حاتم حافظ: حنان مطاوع ممثلة “قفلت اللعبة” واحلم أن اقدمها في عمل كوميدي
التشويق سلاح الدراما: كيف يجذب كاتب السيناريو الجمهور حتى الحلقة الأخيرة؟
الدراما ليست مجرد حكايات تروى، بل نوافذ تفتح على قضايا تمس القلب والعقل معًا، وهذا ما قدمه الكاتب الكبير حاتم حافظ في مسلسله الجديد، “صفحا بيضا”.
حوار : ريهام طارق
أحدث الكاتب حاتم حافظ ضجة بطرحه الجريء لقضايا حساسة تمس المجتمع العربي، بدءا من فساد شركات الأدوية، وما يترتب عليه من كوارث إنسانية، مرورا بأهم تعقيدات العلاقات الأسرية وما تحمله من خيانة وصراعات بين الآباء والأبناء، وصولا إلى واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، وهي الزواج الثاني للأرملة و المطلقة ونظرة المجتمع القاسية لهذه الخطوة.
في هذا الحوار الخاص، نغوص معه في كواليس العمل، ونتعرف على التحديات التي واجهها أثناء الكتابة، وردود الفعل التي تلقاها، كما نقترب أكثر من حياته الشخصية، لنكشف الجوانب الخفية من مسيرة كاتب جعل من الدراما مرآة تعكس واقعًا يخشاه الكثيرون، لكنه قرر مواجهتها بشجاعة.
في البداية نرحب بالكاتب الكبير حاتم حافظ في جريدة “أسرار المشاهير” ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار :
ما الذي ألهمك لكتابة مسلسل “صفحة بيضاء”؟
فكرة المسلسل بدأت على مراحل، في البداية انشغلت بفكرة أن كل اختيار نختاره في حياتنا يحدد مسارنا المستقبلي وطبيعة شخصيتنا ويستبعد احتمالات أخرى، وهنا ظهرت شخصية ضي في خيالي.. فتاة تقف أمام خيارين: الأول أن تتحدى والدها وتسافر والثاني أن تستمر في استسلامها، وأن كل اختيار منهما سوف يحدد شكل شخصيتها والحياة التي سوف تحياها، ثم تتعرض لموقف يتحتم عليها فيه أن تختار مرة أخرى بين البقاء مع زوجها وبين الرحيل عنه، وهكذا، كل اختيار بين احتمالات متعددة يجعلنا نعيش حياة فيما نستبعد حيوات أخرى كان يمكن أن نحياها، وهو ما يشكل ثنائية القدر والإرادة، القدر يمنحنا احتمالات والإرادة ترجح احتمال منهم.
من ولادة الفكرة إلى ظهورها على الشاشة.. قصه عمرها 6 سنوات:
هل كانت فكرة المسلسل لديك منذ فترة طويلة، أم وُلدت حديثًا نتيجة أحداث معينة؟
الفكرة الأساسية كتبت معالجتها منذ حوالي ٦ سنوات، وتطورت مع الوقت، كل فترة كنت أقوم بتعديلات أو إضافات على القصة حتى اكتملت بداية ٢٠٢٤، تطورت شخصية ضي واكتملت تفاصيل الحياة التي عاشتها، تمت إضافة صراعها مع شركة الأدوية السويسرية نتيجة لمتابعتي بداية من جائحة كوفيد ما يحدث في عالم تجارة الأدوية عالميا، وبالمناسبة هذا الخط مستوحى من أحداث حقيقية، وقصة فساد الشركة السويسرية سوف ينكشف تدريجيا في المسلسل، وهو فساد تمت ملاحقته قضائيا في الخارج بالفعل.
من “تقاطع طرق” إلى “صفحة بيضا”: كيف عكس العنوان روح المسلسل؟
العنوان يحمل معاني عديدة، كيف اخترته؟ وما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلاله؟
المسلسل كان بعنوان “تقاطع طرق” في البداية، وكان ذلك يتعلق بفكرة الاختيار، ففي كل تقاطع طرق علينا أن نختار أي طريق سوف نسير فيه، لكن مع بداية العمل على المسلسل فوجئنا بمسلسل بعنوان مفترق طرق يُعرض فقررنا تغيير الاسم، اقترحت عدة أسماء وتم الاستقرار على صفحة بيضا في النهاية، خصوصا وأنه متصل بفكرة المسلسل، فالمسلسل يطرح سؤالا مهما في رأيي هل يمكن لأي منا أن يصبح صفحة بيضاء لو بدل مكان إقامته والناس الذين يعيش وسطهم أم أننا أبدا لا نكون صفحة بيضاء حتى لحظة ميلادنا. وهل تنجح ضي في أن تعود صفحة بيضاء للخلاص من الحياة التي عاشتها أم أنها لا تحتاج لذلك لكي تعيش حياتها بشكل مختلف.
التشويق سلاح الدراما: كيف يجذب كاتب السيناريو الجمهور حتى الحلقة الأخيرة؟
ما أبرز التحديات التي واجهتك أثناء كتابة السيناريو؟
الإبقاء على الجمهور للحلقة الأخيرة أكبر تحدي أمام كاتب السيناريو الآن، كثرة الأعمال المقدمة من ناحية وتوافر منصات عرض الدراما من جهة وتسارع الحياة من جهة يفرض علينا التعامل مع جمهور متململ، لذلك عليك أن تحترم عقل هذا الجمهور وأن تقنعه بأن لديك قصة تحب أن تشاركها معه، لهذا اخترت التشويق كشكل فني، الجريمة في الحلقة الأولى والتحقيق الذي يحاول معرفة من هي ضي حسن العلايلي.
حين تقود الشخصيات الكاتب: كيف تشكلت التحولات الدرامية غير المخطط لها؟
هل شهدت القصة تغييرات كبيرة خلال مراحل الكتابة والإنتاج؟
التغييرات تحدث أثناء الكتابة، فأنا أفضّل دائما أن أترك مساحة حرية كبيرة للشخصيات لكي تقودني بدلا من أن أفرض عليها خط محدد، وأجد في ذلك متعة كبيرة لأني أفاجأ بكل مشهد أثناء كتابته كمتفرج، هناك خطوط درامية وشخصيات مثلا ظهرت أثناء الكتابة دون أن أخطط لوجودها، مشهد وجود امرأة في الحلقة الأولى في جنازة ضي (والتي سوف يتزوجها حسن) لم أفكر فيها أثناء التخطيط للدراما، لكنها ظهرت فجأة في الجنازة.، لحظة سقوط أم ضي من الشرفة لم أخطط له، لكن أثناء كتابة مشهد عودة حسن وإخباره لها بأن ضي ماتت وأنه تزوج فوجئت بها تجري وتسقط من الشرفة.
حاتم حافظ: أنا مدين لشركة أروما في تحمسهم للعمل ومساندتها وسط تحديات صعبة.
كيف كان تعاونك مع المخرج أحمد حسن والفريق الفني؟ وهل خضع السيناريو لتعديلات بناءً على رؤيتهم؟
المخرج أحمد حسن تعرفت عليه منذ عامين تقريبا حين كنا نحضر لمسلسل آخر لم يظهر للنور للأسف، لكن هذه الفترة جعلتنا نتقارب إنسانيا بصورة كبيرة، والتقارب الإنساني يمثل عنصرا مهما في طريقة عملي، لهذا حين بدأنا التحضير لهذا المسلسل وجدنا درجة كبيرة من التفاهم الفني، لأن الدراما تعتبر في الأساس مشروع فني للمؤلف والمخرج، لهذا كنا دائما ما نتبادل الأفكار، و نناقش الحلقات بعد كتابتها، قبل أن تجمعنا مناقشات مع شركة الإنتاج باعتبارها الطرف الثالث في مثلث العمل الدرامي، والحقيقة أنا مدين لشركة أروما في تحمسهم للعمل ومساندتها وسط تحديات صعبة طوال الشهور السبع الأخيرة، وأيضا للمخرج أحمد حسن الذي أراه بذل كل ما في وسعه لتقديم العمل بهذه الصورة. وفي رأيي أن أحمد حسن مخرج كبير ولديه الكثير ليقدمه خلال السنوات القادمة، وبيننا اتفاق على أن يجمعنا عمل جديد قريبا إن شاء الله.
![المنتج تامر مرتضى](https://elmshahir.com/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739099450420.jpg)
الجمهور يمكن أن يتابع عمل ضعيف به شخصية محبوبة على أن يتابع قصة عظيمة بها شخصيات مسطحة:
شخصيات المسلسل تتميز بعمق وتناقضات واضحة، كيف استطعت رسمها بهذه الدقة؟
أغلب الشخصيات لها أصل واقعي، هناك مقولة تقول لا تحكي لمؤلف شيئا لأنه آجلا أم عاجلا سوف يكتبه، هكذا يعمل المؤلف.. يختزن كل شخصية يقابلها أو حتى يسمع عنها في حكايات الآخرين لحين ظهورها في أعماله، من جهة ثانية أنا من الكتاب الذين يفضلون الشخصية على الصراع، واعتبر أن الدراما هي فن الشخصية أكثر من كونها فن الصراع، لا يعني ذلك بالطبع التخلي عن الصراع لكن يعني أن بناء الشخصية هو الأهم لأن ما يجعل الجمهور يهتم بمتابعة أي قصة مهما كانت قوة الصراع فيها هو محبتهم للشخصية، والجمهور يمكن أن يتابع عمل ضعيف به شخصية محبوبة على أن يتابع قصة عظيمة بها شخصيات مسطحة.
ضي و إياد: شخصيات تعكس صراع الهوية والواقع في الدراما
هل هناك شخصية معينة تشعر أنها الأقرب إليك أو مستوحاة من شخصية حقيقية؟
شخصية ضي هي الأقرب لقلبي، هي موضوع المسلسل، وفكرته، و أسئلته وبخلاف قضيتها الكبرى في صراعها مع الشركة فهي ممثلة للأنثى المصرية، التي يحرمها الأب والمجتمع من أية خبرة ثم يحاسبها على سذاجتها، الذي يحرمها الحرية ثم يعاقبها لأنها أخطأت شخصية إياد أيضا في صراعه مع ماضيه، في عدم تقبله وجود جانب آخر من الحقيقة إياد ضابط شرطة معتاد بحكم عمله على سماع القصص من زوايا متعددة لكنه حكم على نفسه بأن ينحاز لزاوية محددة من قصته الشخصية والمفارقة أن تجربته في محاولة معرفة من هي ضي العلايلي هي التي سوف تقنعه بسماع وجهة نظر والدته في قصته.
كيف تعاملت مع تطوير الحبكة للحفاظ على عنصر التشويق والإثارة لدى المشاهدين؟
كتابة التشويق من أصعب أنواع الدراما، لكن الحمد لله القصة بتفريعاتها، وبخطوطها الكثيرة، سهلت الأمر، فهناك رحلة ضي التي تبدأ من تخفيها للانتقام ثم تحدي الشركة وهناك رحلة إياد للبحث عن ضي، وجود أكثر من خط درامي يسهل الحفاظ على التشويق، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك.
كيف ترى ردود فعل الجمهور على المسلسل حتى الآن؟
الحمد لله أغلب ردود الفعل إيجابية حتى الآن، أجمل ما وصلني منه رسالة أرسلتها صديقة تخبرني فيها أن والدتها لا ترد عليهم أثناء متابعتها للمسلسل! لمثل هذه السيدة نستمر في حكي القصص!
هل توقعت النجاح الذي حققه، أم أن هناك أمورا كانت مفاجأة بالنسبه لك؟
عرض المسلسل مرعب جدا بالنسبة لي.. أحاول في الأيام الأولى تجاهل الأمر تماما، حتى أني لم أشاهد الحلقات الأولى ولا تابعت ردود فعل الناس على السوشيال ميديا.. بعد أيام بدأت تصلني ردود فعل جيدة شجعتني على المتابعة.. لكن في العموم أنا من الذين يخافون من ردود فعل الجمهور.. لأن الجمهور إما أن يدعم الفنان وإما أن يقضي عليه.
حاتم حافظ: أتجنب قدر الإمكان متابعة وسائل التواصل أثناء عرض أي عمل لي.
برأيك، ما مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نجاح المسلسل؟
وسائل التواصل تشكل مصدر رعب بالنسبة لي، إذ يمكن لرأي عابر أن يهدم مجهود سنوات في لحظة، أو لمقطع مجتزأ من مشهد أن يشعل موجة من الهجوم، بل وقد تتحول عبارة غير موفقة إلى سبب في دخول فنان بحالة اكتئاب، لهذا أفضل الابتعاد عن متابعة المنصات الرقمية خلال عرض أعمالي. ومع ذلك، لا يمكن إنكار دورها القوي في الترويج للأعمال الفنية، ورغم تأثيرها، أعتقد أن الجمهور الحقيقي هو ذلك الذي يشاهد من المنازل، بعيدًا عن ضجيج الإنترنت، وهو الحكم الأكثر موضوعية على أي عمل.
بعد نجاح مسلسل “صفحا بيضا”، هل تعمل حاليًا على مشاريع جديدة؟
هناك مناقشات تخص مشاريع أخرى لكن ما زالت قيد التفكير.. وهناك قصة يتم الإعداد لها ضمن مشروع “القصة الكاملة” الذي أعلن عنه المنتج والمخرج الكبير مجدي الهواري، والقصة سوف تجمعني بالمخرجة نادين خان إن شاء الله.
هل هناك نية لتقديم جزء ثانٍ من المسلسل؟
لا أظن.. القصة تكتمل مع نهاية الحلقة الثلاثين، لكن أتمنى العمل مع حنان مطاوع مرة ثانية في قصة جديدة و أرغب في تقديمها في عمل كوميدي
حنان مطاوع و”صفحة بيضا”: رحلة أربع سنوات لاختيار البطلة المثالية
هل كنت ترى أثناء كتابة النص أن حنان مطاوع هي الأنسب لدور البطولة، أم أن اختيارها جاء بالتعاون مع المخرج وشركة الإنتاج؟
المشروع كان بيني وبين حنان منذ أربع سنوات، كانت الأنسب للمشروع لأن شخصية ضي متعددة الجوانب ومرت بعدة مراحل في حياتها، كما لو كانت عدة شخصيات في شخصية واحدة، وهو ما كان يحتاج لممثلة قديرة، وبالنسبة لي حنان مطاوع من الممثلات النادرات في تاريخنا الحديث، حنان مطاوع ممثلة “قفلت اللعبة” بلغة الألعاب، وهي تمثل بروحها وتعكف على مذاكرة الشخصية باجتهاد نادر.
أعرف حنان منذ سنوات طويلة وكنت أتشوق للعمل معها بل إنني كنت أتمنى أن أكتب لها أول عمل بطولة مطلقة لكن الحظ لم ينصفني وقتها. وحين أرسلت المشروع لشركة أروما بداية العام الماضي اقترحت اسم حنان مطاوع باعتبارها شريكتي فيه وبالطبع رحبت الشركة جدا.
حاتم حافظ: أنا مؤمن أن لكل مبدع دوره في صناعة العمل الفني
هل توافق على إجراء تعديلات في النص بناءً على طلب بطل العمل، أم أنك تفضل الالتزام برؤيتك الأصلية للقصة؟
لدي قاعدة أساسية في العمل وهي أن يقوم كل شخص بعمله، فالكاتب يكتب والمخرج يخرج والممثل يمثل، لكن هذا بالطبع لا يمنع أن أطراف كل عمل فني يجب أن تجمعهم مناقشات وأن ينصت كل منهم للآخر لأننا في النهاية فريق عمل، لكن كأي فريق كل لاعب له دور محدد. وطالما أننا اتفقنا على الخطة فعلى كل لاعب أن يجتهد في حدود دوره لتنفيذ تلك الخطة لهذا سارت الأمور بيننا كفريق حقيقي، سواء الشركة المنتجة أو المخرج أو بطلة العمل.
حاتم حافظ: تواصلي خلال الشهور الماضية كان مع ضي العلايلي أكثر مما كان مع حنان مطاوع نفسها.
وفيما يتعلق بالفنانة حنان مطاوع، فقد جمعتنا العديد من اللقاءات والاتصالات وبشكل عام، هي ممثلة محترفة لا تتدخل في النص إلا عندما تشعر بعدم ارتياح تجاه مشهد معين أو عدم اقتناع به، حيث تفكر دائماً من منظور الشخصية، لهذا، أعتقد أن تواصلي خلال الشهور الماضية كان مع ضي العلايلي أكثر مما كان مع حنان مطاوع نفسها.
حاتم حافظ: اختيار الممثلين تبنى على أساس رؤية الكاتب وقرار المخرج
هل تتدخل في اختيار فريق التمثيل، أم تترك هذا الأمر بالكامل للمخرج؟
هناك جلسات لاقتراح الممثلين، لا أتدخل بمعنى فرض ممثل بعينه وأترك هذا الأمر للمخرج لكن هناك دائما تفضيلات للأفضل والأنسب لكل شخصية، وأظن أننا وفقنا في اختيار الممثلين لدرجة أن ما من ممثل حتى ولو في دور صغير إلا وشعرت بأنه هو الشخصية التي كتبتها. أحيي بالطبع أمير اليماني الذي ساعدنا على اختيار الأفضل في كل دور.
حاتم حافظ: الدراما الاجتماعية التي تمس البشر هي الأقرب لقلبي
ما هو اللون الدرامي الأقرب إلى قلبك في كتاباتك؟ وهل تفضل نوعا معينا من الأعمال أكثر من غيره؟
أفضل الدراما الاجتماعية، التي تمس البشر، لكن الإطار الفني يمكن أن يتنوع بين دراما الجريمة والتشويق والفانتازيا وغيره، لكن يظل المتن هو الدراما الاجتماعية، دراما الشخصيات الإنسانية في تعقيداتها.
حاتم حافظ: لا أشعر أنني وصلت إلى النجاح بعد.
كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ وهل كنت تتوقع أن تصل إلى هذا النجاح؟
بدأت الكتابة منذ كنت طفلا، وكتبت أول قصة قصيرة في عمر الخامسة وأول فيلم في عمر الثانية عشر، وتنوعت كتاباتي بين الكتابة للمسرح وكتابة الرواية والقصة القصيرة والدراما التليفزيونية.. ومع هذا لا أشعر بأني وصلت للنجاح بعد، لكن بصورة ما أشعر بالرضا عما وصلت إليه والحمد لله
اقرأ أيضاً: محمد سامي ومحمدي.. لقاء جديد في “أش أش” رمضان يؤكد النجاح والثقة بينهم
ما العادات والطقوس التي تتبعها أثناء الكتابة؟
أكتب في وقت مبكر.. في الساعة التاسعة أكون جالسا في المقهى الذي أكتب به، أكتب ما بين التاسعة للساعة الواحدة وربما للثانية ثم تبدأ الفقرة الثانية بعد الغداء في مكتبي.. أكتب بشكل منتظم حتى لا أفقد أي من خيوط الدراما.. أنقطع عن كل شيء تقريبا بخلاف الكتابة.
حاتم حافظ: من دوستويفسكي إلى أرابيسك.. أعمال خلقت كاتب السيناريو بداخلي
ما هي الكتب أو الأعمال الفنية التي كانت لها تأثير كبير عليك ككاتب؟
أعمال كثيرة أهمها الجريمة والعقاب ودون كيشوت وألف ليلة وليلة.. و فيلم أحلام هند وكاميليا هو الذي اكتشفت معه رغبتي في أن أصبح كاتبا للسيناريو مع مسلسل الراية البيضا و أرابيسك.
اقرأ أيضاً: نور محمود يفاجئ الجمهور في “صفحة بيضا”.. من المثالية إلى الخيانة بإتقان مذهل
كيف تقضي وقتك بعيدًا عن الكتابة والعمل؟
بعيدًا عن العمل، أنا نادرًا ما أغادر المنزل، إلا لمشاهدة الأفلام في السينما، في الواقع، لا أذكر آخر مرة كنت فيها بعيدًا عن الكتابة، فهي رفيقتي الدائمة منذ الصغر، سواء بالممارسة أو بالتفكير فيها، لكن عندما لا أكون منشغلا بمشروع، أجد راحتي في البقاء بالبيت، أتنقل بين القراءة، ومشاهدة الأعمال الفنية، والتواصل مع المقربين.
ما نصيحتك للكتاب الجدد الراغبين في دخول مجال الدراما؟
نصيحتي لهم أن يشاهدوا ثم يشاهدوا ثم يشاهدوا! عليهم الغوص في روائع الكلاسيكيات، سواء المصرية أو العالمية، ومواكبة كل ما هو جديد في عالم الدراما. والأهم من ذلك، أن يكتبوا بصدق عما يشغلهم وعن الشخصيات التي تحيط بهم، فـ الإبداع الحقيقي يولد من التجربة و المعايشة.
ما هو الحلم الذي لم تحققه بعد في مجال الكتابة؟
كتابة مسلسل عن رواية لعم خيري شلبي.
حاتم حافظ: حلمي إحياء أدب الجيل الجديد على شاشة التلفزيون
هل هناك طموح معين تسعى لتحقيقه قريبًا؟
أحلم بتحويل روايات جيلي من الكتاب، مثل طارق إمام وإبراهيم فرغلي و منصورة عز الدين وغيرهم، إلى أعمال درامية تعيد لهم بعضا مما فاتهم، على عكس الأجيال السابقة التي وجدت طريقها إلى السينما، لم يحظى هذا الجيل بالفرصة ذاتها، و أرى أن تقديم أعمالهم على الشاشة ليس مجرد تكريم لهم، بالاستثمار في قصصهم الغنية و حبكاتهم المتميزة، التي تستحق أن تصل إلى جمهور أوسع.
واخيرا يبقى الإبداع رحلة لا تنتهي، والتجربة الفنية الحقيقية لا تقاس فقط بمدى النجاح، بل بصدق الإحساس والشغف الذي يبذل فيها، لقد كان هذا الحوار فرصة مميزة للغوص في أعماق الدراما والأمل دائمًا أن يستمر الفن في التطور، وأن تجد كل قصة طريقها إلى العقول قبل القلوب، لأن الدراما الحقيقية ليست مجرد مشاهد تعرض، بل مشاعر تحس وتترك أثرها العميق.
وفي نهاية حوارنا لا يسعني إلا أن أشكر الكاتب المبدع حاتم حافظ على هذا الحوار الثري والعميق، الذي كانت كلماته مليئة بالشغف والفكر، واتمنى له المزيد من النجاح و التألق في مشاريعه القادمة،و نترقب بكل حماس إبداعاته المستقبلية، على وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق .
![ريهام طارق](https://elmshahir.com/wp-content/uploads/2025/02/B612_20250205_141819_225-1.jpg)