قطع العلاقات الأسرية جرح لا يندمل بسهولة بقلم الكاتبه انتصار احمد

قطع العلاقات الأسرية جرح لا يندمل بسهولة
بقلم الكاتبه/ انتصار احمد
تعتبر العلاقة بين الأشقاء من أقدس العلاقات الإنسانية، وهي مبنية على المحبة و الود والاحترام المتبادل.
لكن للأسف، يشهد واقعنا المعاصر تزايداً ملحوظاً في حالات قطع العلاقات الأسرية ، وخاصة بين الأشقاء، هذه الظاهرة المؤلمة لها آثار نفسية واجتماعية عميقة على الأفراد والعائلة ككل
في هذا المقال، سنتناول أسباب هذه القطيعة، وآثارها، وكيفية التعامل معها.
ومن أسباب القطيعة بين الأشقاء
ـ الخلافات الشخصية: قد تنشأ الخلافات حول الميراث، أو المال، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى الأمور التافهة، وتتطور هذه الخلافات إلى قطيعة كاملة وبعض الاحيان تصل إلى القتل.
ـ ثانيا التفضيل الأبوي فقد يشعر بعض الأشقاء بالظلم بسبب تفضيل أحد الأبناء على الآخر، مما يؤدي إلى الشعور بالغيرة والحقد، وبالتالي قطع العلاقة.
ـ الزوجين: فقد تتغير الأولويات بعد الزوجين، و تتضاءل أهمية العلاقة مع الأشقاء، خاصة إذا كانت الزوجة أو الزوج يحرض على القطيعة.
ـ التأثير الاجتماعي: قد يتأثر بعض الأفراد بآراء الآخرين أو بنصائح غير صائبة، مما يدفعهم إلى قطع العلاقة مع أشقائهم.
ـ اختلاف الشخصية:
قد يكون اختلاف الشخصية و الطباع بين الأشقاء سبباً في عدم التوافق، وصعوبة التواصل، مما يؤدي إلى التباعد والقطيعة.
المساوء السلبية لقطع العلاقات الأسرية
ـ آثار نفسية: يشعر الفرد بالوحدة و الحزن والأسى، وقد يعاني من الاكتئاب والقلق.
ـ من الجانب الإجتماعي: يؤثر قطع العلاقات الأسرية على التماسك الأسري، ويضعف الروابط الاجتماعية و يشعر الفرد بالذنب والندم، ويؤثر ذلك على سلامته النفسية.
التعامل مع قطع العلاقات الأسرية؟
ـ الحوار الصريح والمفتوح:
يجب على الأطراف المتخاصمة الجلوس معاً ومحاولة الحوار بصراحة وشفافية، وتحديد أسباب الخلاف والعمل على حلها بعيداً عن أى توتر.
ـ منح كل طرف الفرصة للتعبير عن مشاعره وآرائه دون مقاطعة، محاولة فهم وجهة نظر الطرف الآخر والتعاطف مع مشاعره، والابتعاد عن الاتهامات والتركيز على المشكلة نفسها وليس على أخطاء الماضي.
ـ يجب أن يكون هناك استعداد للتسامح والغفران، وأن يتجاوز كل طرف أخطاء الآخر.
إذا كان الخلاف على تربية الأبناء
يمكن حل هذا الخلاف من خلال الجلوس معاً وتحديد أهداف التربية المشتركة، وتقسيم المهام التربوية بين الزوجين وإذا كان الخلاف على الأمور المالية يمكن حل هذا الخلاف من خلال وضع ميزانية مشتركة، ومناقشة الأهداف المالية طويلة الأجل، والوسطية في الإنفاق.
ـ إذا كان الخلاف بين الأشقاء،
يمكن للأهل أن يلعبوا دوراً مهماً في رأب الصدع بين الأشقاء، وأن يحثوهم على المصالحة.
ـ في حال عدم وجوده الأهل ” توفاهم الله “
ومع استمرار الخلافات، يجب اللجوء إلى وسيط محايد لمساعدة الأطراف على التوصل إلى حل، إذا كانت الخلافات شديدة، يجب الصبر والتسامح لان الخلافات الأسرية تستغرق وقتاً و جهداً، لذلك يجب التحلي بالصبر والتسامح.
اقتراحات عملية لمنع الخلافات الأسرية
التواصل المفتوح والصادق والحوار البناء، احترام الاختلاف، تحديد وقت ومكان هادئ للتحدث عن المشكلة بعيداً عن التوتر، الاعتراف بأن لكل فرد وجهة نظر مختلفة ويجب احترامها.
التنازل عن بعض المطالب من أجل مصلحة الأسرة، البحث عن حلول وسط
وبعيدا عن الخلافات ولتقوية الروابط الأسرية يجب، قضاء وقت ممتع معاً، ممارسة الأنشطة الترفيهية المشتركة، إظهار الحب والتقدير وتقديم الدعم والمساعدة بعضكم البعض.
ملاحظة:
هذه مجرد اقتراحات عامة، وحل الخلافات الأسرية يعتمد على طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة والمشكلة التي تواجههم.