قمة أقدر العالمية من أبوظبي تنطلق مع مبادرة خليفة لتمكين الطفل
كتبت
نيروز الطنبولي
=====================
لقد تم تدشين قمة أقدر العالمية الأولى بمركزالمعارض بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ،
والتي تعمل على تعزيز ثقافة السلام والتسامح والتعايش البناء على أساس من الأخلاق والتفاهم والإحتواء ،من أجل تكوين علاقات سوية سواء بين أفراد المجتمع الإماراتي فيما بينهم ،
أو بتعزير العلاقات بين المجتمع العربي والدولي باستراتيجيات تنبذ العنف والتطرف وتدعم سعادة المجتمعات ورفاهيتها.
وانطلاقا من مبادىء التربية الأخلاقية والأمنية وقيم التسامح والإحتواء إنطلقت قمة أقدر العالمية بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية،
وبالشراكة مع الأمم المتحدة
وقد تضمنت هذه القمة العديد من المحاضرات والورش وتبادل الخبرات العالمية والتي قصدت كل المؤسسات الحكومية والمجتمع بشتى أطيافه
وكان الطلاب وفئة الشباب هم أكثر المعنيين بهذه القمة
وكان لمشاركة أكثر مؤسسات الدولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة من أهم مقومات إنجاح هذه القمة ،
والخروج بقدر كافي من التوصيات التى تدعم الأمن والسلام ونبذ التطرف والتي ستؤتى ثمارها بإذن الله في المجتمع ككل من لحظة إنطلاق القمة وفي المستقبل القريب .
وليس غريبا أن تتصدر الإمارات العربية المتحدة مؤتمرا بهذه الأهمية وهي الدولة التي ضمت تحت جناحها أكثر من مئتي جنسية تشعر بالسعادة والإحتواء في أكناف دولة وفرت لها كل أسباب السعادة والإستقرار دون تمييز بين مواطن أو مقيم.
ومن الملفت والمبهج في ذات الوقت أنه خلال جولتك برواق المعرض المقام بأرض المعارض ضمن فعاليات قمة أقدر أن تكون هناك مساحة مخصصة لمسرح أقدر والذي تتوافد عليه حشود الطلاب والطالبات من شتى المراحل التعليمية للإستمتاع بالعرض الخاص بمسرحية العرائس
تحت عنوان (أقدر أو لا أقدر) .
حيث تمتزج المتعة بالتعلم والتثقيف التربوي – ومن خلال سبع وثلاثون دقيقة وهي مدة العرض الفعلية – حيث قدم عرض مفعم بالإبداع الفني المتعدد الآليات ،والذي إعتمد فيه الفنانون على مجموعة كبيرة من عرايس العصى والعرايس الماريونيت ( الخيوط) وشخصية أقدر البطل الأساسي للعرض والذي بدا كطيف يظهر لمن يحتاجه ليدعم قراره الصائب ويحول دون وقوعه فيما يؤذيه ويضعف من قدراته
والذ ى يتنقل هنا وهناك بين حشود الطلاب فينبههم ويزيد تفاعلهم مع العرض.
وكذلك شاشة العرض والخلفيات المتعددة والإضاءة والموسيقى والتي إشتمل عليها مسرح أقدر المتنقل الذي تم تصنيعه بهذه الآلية ليتناسب مع نص المسرحية ومحتواها التربوي الذي لابد أن يكون مثيرا وجذابا لضمان تحمس الطلاب واستيعابهم من جهه وسهولة فرده وطيه كي يسمح بتنقله من مدرسة لمدرسة من جهة أخرى لضمان وصول الهدف من العمل الفني .
وقد حدثنا الفنان الأستاذ
حمدي عشيش
المنتج الفني للعمل و مقيم بالإمارات منذ عشرون عاما ولديه شركة خاصة للإنتاج الفني أسسها بعد إنهاء عمله بوزارة التربية والتعليم بالدولة ولأكثر من سبعة عشر عام مما جعله يكون خبرة لا يمكن إغفالها في طبيعة العمل مع الطالب الإماراتي
وما يتطلبه تقديم رسالة موجهه له وخاصة وأنه قد تعامل مع البرنامج الأمني بدبي وهو برنامج تربوي لحماية الفرد تم تأسيسه وتقديمه من خلال المدارس برعاية العقيد الدكتورابراهيم الدبن ويتعلق بكل يضمن أمان الفرد ،وصحته العامة حمايته من التدخين والمخدرات وقد أبلى فيه بلاء حسنا مما دعم فرصة إنضمامه لمشروع االشيخ خليفة لتمكين الطلاب ، وتضامنا مع قمة أقدر العالمية والذي تكفلت به وزارة الداخلية برعاية سمو الشيخ سيف بن زايدآل نهيان، وكان هو بدوره صاحب إقتراح تطويع البنود الخاصة بوثيقة أقدر لمسرحية دمى حتى يسهل على الأطفال بشكل خاص ومنه للمجتمع بشكل عام تضامنا مع الجلسات الحوارية والمحاضرات مستخدمين في ذلك كل وسائل العرض الجذابة، وكل ما يحتويه فن المسرح وبالأخص مسرح الدمى ووالحديث في كل متعلقا ت وبنود الوثيقة بشكل بسيط وجذاب ومؤثر. وقد حدثنا الفنان حمدي عشيش عن كم التحديات التي واجهت العمل والتي إستغرقت سنتين من الإعداد فيما يتعلق بالنص والأسلوب الذي سيتم به العرض وكان الفضل لظهور العمل بهذا المستوى من الأداء تضافر همم من جهه الداخلية ومؤسسات الدولة التعليمية والأمنية مع فريق العمل الفني ومنذ اللحظات الأولى للإنخراط فيه.
و يقول الأستاذ الفنان
محمد فوزي
مخرج العرض وهو ممثل ومخرج مسرحي وقائد فرقة كيان ماريونيت مصر
والتي قامت بتنفيذ مسرحية أقدر أو لا أقدر
وبدأ بالحديث حول تجربة زوجته الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم مؤلفة العمل وهي كاتبة مسرح متمرسة في هذا المجال وكيف إستطاعت وبذكاء طرح موضوعات معقدة كالتحرش الجنسي بالأطفال والتدخين والطعام الصحي وإستخدام التكنولوجيا بطريقة سليمة وبالرغم من صعوبة المواضيع إستطاعت كتابة النص بطريقة لبقة وذكية
ولم تكن محاولاتها في كتابة النص بما تقتضيه الرسالة التي عمد برنامج سمو الشيخ خليفة لتمكين الطلاب المحاولة الوحيدة وإنما هي المحاولة الفائزة والتي ساعدت فريق العمل بطريقتها المحترفة للكتابة في مسرح العرايس
لتقديم أبهى ماعندهم من خلال كل مفردات المسرحية من ممثلين ومحركين
ومااشتمل عليه العرض من موسيقى وأغاني وديكور وإضاءة وملابس
وعندما سألناه عن عدد المشاركين بالعمل
قال أن
العمل بالمسرحية إنطوى على عمل دؤوب لما يزيد عن عشرون فنان بينما قدمه خمس عارضين هم من حضروا لتقديمه بأنفسهم بالإمارات الحبيبة وكان لحضور
السيد/ دادي بودمجي
رئيس إتحاد اليونيما الدولي للعرائس
كبير الأثر في نفس الفريق وحماسه والذي حضر إلى أبو ظبي خصيصا لرؤية العرض وهو الأب الروحى لجميع العرائسيين بالعالم وداعما أساسيا لاستمرار هذا الفن الذي أصبح عرضة للإنقراض.
ومن بين فريق العمل كان حديثنا مع الأستاذ الفنان
عبد الحميد حسني عبد الحميد
مصمم ومحرك عرائس وصاحب قناة عروستي لفنون الدمى .
وكانت مسؤليته في العرض القيام بدور سالم الذي يتعرض لمشكلة التدخين السلبي من خلال مرافقته الدائمة لوالده المدخن
وكذلك شخصية دانة التي تتعرض للتحرش داخل المدرسة
وقد أعرب الفنان عبد الحميد عن مدى سعادته لكونه جزئا من فريق العمل ولما حظيته المسرحية من قبول سواء من خلال عرضها بمكز المعارض بأبو ظبي وبجميع الأماكن التي عرضت فيها المسرحية سواء بامارة دبي أوالشارقة أو عجمان
وكيف أن جمهور الطلاب والمعلمين إحتفوا بمسرحيتهم الجميلة …
كما أعرب عن كون أكثر من خمسون مدرسة قد إستقبلتهم في خلال ثلاثة عشر يوما تبعها عروض لأيام ثلاث متتالية بمركز المعارض بأيام قمة أقدر العالمية
وبالرغم من كون الفئة المستهدفة من العرض هي المرحلة الإبتدائية إلا أن الجمهوركان متنوع الأعمار وأبرز لهم حضور رائع
وتفاعل لحظي مع العرض
هذا وقد انهى العرض بأغنية يتردد فيها رقما تليفونيا قامت الدولة بتوفيره للأطفال يعرف
برقم حماية الطفل
ويستطيع من خلاله الإحتماء بالشرطة في حالة ما إذا تعرض للعنف أو التحرش أو أي شيء يهدد أمنه وكانت تلك الخاتمه وتكرار الاطفال للرقم مع الأغنية بمثابة تتويج للحدث ،
أشعر فريق العمل بالإمتنان وأزال عنهم التعب والجهد المتواصل الذي يتكبدوه لإستمرار العرض بهذا التركيز والتكرار في هذة الفترة الصغيرة والتي توجت بحفل ختام القمة والذي تضمن تكريما لمجموعة العمل إشادة بتعاونهم لإنجاح قمة أقدر.
ومن اجمل ما تحتويه مبادرة خليفة لتمكين الطلاب أنها إستهدفت وبتنسيق الداخلية مع مجلس أبو ظبي للتعليم أن إحتوت على قدر كبير من المدارس التي تم إختيارها من قبل المجلس بشكل مبدئي
ولم تميز في ذلك بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة
حرصا منهم على توفير العرض مجانا وبداخل منظومتم المدرسية للاطمئنان على مردود العرض ومناقشة مدى إستمرارية تأثيره على الطلاب
ومن الملفت أنه بإمكان المدارس الغير مدرجة في العرض أن تطلبه ليُقدَم بها إذا كانوا على إستعداد لذلك وقد أشاد فريق العمل بفكر الدولة الراقي و إحتوائه لفكر المبدعين وهذا كان له كبير الأثر في إنجاح العرض كما ذكر لنا الفنان محمد فوزي مخرج العرض ومؤدي لدور البطل أقدر بالمسرحية عن مدى أمنيته في أن يعرض هذا العمل ليس بدولة الإمارات فحسب بل بمصر التي في خاطره منذ بداية رحلته مع فن الدمى كما أعرب عن الحفاوة والإحترام الذي قوبل به كفنان مبدع
وبالنيابة عن كل فريق العمل يتقدم بكل الشكر لدولة الإمارات وقاداتها متمنيا لهم التوفيق
وأن يحذوا حذوهم قادتنا بالوطن العربي في تفانيهم من أجل الإرتقاء بالطفل وما يقدم لإثرائه وتثقيفه من جهه ودعمهم للفن والإبداع من جهه أخرى.
ومازالت العروض متاحة
ومازالت آثار قمة أقدر وتوصياتها مستمرة ونحن لا زلنا في إنتظار المزيد والمزيد من إبداعات فنانينا العرب
من أجل بناء جيل يسمو ويرتفع عن ويلات التطرف و التعصب الذي أدمى شعوب العالم
وعطل الكثير من المشاريع التنموية والإصلاحية في البلاد
ولن يتم هذا إلا بخطط تدعم التعليم ونشر الثقافة ولنا في ذلك أسوة حسنة ببرنامج الشيخ خليفة لتمكين الطلاب راجين أن يعمم هذا النهج على جميع أوطاننا العربية.
ودعم الطفل العربي وعرس إيمانه بأنه قادر على تحسين المجتمع والإرتقاء به.
نيروز الطنبولي
==========
ومع الأستاذة نيروز نرجو أن نبدأ من الصفر مع الأجيال الجديدة لتنمية الفكر وإعاد بناء منظومة القيم العربية الأصيلة باستخدام أسلوب محبب للطفل ولا أبالغ إن قلت للكبار أيضا
كل التحية والتقدير لجهد دولة الإمارات العربية المتحدة لما تبذله من جهد في تمكين الضعيفين المرأة والطفل وهم من أوصى رسول الله صلى الله عليه سلم بهما ومن خلال ذلك يتم تقويم لمجتمع ككل ويكونا الطريق لمجتمع قوي متماسك الأواصر
نتجه لله العلي القدير أن تكون الأجيال القادمة أفضل وبعيدا عن فكر الإرهاب والتطرف الذي يعاني منه العالم بالعموم والمنطقة العربية
وعلاج الفكر يبدأ من الطفل
ولنأمل في غد أفضل مع جهد كل المخلصين