تاريخ دير القديس ابو فانا بالصعيد ” أقدم أديرة العالم”

تاريخ دير القديس ابو فانا بالصعيد ” أقدم أديرة العالم”

هو دير مصري سُمي على اسم أبو فانا – أو آفا فانا أو آفا فيني وهو راهب مسيحي مصري؛ كما يُطلق على الدير، في بعض الأحيان، اسم دير “القديس أبو فانا”، ويُعرف أيضًا باسم “دير الصليب” بسبب وجود العديد من الصلبان المزخرفة زخرفة جميلة 

دير القديس ابو فانا ١٦٠٦ على رحيل قديس الدير 

يرجح علماء الآثار أن يكون دير أبوفانا في “برية ملوي” الموجود بمحافظة المنيا، من أوائل أديرة الصعيد، بل ويعد من أقدم الأديرة في العالم، وقد صاحَب إنشاءه حركة الرهبنة الأولى، وكان يعد أهم تجمع رهبانى في المنطقة، وقد كان عامرًا بالرهبان الأتقياء والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب.

دير القديس أبو فانا

أسس الدير، القديس أبو فانا إذ بدأ الرهبنة بالمنطقة في القرن الرابع للميلاد، واستمرت الرهبنة مزدهرة فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادي، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه نحو ألف سنة، وهى أطول مدة استمرت الرهبنة فيه في المنطقة، لذلك لعب هذا الدير دورًا مؤثرًا في حياة الشركة الرهبانية في هذه المنطقة من مصر العليا.

ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون وكان بداية تدهور الدير في عام عام 1365 م.

القديس أبو أبيفانيوس

القديس أبو أبيفانيوس هو مؤسس الرهبنة فى تلك المنطقة وقد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد، لذلك فهي تُعَد من أقدم كنائس الأديرة في العالم، ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال، حتى اكتُشِفَت حديثًا وأقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية في القرن السادس الميلادي، وظل عامرًا برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادي؛ حيث بدأت أحوال الدير في التدهور خاصة بعد أحداث 1365م، فهجره الرهبان، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان في القرن الخامس عشر الميلادي، ومنذ ذلك الوقت وكان الذي يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير.

زيارة الأب سيكار

وزاره في هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716، والأب يوليان سنة 1883م، وذكر أن كاهن هور هو الذي كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه. وبدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة إلى أن تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة أبو فانا بقصر هور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من إزالة الرمال والكشف عن الدير وإعداده للصلاة فيه.

عيد القديس أبوفانا

كما احتفل دير القديس أبوفانا المتوحد، بالصحراء الغربية، غرب مركز ملوي، بعيد القديس أفا فيني أو «أبوفانا» المتوحد، في ظل توافد المئات من من أقباط مركز ملوي بالمنيا والمناطق القريبة منه، وترأس الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين، أعمال تطييب جسد القديس أبوفانا المتوحد، بمعاونة وحضور الأنبا أغابيوس، أسقف ديرمواس ودلجا، والعديد من كهنة ورهبان الدير، وأقيم اليوم الخميس قداس ذكرى نياحة القديس أبوفانا، في ظل تأمين أمني للدير، مع التشديد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية

والقديس أبوفانا المتوحد واحد من أهم رموز الرهبنة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عاش فيما بين النصف الأخير من القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى، وتحديدا ما بين عامي 355 إلى 415 ميلادية، (355 – 415 ) م، ترهب في شبابه في المنطقة الصحراوية غرب قرية «قصر هور» التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، وعاش عشرات السنين في مغارة جبلية فقيرة، ولم يأخذ رتبة كهنوتية حسب النظام الباخومى، ولكنه صار أبا لبطاركة، إذ تخرج من الدير اثنين من الآباء البطاركة هما: البابا ثيؤدوسيوس البطريرك رقم 79، والبابا متاؤس الأول البطريرك رقم 87، وقد تكاثر أولاده من الرهبان جدا.

وعرف عنه أعمال التصوف والنسك والصوم، وتوفي يوم السبت 4 مارس من عام 415 للميلاد، وظل ديره منارة رهبانية، ولكنه تعرض لظروف خارجية عديدة أدت لاندثاره واختفت الرهبنة منه لأمد طويل، حتي تولي الأنبا ديمتريوس، أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين الأسقفية في الثمانينات من القرن الماضي، فأولي دير أبوفانا عناية خاصة، ونجحت جهوده في الكشف عن القيمة التاريخية للدير وعودة الرهبنة للدير، الذي أقبل عليه العشرات يرغبون في الرهبنة، وأقام الأنبا ديمتريوس مزار خاص للقديس ابو فانا وتلاميذه، وعمر عدة كنائس ومزارع بالدير، واعترف المجمع المقدس بعودة الحياة الرهبانية للدير في عهد الأنبا ديمتريوس، الذي يتولى رئاسة الدير بجانب مهامه الأسقفية.

 

الاحتفال بعيد القديس ابوفانا

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.