لا أحد يستطيع أن يظلمك قدر ظلمك انت لنفسك!
في حوار مع إبنتي الصغري (جنة) :
بقولها محدش يقدر يظلم الإنسان اد ظلمه هوه لنفسه!!
استغربت كلامي وقالت لي.. ازاي؟؟!!
بأنه يقبل لنفسه معاملة اقل مما يستحق، يرضي يكمل في علاقات غلط، صداقه مرهقه، زواج فاشل بكل المقاييس او حتى شغل مُجحف ليه وبيضيع فيه شغفه يوم بعد يوم، مع ان ممكن يلاقي فرص افضل يحقق فيها حلمه وطموحاته، يرضي لروحه بحاجات تأذيه وتضره تحت أي مسمى.
لما راجعت مسار حياتي وكل اللي فات بلاقي اني قبلت لفتره مش بسيطه من عمري الأذى تحت ضغط مباشر (مني انا لنفسي) بدافع امومتي، صداقتي، وحبي للناس اللي في حياتي، كنت ببقى خايفه اخد قرار يحسم الوضع اللي بيأثر عليا سلباً؛ لأني خايفه من المجهول اللي بيتبعه، خايفه من الخساره، خايفه حد يزعل مني، خايفه من الوحده، وعامله حسابات كتير في عقلي بتمنعني وتقيدني!
عامله حساب لكل حاجه وكل انسان الا مشاعري وإحتياجاتي، وده كان مخليني بشعر دايماً إني مظلومه في الحياة ومهدر عمري وحقي.
كنت غلطانه اكيد؛ لأن لما شاء ربنا وبدأت اقرأ وافهم واعرف نفسي وشخصيتي بحق وحقيقي، واتعلم كل يوم شئ جديد عن نفسي؛اتحررت تباعاً من قيود تفكيري انا.
اكتشفت إن الدنيا فعلاً مابتقفش على حد ولا علي حاجه ولا على علاقه أياً كانت اهميتها، وإن التجارب ناجحه او غير موفقه فهي رسائل وعبر ناخد منها دروس ونكمل في طريقنا برؤية أوضح.
وإن الحياة بشكل عام مراحل وان ربنا في كل مرحلة عنده خطه ليا افضل اكيد من اللي رضيت بيه انا لنفسي، وكل المطلوب مني أعقد النيه واخد قرار وأبدأ اعيش المرحله الجديده بكل ما فيها وانا منفتحه القلب والعقل واكثر وعي.. متقبله لكل أقداري، وانساب بيسر مع سريان الحياة في إتجاهها الصحيح.
(كانت الكارثة كلها في الإفراط؛ الإفراط في الآمل، في الحب، في التوقعات، في الإنتظار، في كل كل شئ )
دكتور أحمد خالد توفيق.
“وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”
دعاء خطاب