قلم حبر بقلم :أميرة بركة

قلم حبر
بقلم :أميرة بركة
قديما لم يكن هناك أقلام بالشكل المتعارف عليه الآن كان أدوات الكتابة تقتصر آنذاك على دواية مليئة بالحبر وريشة ويحكى أنه فى إحدى المرات كان يوجد تاجر يجلس مع مجموعة من التجار للإتفاق على صفقة كبيرة وكانت تلك الصفقة مهمة جدا لدى هذا التاجر وعلق آمال كبيرة على إتمامها ولكنه فشل فى إكمال صفقته على آخر لحظة ولسبب تافه جدا لأن داويته فرغت من الحبر ولم يستطيع أن يوقع على العقود فحينما ركض التاجر لإحضار الحبر كان التاجر قد تعاقد بالفعل مع تاجر آخر كان يجلس ومعه داويته المليئة بالحبر فطار عقل الرجل وحزن بشدة ولكنه جلس يفكر فى سبب فشله وكيف يتغلب على تلك المشكلة؟ حتى توصل لفكرة القلم الملئ بالحبر دون الحاجة للدواية وبالفعل نفذ الفكرة وكسب مكاسب كبيرة من هذا الإختراع العظيم فى وقتها فعندما حول حزنه لطاقة وإبداع كسب أضعاف الصفقة التى خسرها بل قدم هدية عظيمةلكل البشرية خلاصة القول الفشل والإخفاق والخسارة ليس نهاية العالم ولا نهايتنا فالفشل كما ذكره كل العباقرة والعقلاء ما هو إلا محاولة للوصول للنجاح فأنا أرى أن الإنسان ليس قطارا مثلا ومقدر له أن يسير فى خط واحد لا يتغير طوال حياته لا يتأمل لا يتأثر لا يثور مهما تهالكت…… القضبان التى يرتكز عليها نصمت ولا نعبر ولا نرفض حتى تتهالك القضبان ونسقط ضحايا للأفكار القديمة القضبان القديمة(الأفكار ) التى مهدها لنا من سبقونا إلى أن الأزمات والإخفاقات ماهى إلا فرصة لنتعرف أكثر عن أنفسنا لندرك قيمة ما لدينا فرصة لنعى ونستوعب مدى قوتنا وما ينقصنا لنزيده فرصة لنطور من أنفسنا فالأزمات والفشل والإحباطات التى نتعرض لها فى الحياة ربما تكون فرصتنا لأخذ القرارات المؤجلة وتغيير مسارنا للأفضل ولأخذ القرارات الصحيحة والقرارات التى أسندنا مهمة أخذها للغير فى غفلة من الزمان فيكون وقتها لدينا الشجاعة الكافية لإنهاء أشياء لا قيمة لها تمسكنا بها فى السابق وخسرنا الكثير وهدرنا الكثير بدون داعى فنفسح الطريق لما هو أجدى وأهم ونحيا حياة قوية ملئ القلب والعقل والروح والإرادة وقتها إذا القينا نظرة على الماضى سنكتشف أن الحياة التى بنيناها بوعى مسحت كل آثار الحياة التى فرضت علينا والتى لم نأثخذ من كلمة حياة سوى أحرفها ليس مضونها وإحساسها سنكتشف مع الوقت أننا لم نحيا من قبل كنا فقط نمثل دور الأحياء كنا فقط نقاوم الموت.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.