيتُ لحنَ النورِ فيكِ مترفا
همستْ زهورُ الفلِّ أنَّكِ راحلةٌ
وغفى الصباحُ، وضاعَ عطرُ المُصطفى
فمن الذي يُهدي إليَّ قلادةً
كالتي تَهُبُّ من يديكِ إلى الصِّبا؟
ومن التي تهدي المواسمَ بسمةً
تُنسي المدى وجعَ الرحيلِ إذا أتى؟
أمّي، وحبُّكِ في دمي متوهّجٌ
لا ينطفئْ مهما أتى، ومتى أتى
ما زلتُ أطرقُ كلَّ بابٍ خاشعٍ
علَّ الندى يرنو إليكِ ويكتفى
ما زلتُ أذكرُ ضحكتكِ مرّةً
حين ارتقى العيدُ الجميلُ وما انطفى
يا من سكبتِ على الحياةِ بهاءها
وغمرتِ قلبي بالضياءِ إذا اكتفى
إني أتيتُ إلى المقابرِ راجياً
أن تستفيقي – ولوْ بدمعةِ لهفتى
لكنْ يخيّلُ لي بأنكِ زهرةٌ
في جنةِ الرحمنِ ترنو وتُكتفى
القصيدة :على بحر الكامل
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.