قناة بيراميدز تثير الجدل والتساؤلات في الوسط الرياضي والشارع المصرى

قناة بيراميدز تثير الجدل والتساؤلات في الوسط الرياضي والشارع المصرى

قناة بيراميدز تثير الجدل والتساؤلات في الوسط الرياضي والشارع المصرى

في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا وجدلاً متصاعدًا، أعلن الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن إطلاق إذاعة وقناة جديدة تحمل اسم “بيراميدز تي في”، ضمن حزمة من القنوات الإعلامية التي تعمل الهيئة على تطويرها وإطلاقها خلال المرحلة المقبلة. ولم يكد يمر وقت طويل على هذا الإعلان حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرياضية إلى ساحة للنقاشات الحادة والتساؤلات الحائرة، خصوصًا بشأن العلاقة المحتملة بين هذه القناة الجديدة والنادي الرياضي المعروف، نادي بيراميدز، الذي يُعد أحد أبرز الأندية المصرية صعودًا خلال العقد الأخير.

اسم يوقظ ذاكرة الجمهور الرياضي

اسم “بيراميدز” ليس غريبًا عن الجمهور المصري، بل هو محمّل بدلالات ومعانٍ مركبة. فمن ناحية، يحمل الاسم رمزية فرعونية ووطنية، لكنه من ناحية أخرى بات مرتبطًا بقوة في الأذهان بالنادي المثير للجدل “بيراميدز إف سي”، الذي دخل الساحة الكروية المصرية بقوة وموارد ضخمة منذ سنوات، مدعومًا باستثمارات خارجية أثارت تساؤلات حول تأثير المال على توازن المنافسة في الدوري المصري.

لذلك، لم يكن غريبًا أن يربط كثيرون فورًا بين القناة الجديدة والنادي، خصوصًا أن نادي بيراميدز سبق أن أطلق قناة تلفزيونية خاصة به في عام 2018، تحت الاسم نفسه، قبل أن تتوقف عن البث لاحقًا وسط ملابسات غير واضحة تمامًا.

الهيئة الوطنية للإعلام توضح: لا علاقة بالنادي

ردًا على سيل التساؤلات، أكدت مصادر داخل الهيئة الوطنية للإعلام أن قناة “بيراميدز تي في” المزمع إطلاقها لا علاقة لها على الإطلاق بالنادي الرياضي، وأنها تأتي ضمن استراتيجية لتحديث الإعلام الرسمي وإطلاق قنوات جديدة تحمل أسماء جذابة ذات صبغة وطنية.

وبحسب ما صرح به المسلماني، فإن اختيار اسم “بيراميدز” يعكس رغبة في استثمار الرمزية الحضارية والتاريخية لمصر، عبر اسم يشير إلى “الأهرامات” باعتبارها واحدة من أعظم رموز الحضارة الإنسانية، وليس له أي علاقة بالنادي أو بأي جهة خاصة.

ورغم هذا التوضيح، بقي الجدل مشتعلاً، وظهرت على السطح أسئلة أعمق حول مدى جدوى استخدام أسماء مثيرة للجدل، وحول آليات فصل الخطاب الإعلامي الرسمي عن الرموز التي قد تكون محسوبة على كيانات خاصة.

الشارع المصري منقسم: قلق، فضول، وترقب

جولة سريعة في تعليقات المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر بوضوح الانقسام الحاد في الرأي العام:

فريق يرى أن الاسم غير موفق، لأنه يربك المتابع العادي، ويعيد للأذهان قناة النادي السابقة، التي ارتبطت بفترة من التوتر الإعلامي والصدامات الرياضية.

بينما يرى فريق آخر أن المشكلة ليست في الاسم، بل في المحتوى. فلو نجحت القناة الجديدة في تقديم محتوى راقٍ ومهني يخدم المواطن، فإنها ستكسب ثقة الجمهور بغض النظر عن الاسم.

من جانبه، قال أحد الصحفيين الرياضيين البارزين في تصريح خاص:

“لو كانت القناة فعلاً وطنية ولا علاقة لها بالنادي، فكان من الأفضل اختيار اسم لا يحمل هذه الإيحاءات. نحن نعيش في وقت أصبح فيه الارتباط بين العلامة التجارية والانطباع الشعبي بالغ الحساسية.”

مراقبون: الخطوة تحمل فرصًا وتحديات

يرى محللون إعلاميون أن إطلاق قناة وطنية جديدة يحمل في طياته فرصة لتجديد الدماء في الإعلام الرسمي، الذي طالما وُصف بأنه بعيد عن اهتمامات الشباب ومشاكل المواطن اليومية. لكنهم حذروا في الوقت ذاته من أن الدخول في دوامة التفسير والدفاع عن الأسماء قد يشتّت التركيز عن الهدف الأساسي من المشروع.

ويقول أحد أساتذة الإعلام بجامعة القاهرة:

“الهيئة الوطنية بحاجة لتقديم رسالة واضحة منذ اليوم الأول: ما هو هدف القناة؟ من جمهورها المستهدف؟ ماذا ستقدم؟ كلما غاب هذا الوضوح، كلما فتحت الأبواب للتكهنات، خاصة مع اسم مثير للجدل.”

مستقبل القناة.. تحت المجهر

حتى الآن، لم يتم الكشف بشكل تفصيلي عن طبيعة البرامج التي ستُعرض على “بيراميدز تي في”، ولا عن الجدول الزمني الدقيق لانطلاق البث، وهو ما يزيد من حالة الغموض، ويجعل القناة هدفًا سهلًا للتكهنات.

في المقابل، يأمل البعض أن تشكل هذه القناة بداية فعلية لتحول حقيقي في الإعلام المصري، يكون أكثر قربًا من قضايا المواطن، وأكثر احترافية في تقديم محتوى تنافسي في عصر السوشيال ميديا والمنصات الرقمية.

قناة على صفيح ساخن

قناة “بيراميدز تي في”، التي لم تنطلق بعد، أصبحت بالفعل واحدة من أكثر الموضوعات تداولًا في الأوساط الإعلامية والرياضية. وفي وقت يُنتظر فيه من الإعلام الرسمي أن يتجدد ويتطور، تبقى الاختيارات الرمزية مثل الأسماء والمضامين الأولى عناصر شديدة الحساسية، قادرة على تحديد ما إذا كانت القناة ستكسب ثقة الشارع، أم ستُضاف إلى قائمة المشاريع الإعلامية المثيرة للجدل.

وبين حماس الانطلاق وتحديات الإقناع، تبقى الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة على السؤال الأهم:
هل تكون “بيراميدز تي في” مشروعًا إعلاميًا وطنيًا ناجحًا، أم مجرد خطوة جديدة في طريق طويل من الجدل؟

المزيد: شمال إجباري {لعنة الميراث القاتل}…بقلم الكاتبة/ انتصار احمد

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.