كريم عبد العزيز”ضربني بجد”
حين يتوحد الممثل مع الشخصية يصعب الخروج منها
السيرة الذاتية لمبارك حلم لم يحن وقته المناسب بعد
*الدراما بعد ثورة يناير قدمت الشخصية المصرية بشكل سلبي حتى غيرت المتحدة مسار الدراما
كتبت: روفيدة خليفة
فريد الأطرش، الخديوي عباس حلمي الثاني، مصطفى مشرفة، أدوار جسدها الفنان أحمد شاكر عبداللطيف وبرع فيها حتى أن الجمهور صدق أنه كل هؤلاء بخلاف العديد من الأدوار في المال والبنون ومباراة زوجية وأم كلثوم، ها هو يعود إلينا بعد فترة غياب استمرت لعشر سنوات غاب فيها عن الأعمال لكنه لم يغب عن الجمهور؛ ليشحن الجمهور ضد الخيانة بتجسيده دور الضابط محمد عويس في الاختيار ٢ الذي ساعد التيارات والجماعات الإرهابية لاغتيال الضابط الشهيد محمد مبروك الذي جسد شخصيته الفنان “إياد نصار “وعن كواليس العمل كان حوارنا مع النجم أحمد شاكر عبد اللطيف
حدثنا عن دورك الضابط عويس وكواليس استعدادك للدور ؟
شرفت باختياري لهذا الدور لأن المخرج بيتر ميمي رأني في هذه الشخصية، الدور صعب وهو لديه إحساس عال بالشخصيات والدراما فقد راهن على الممثل بعيدا عن الملامح الخارجية، فاعتبرته تحدي، أما عن كواليس استعدادي للدور فقد شاهدت كل الفيديوهات الخاصة بعويس خلال محاكمته وأحاديثه، وقرأت الكثير مما نشر عنه من معلومات، بالإضافة لاستعدادات أخرى لها علاقة بالشخصية حيث عملت على لغة الجسد مثل حركته وطريقة حديثه ونظراته، فالشخصية تختلف عن أحمد الذي يفكر كثيرا ويمكن أن يظل هادئا لفترات طويلة، بينما عويس لم يكن كذلك فتخليت عن أي شكل يعطي إحساس بأنه شخص طبيعي.
هو دائما ينظر لما يملكه الغير يشعر بعدم الثقة في نفسه، يحاول رصد كل شئ ليترجمه لمصلحته، فكان دائما يوحي لهم إنه مستعد لأي شئ طالما المقابل يرضيه، لدرجة أنه في المقابلة بعد أن طلبوا منه معلومات عن مبروك كانت المعلومات جاهزة ويقايض عليها وعلى استعداده تقديم إي معلومات عن آخرين، وهذا يظهر حين طلب أحد الإرهابين من عويس ترتيب مقابلة مع مبروك وكان مبروك جالسا مع زكريا فقال عويس للإرهابي ” أنا كده بظبطلك اتنين مش واحد ” كان لابد من ظهور كل هذه الأشياء، بجانب إظهار حرصه أن لايتم كشفه في مشهد العزاء حين تقدم وهو يبكي ويحاول في نفس اللحظة معرفة هل تم كشفه من خلال سؤاله ” وصلتوا لحاجة” ولم يضيع وقت فحصل على رقم “يوسف” أحمد مكي صديق زكريا فور علمه بأنه ضابط وكان هذا من أصعب المشاهد في المسلسل تمثيل داخل التمثيل.
هل توقعت رد الفعل الذي أحدثه ظهورك في المشهد الأول مع الفنان “إياد نصار” وكيف تفسره؟
بالتأكيد لم أتوقع رد الفعل، والجمهور تفاعل بشكل كبير بسبب غيابي لفترة طويلة وحين ظهرت كانت التعليقات إيجابية وفيها ترقب لهوية الدور والشخصية التي أجسدها، وبعد وضوح جوانب الشخصية وأنها للخائن محمد عويس بدأت التعليقات “كرهناك لكن مثلت الدور كويس كرهناك وبنحبك” وتلك التعليقات أسعدتني كثيرا ، أيضا من الأشياء التي جعلت الجمهور يتفاعل بهذا الشكل أن عويس قد مارس كل أشكال الخيانة التي نتخيلها، خيانة الوطن والمهنة والصديق والأهل، لذلك كان رد الفعل على الدور كبير وبدأ الجمهور يبحث عن الشخصية الحقيقية وهل نال عقابه الذي يستحقه، فنحن شعب بطبيعته يكره الخيانة ويكره فاعلها، والحمد لله أن العمل وصل بهذه المصداقية للجمهور.
الجميع كان ينتظر كيف سيتم التعامل مع عويس وما الذي سيحدث بعد القبض عليه حدثنا عن كواليس مشهد القبض عليه ولماذا تم الاكتفاء بهذه المشاهد؟
فضل المخرج بيتر ميمي أن نكتفي بتلك المشاهد ونستعين بمحاكمته الحقيقة، وكان مشهد القبض عليه من المشاهد الممتعة التي أظهرنا فيها حجم ضعفه وخوفه فهو شخص جبان انتابه الرعب منذ اللحظة التي وجد الضابط زميل مبروك أمامه وحين توجه للسيارة ومشهد التفاف الضابط حوله وهو يحاول الحفاظ على ثباته الانفعالي حتى لاينكشف أمره، وخلع “الكتافات “لانه لا يستحق شرف إرتدائها، وينتهي بمشهد وجوده في غرفة التحقيقات وانفعال كريم عبدالعزيز “زكريا” لدهشته كيف خانهم وقد ” أكل معاهم عيش وملح”، حتى أنه تم الاكتفاء بالتركيز عليه بعيدا عن أسرته ونشأته لإظهار مدى أنانيته وأنه لايفكر سوى في ذاته و مصلحته ومكاسبه.
فكم هو أمر محزن أن تكون الأسرة سعيدة بإرتداء أبناءها للبدلة وأنهم أصبحوا ضباطا يفتخروا بهم ثم يتحولوا لإرهابيين.
وماذا عن مشهد وجودك في غرفة التحقيق ودخول الفنان كريم عبد العزيز وانفعاله الذي شعرنا أنه حقيقي؟
من مفارقات هذا المشهد أن المخرج بيتر ميمي رفض أن نلتقي أنا وكريم قبل التصوير حتى لايظهر على الشاشة أي شئ بعيدا عن الحالة التي يجب أن تظهر ضابط وخائن، ولم يكن كل منا يعلم كيف سيؤدي الآخر المشهد، فخرج بهذا الشكل والمشهد الذي انفعل فيه كريم عبدالعزيز ” ضربني بجد” لولا تفادي الضربة لكان وجهي يتلقى العلاج الآن، لأن هذا كان أقل رد فعل لشخص مشحون ضد فكرة الخيانة والخائن.
هل تم حصرك في أعمال معينة كنت تقدمها فجعل المخرجين يرو أحمد شاكر بصورة نمطية؟
الممثل يستطيع تقديم كل الأدوار وهذه متعة التمثيل، ولكن بالتأكيد هناك أعمال حين نقدمها تجعلك في ريبة وتجعل من حولك يقولون “هو قدم مشرفة هيمثل إيه تاني ؟!” فأنت تجعل من اختياراتك عملية صعبة عليك وعلى من يرشحك للدور فكيف سيراك، ومن أصعب الأعمال وأكثرها تأثيرا هي أعمال السيرة الذاتية الأعمال النادرة في الدراما، فحين يتوحد الممثل معها ويصدقها الجمهور يصعب خروجه منها ولايشاهده الناس في غيرها لفترة حتى يشارك في عمل آخر يغير هذه الصورة، وبالتالي تؤثر في الترشيحات فتجدها تقليدية لنفس النوع من الأدوار، وهذا ماحدث معي.
هل ترى أن الشللية خسر بسببها جيل كامل فرصه في المشاركة وتسببت في ابتعادهم عن الشاشة؟
الشللية لاتكون مفيدة أحيانا، تصبح مفيدة فقط إذا كان كل عناصر المجموعة عناصر موهوبة ومتجانسة وتقدم أفضل ما لديها، ولكن الشللية على حساب المستوى والقيمة تُبعد فنانين كثر لديهم طاقة وموهبة ليخرجوا أفضل مالديهم، فأتمنى أن يتم تحجيمها في الوسط الفني حتى نستمتع بكل المواهب والطاقات المختلفة ونشاهد دائما وجوه متجددة.
رأيك في الأعمال التي كانت تقدم خلال الفترة السابقة وكيف ترى مستقبل الدراما في ظل التغيرات الموجوده حاليا؟
بعد أحداث ثورة يناير شعرت أن الفن اختلف وابتعدت لفترة لأن الأعمال كانت تقدم الشخصية المصرية والشارع المصري بشكل سلبي، فلم أحب المشاركة في هذه الأعمال احتراما للمشوار الذي قضيته في تقديم الأعمال التي تحتوي على قيمة وتقدم بلدنا بصورة جيدة حتى ظهرت الشركة المتحدة وبدأت تصحيح مسار الدراما وتقديم أعمال ذات قيمة منها الوطنية والاجتماعية، تقدم قيمة جعلت أي فنان يتمنى أن يعود بعمل قوي وكان لي شرف المشاركة في عمل مثل الاختيار، وبالتأكيد مع التطور الذي حدث في الدراما اليوم والنجاحات التي تحققها الشركة المتحدة سيشكل إغراء لأي ممثل أن يكون موجود.
رأيك في جيل الشباب من المخرجين الموجود حاليا ؟
سعيد بجيل الشباب الذين لديهم لغة بصرية رائعة، و “ذاكروا” الإخراج جيدا فحين ننظر لفيلم الممر ومسلسل الاختيار وتلك الصورة المبهرة التي تشبه ما نشاهده في الأعمال بالخارج هذا ما كان ينقصنا، فالدراما كانت تقدم مضمون رائع جدا – كان لدينا كتاب مثل محمد حلال عبدالقوي وأسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن أسماء كبيرة – لكن الصورة لم تكن على نفس المستوى من الإبهار الذي نشاهده اليوم؛ حيث يمكن الآن تحقيق المعادلة مكتملة، إذا كان هناك نص جيد وموضوع يمس الناس مع هذا الجيل الرائع من المخرجين الشباب .
من من الشخصيات التي يحب أحمد شاكر تقديمها في عمل درامي وأين وصل حلم تقديم السيرة الذاتيه للرئيس الراحل محمد حسني مبارك ؟
أي شخصية أشعر أنها قريبة من قلب الناس وتقدم لهم جديد وتجعلهم يشاهدوني بشكل مختلف أحب تقديمها، أما فكرة تقديم السيرة الذاتية للرئيس الراحل محمد حسني مبارك في عمل فني فأرى أن الوقت مازال غير مناسب، وأعتقد مع الوقت ستتكشف أمور كثيرة في الفترة القادمة وسيأتي الوقت الذي يمكننا أن نتناوله كما تم تناول الملك فاروق و عبد الناصر والسادات، التاريخ سيكتب يوما ما، ولكن أتمنى أن يكتب بحيادية وأن نستذكر من دروس الماضي ونتعلم من التاريخ لأن هذا هو سمت الأمم القوية، وهذا بدأ يتحقق في مصر من خلال الأعمال الوطنية، فمصر تكتب تاريخها الآن بدلا من ترك الأمر لغيرنا يغالط ويسيء للمؤسسات والرموز الوطنية، أتمنى أن تظل تكتب تاريخها وتقدم وجهة نظرها، فعندما تتكلم مصر يستمع الجميع.