قلّد ريان…. فكان الموت مصيره
قلّد ريان…. فكان الموت مصيره
أقدم طفل مغربي آخر يبلغ من العمر خمس سنوات، الاثنين، على رمي نفسه في بئر عميق، وهو الحادث الذي أودى بحياته.
انها حادثة مفجعة شبيهة بواقعة الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر بإقليم شفشاون، والتي شغلت العالم العربي برمته الأسبوع الماضي.
وكشف أحد أفراد العائلة، في تصريح لموقع “هسبريس” المغربي، أن: “الطفل كان متأثراً بقصة ريان الأليمة، وحاول محاكاة الواقعة، اعتقاداً منه أن الموضوع لا يشكّل خطورة، إلّا أنه لم يكن يدرك حتماً أن الأمر سيأخذ منه حياته”.
وانطلاقاً من هذه الحادثة، وأهمية إيصال تفاصيل الوقائع الأليمة بصورة صحيحة للأطفال، وخاصةً عندما يكون أبطالها صغار فالتخفيف من حجم الحادثة المؤلمة يجب أن يترافق مع المنطقية واحترام عقل الطفل”.
في ظل محتوى هائل من الأحداث والمشاهد التي يتلقاها الطفل يومياً عبر منصّات التواصل، التلفزيون، أو حتى تفاصيل الحياة اليومية، يجب أن يكون تواصل الأهل مع الطفل مستمر، وإيضاح التفاصيل والتساؤلات.
من الضروري تفسير الأحداث للطفل بطريقة منطقية، وتسمية الأمور بمسمياتها، ليدرك الصحيح من الخطأ، والتصرف السليم من الخطر والمرفوض، بعيداً عن التهويل والمبالغة، وبطريقة تحترم عمر الطفل ومستوى وعيه وإدراكه.
و أنه يجب أن نحاول قدر الإمكان ضبط المحتوى الذي يصل إلى الطفل، وأن نخضعه لرقابة مستمرة، فالطفل متلقي ذكي وخياله يفسّر ويحلل، وهنا يأتي دور الأهل لتوجيه المحتوى بطريقة سليمة وصحيحة.
وعلينا ضرورة تنظيم الوقت والمحتوى والمدة الزمنية لاستخدام الأجهزة الذكية، ولكن شرط البدء مبكراً، منذ عمر السنتين.
و حسب الدراسات فإن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 8 سنوات هم الأكثر تضرراً من الفواجع، وتحديداً عمر 6 سنوات، كونها مرحلة إبداع القصص الخيالية والأبطال، والميل لحب الشهرة”.
لذلك من الضروري تشجيع خيالات الطفل والاستفادة منها واستثمارها إيجاباً بمكان وإيقافها ووضع الحدود لها بمكان آخر لنعيده إلى واقعه، إضافةً إلى أن الطفل بهذه المرحلة يتقن ويحبّذ التقليد وهذا أمر لا يقل خطورة عن الخيال .
ومن هنا تأتي أهمية السلوكيات التي يقوم بها الأهالي وعالم الكبار، إضافةً إلى الدقة باختيار المفردات والمواضيع والأفكار التي نتداولها كأهالي أمام الطفل خلال هذا العمر الحسّاس للغاية.
وأما أبرز المشكلات التي تحصل أو يقع ضحيتها الطفل سببها المواضيع والتفاصيل التي يتلقاها من عالم الكبار دون أي اكتراث لوجوده، كما أنّ نشرات الأخبار هي أحد أهم الأخطار التي يقع الطفل ضحيتها، دون أي انتباه من قبل الأهالي لخطورة تأثيراتها
و تعد الأحاديث عن الدين، الموت، الجنس، الحوادث، الحرب، القتل، الخطف، أكثر الأحاديث التي تسبب أذى نفسي للطفل ولا تحترم عقله ووجوده، لكن هذا لا يعني عدم الحديث بها أمامه، وإنما إيضاحها وضبطها وإيصالها بصورة واقعية، بحيث لا نترك لخيال الطفل دور في تعظيمها أو تهويلها.
هنا نجد أهمية وضرورة ضبط كلمة (لأ) وجعلها بحدود معقولة ومقبولة، مع وجود البدائل المناسبة عنها والإيضاحات، في كل مرة نضطر لاستخدامها.
يُذكر أنه تم إعلان وفاة الطفل المغربي ريان، بعد محاولات استمرت طيلة 5 أيام لإنقاذه، ونقلت على أهم المواقع والمحطات التلفزيونية العربية.