كمال الشناوي.. العيب الخفي الذي أخفاه عن الكاميرات

كمال الشناوي.. العيب الخفي الذي أخفاه عن الكاميرات

كمال الشناوي.. العيب الخفي الذي أخفاه عن الكاميرات

 

كمال الشناوى …من مدرس إلى نجم ومن رفضه بسبب عيب خلقى فى و جهه إلى فتى الشاشة الأول ومن حب لا أمل فيه إلى اربعة زيجات كلها حب وتفاهم رحلة من اليأس إلى النجاح خاضها كمال الشناوى حتى أصبح أيقونه فنيه حقيقية

كتبت / غادة العليمى

كمال الشناوى نجم كبير تعرفه كل الجماهير السينما المصرية والعربية لكن ثمه كواليس لا يعرفها الكثير عن النجم الفنان الذى عاش فى القلوب واعتلى عرش النجم الأول لسنوات وسنوات

بدايه الرحلة

بعد ما تخرج كمال الشناوى من معهد التربية للمعلمين كان يبحث على فرصة يدخل بيها إلى عالم الفن
لكن الطريق كان صعب والفرصة غائبة تماما
وفجأة وهو مشغول بحلمه وصله من وزارة المعارف خطاب تعيينه مدرس فى مدينه الإسكندرية
لم يكن حلمه ولا هدفه لكنها كانت وظيفة افضل أضمن من البحث من دون طائل
ولأنه ايضا رفض الدخول فى معارك ومواجهات مع اسرته التى لا تتفهم احلامه ولا تدعمه فيها
ودفن أحلامه وسافر إسكندرية ليبدأ عمله الجديد مرغم صاغرا متقبلا للقدر الذى يأبى ان يحقق له احلامه
لكن اصراره وحلمه جعله حتى وهو ممتثلا للقدر ولوظيفة لا يحبها
جعله مواظبا على كتابة خطابات وإرسالها عبر البريد لأستاذة وقدوته زكي طليمات الذى علمه التمثيل بعبقريته واداؤه ومتابعته وتعلقه بالفن وتقربه إليه كلما سمحت الفرصة عن قرب وكان ذكى طليمات يحترم موهبة واصرار كمال الشناوى لذلك كان يبادله خطاباته ويرد عليها

وفى واحد من الجوابات المتبادلة بينهم اخبره زكي طليمات إن معهد التمثيل قد فُتح وإنها قد تكون فرصة لكمال لتحقيق احلامه
لكن كمال أجابه قائلا: إنه لا يرغب فى الدراسه مره أخرى بعد تخرجه وعمله وأن المعهد يحتاج تفرغ لا يستطيعه وإنه لن يتعلم فى المعهد أكتر مما تعلمه منه

وبعد هذا الرد القاطع المهذب تفاجئ كمال إن الخطابات والردود التى كانت تأتيه كن طليمات قد توقفت
فحزن الشناوى وخاف ان يكون رده هو السبب هو من اغضب منه أستاذه وأبعده عنه للأبد
لكن بعد فترة من الخوف رجعت الجوابات بينهما مره أخرى
وبعد فترة انتقل كمال من إسكندرية إلى أسيوط امتثالا لأمر وزارة المعارف وغاب عنه حلم الفن وفقد الأمل فيه تماما لكنه لم يفقد صلته وخطاباته المتبادله مع استاذه ذكى طليمات
حتى جاء يوم وصله فيه جواب من طليمات يخبره فيه إنه اتعين مستشار لشركة سينمائية تفتش عن وجوه جديدة
وحين سمع ذلك تجدد بداخله الامل من الجديد ولم يتردد وقدم على إجازة مرضية وعاد إلى القاهرة

عيب خلقى فى وجه الشناوى

ذهب الشناوى إلى الشركة وقابل المخرج الذى كلفته الشركة بإخراج فيلم جديد وأخذ يبحث له عن وجوه جديدة ودم جديد فى السينما المصرية وقت ذاك
وفى هذا الشأن تحديدا يحكى كمال الشناوى تجربته بحزن وحماس ويقول إنه وجد المخرج الذى رفض الافصاح عن إسمه يتحدث عن الفن وكأنه “سيسيل ديميل” وكانت معظم اراؤه فجه متعجرفة لم يبلعها الشناوى ورفض إن ينافقه فقال رأيه فيه بصراحة
وربما صراحة كمال لم تعجب المخرج فقطع الجدال الدائر بينهم عن الفن وأصوله وقاله “طيب المهم دلوقتى أننا نشوف صورك”
فأجابه كمال “طيب هخرج أتصور وأجيب الصورة بكرة”
فالمخرج قاله “ليه ؟ إحنا عندنا هنا مصور فى الشركة هخليه يصورك”
وذهب كمال الشناوى الى مصور الشركة بالفعل وإلتقط له أكثر من صورة فعلا فى أوضاع مختلفة وانصرف بعدها الشناوى
وعاد فى اليوم الثانى للشركة وقابل المخرج الذى اخرج له صوره من درج مكتبه وتطلع فيها بتأمل وقاله
– “تعرف يا أستاذ كمال انت فيك عيب خطير” فكمال بدأ يهتز وقال له
– “إيه هو؟”
فأجابه المخرج وقال
– “عندك عين صغيرة وعين كبيرة”
وبدأ يقلب فى الصور ويرسم بإيديه دواير ومربعات ومثلثات وكأنه يقيس له كل عين وحدها
وقتها أحس كمال على حد قوله بخيبة أمل ونزل من عند المخرج يتحدث إلى نفسه ويقول إن المخرج لاحظ عيب لم يلاحظه أحد من قبل حتى اسرته واصدقاؤه

عاد كمال إلى البيت وقف امام المرآة وأخذ يقيس فى عينيه شمال ويمين وحزن على نفسه وعلى حلمه وعلى حكم المخرج عليه وعلى مقاييس جاذبيته كنجم للسينما يحلم بأن يكونه وقفل على نفسه فتره إلى ان قابل احد اصدقاؤه الذى لاحظ حزنه فحكي له ما حدث
فنصحه صاحبه بزيارة عيون شهير وقال له
“طيب وانت مزعل نفسك ليه؟.. تعالى نروح لدكتور ونسأله ”
وذهب كمال للدكتور الذى كشف عليه وقاله “عينيك الاتنين زي بعض”
فذهب الشناوى لدكتور ثانى فقال له نفس الكلام فظن أنهم يجاملونه فذهب لدكتور ثالث كان يشاركه حب الفن وحكى له ماحدث فقال له “دي أكيد من ألاعيب المخرج اللي عايز يتخلص منك ويجيب حد تاني”
وضحك كمال الشناوى كثيرا وهو يحكى عن هذه الوقعه للكواكب وهو يقول
“هذه الحادثة الصغيرة شحنت نفسي باليأس وملئت صدري بالغضب فقررت أن أضرب عرض الحائط بكل أحلام الشاشة وأن أعود إلى مدرستي وتلاميذي ومن ثم سافرت أسيوط وقطعت ما بيني وبين الفن من أسباب ثم دارت عجلة الزمن وعدت إلى القاهرة ووجدت الطريق إلى الكاميرا فى المرة الثانية مفروشا بالورد”

إكتشاف كمال الشناوى

تم اكتشاف الفنان كمال الشناوي عن طريق الصدفة من خلال جلال شقيق المخرج نيازي مصطفى الذي قدمه لأول مرة في فيلم “غني حرب”
وكان أول ظهور لكمال الشناوي في فيلم “غني حرب” عام 1947 حيث جسد دورًا صغيرًا
ثم تم ترشيح كمال الشناوي للدور من خلال صديق كان يعرف المخرج نيازي مصطفى وكانت هذه بداية دخوله إلى عالم السينما
وبعد عدة أفلام لمع نجم كمال الشناوي في السينما المصرية واشتهر بأدواره المتنوعة سواء الرومانسية أو الشريرة أو الكوميديه

قطار البطولة المطلقة

كان لدي الفنان كمال الشناوى شرط لا يقبل التنازل عنه وهو البطولة لا يرضى كمال الشناوي إلا بالنجاح الطاغي منذ أن قدمه نيازي مصطفى بطلاً في أول أفلامه «غني حرب» ومن بعدها لم يغادر قطار البطولة وتعثرت الطرق بينه وبين نيازي ولم يكمل المسيرة معه لكن المخرج الذي يحتل مساحة بارزة في وجدان ومشاعر كمال الشناوي هو مخرج الروائع حسن الإمام أحد تلاميذ نيازي مصطفى لكن التلميذ عرف مفاتيح كمال الشناوي أكثر من الأستاذ واستكمل معه باقي المشوار
فهو بالنسبة له ليس مجرد نجم جماهيري كل منهما وجد نفسه في الآخر وبدأت الرحلة مع «ظلموني الناس» و«ساعة لقلبك» ثم «بنات الليل» و«الجسد» و«وداع في الفجر» وغيرها من الأفلام…

رصيد سينمائى ضخم

كمال الشناوي نجم كبير له عند كل المخرجين رصيد ضخم وأكثر من فيلم لا ينسى مثلاً
كمال الشيخ «اللص والكلاب»
محمود ذو الفقار
«المرأة المجهولة»
علي بدر خان«الكرنك» «سعيد مرزوق» في واحد من أهم أفلامه «المذنبون»
«خيري بشارة» في فيلم من أفلام البدايات «العوامة 70» شريف عرفة «الإرهاب والكباب» حيث لعب دور وزير الداخلية وحافظ بأستاذية على تلك الشعرة وهو يؤدي دور وزير في وزارة الداخلية وينبغي أن يلتزم بكل التفاصيل التي تؤكد هيبته فهو عنوان للانضباط في الوقت نفسه فإن «كمال الشناوي» يضيف إليه قدرا لا ينكر من خفة الظل والأداء المرح الذي تميز به كمال الشناوي تجد لديه تنويعات كثيرة وأفلاما مثل «الأستاذة فاطمة» و«الحموات الفاتنات» و«سكر هانم» ثم استمر في «طأطأ وريكا وكاظم بيه» و«الواد محروس بتاع الوزير» ثم فيلم «ظاظا» حيث شارك هاني رمزي البطولة وهو من إخراج علي عبد الخالق وضرب هاني رمزي مثلاً لكل النجوم عندما أصر على أن يأتي اسمه تالياً في التترات لكمال الشناوي

زمن الفن الجميل لم يكن كله جمالا كما تعودنا أن نصفه مثلا لم يكن أنور وجدي وهو من الجيل الأسبق لكمال الشناوي يشعر بأن كمال الشناوي فنان موهوب بل كان يعتبره ظاهرة مؤقتة سرعان ما تنتهي وإنه مجرد فتي وسيم وسوف يجد نفسه خارج الخريطة الفنية خلال سنوات قلائل وأراد كمال الشناوي أن يردها له فقال عندما سألوه إن أنور وجدي لا يزال يلعب دور الفتي الأول رغم أن لديه كرشا يسبقه بنحو مترين كما أنه صار صاحب لُدغ معتبر يملأ وجهه وكأنه قد صار لُدغا تم تركيب وجه عليه
ويعترف كمال الشناوي بأنه كان قاسيا على أنور وجدي وتم الصلح بينه وبين أنور وجدي في نهاية الأم.

موقف كمال السناوى السياسي

لم يكن الشناوى نجم مفصول عن الواقع فقد كان يتحدث بصراحة ورؤية وحين سألوه عن موقفه السياسي ذات يوم اجاب
«عاصرت الملكية والجمهورية من خلال أربعة رؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك» وأضاف «قضيتي هي أن أدافع عن حرية الإنسان الفن هو المعادل للحرية لكني لم أضع نفسي في إطار حزبي صارم» ورغم ذلك فإن لكمال الشناوي موقفا سياسيا عبر عنه عندما وافق على أن يؤدي دور «خالد صفوان» في «الكرنك» وكان المقصود بهذه الشخصية هو رجل المخابرات الأول في عهد «عبد الناصر» وهو «صلاح نصر»

ثنائى ناجح وحب مستحيل

لا يستطيع أحد أن ينسى أشهر ثنائي عرفته شاشة السينما كمال الشناوي وشادية أو شادية وكمال الشناوي لقد تغلغل هذا الثنائي في وجدان الناس إلى درجة أن كمال الشناوي ظل يتلقى حتى رحيله خطابات من المعجبين يسألونه عن شادية باعتبارها زوجته وأظن أن شادية كانت تتلقى هذا النوع من الخطابات حتى في عصر المحمول في حين أن الحقيقة هي أن كمال الشناوي تزوج شقيقتها عفاف شاكر يقول كمال الشناوي «ظروف خاصة جداً لا أبوح بها أحاطت بهذا الزواج» أما الحب المستحيل في حياته كان حبه للحسناء اليهودية الديانة الفنانة راقية إبراهيم التي غنى عبد الوهاب لها أغنيته الشهيرة «حكيم عيون» في فيلمه الرائع «رصاصة في القلب» لكنها لم تشعر بكمال الذي كان قلبه فعلا يذوب حبا وهياما بها ولم تبادله المشاعر وكما قال عنها فى احد اللقاءات كان حبا من طرف واحد ولكنه أحب وتزوج من الراقصة هاجر حمدي وأنجب منها ابنا أما الحب الذي ملأ حياته وظلت الحبيبة مخلصة له حتى رحيلها في عز شبابها فإنها ناهد شريف وتزوجها عرفيا ثم تزوج من سيدة سورية وظلت حتى النهاية معه

مشروع لم يكتمل

رغم عدد زيجات ليست قليلة لكمال الشناوى لكن الجمهور لم يعترف سوى بحب واحد لم يحدث سوى على الشاشة وهو حبه لشادية وكان قد وضع خطته لتقديم جزء ثان لفيلم يقدمانه في منتصف الثمانينات يبدأ مع نهاية أي فيلم قديم بينهما (أبيض وأسود) وذهابهما للمأذون ليقدما من خلاله أزمة منتصف العمر للمتزوجين إلا أنه بعد اعتزال شادية أوقف المشروع وقال لي «لن يصدق أحد هذا الفيلم من دون شادية»

المزيد: منة شلبي تعود لاستئناف تصوير فيلمها بعد الاطمئنان على صحة والدتها

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.