كيف تغيرت مفاهيم الجمال الحقيقى في زمن الفلاتر؟

كيف تغيرت مفاهيم الجمال الحقيقى في زمن الفلاتر؟

بقلم : ليليان خليل

 

زمن الفلاتر… في زمن السوشيال ميديا، لم يعد الجمال كما كان، الفلاتر أصبحت أداة يومية تستخدم لتغيير معالم الوجه، تفتيح البشرة، تنحيف الأنف، وتكبير الشفاه – بضغطة واحدة على زر. وبينما يرى البعض أن هذه الفلاتر مجرد وسيلة للتسلية، يرى آخرون أنها غيرت مفاهيم الجمال بشكل جذري وخطير.

قديما، كان الجمال يقدر بتنوعه: السمراء، البيضاء، الممتلئة، النحيفة، صاحبة الشعر المجعد أو الناعم.

تأثير انتشار الفلاتر

لكن مع انتشار الفلاتر، بدأ الناس وخاصة الفتيات – يعتقدون أن “الجمال الحقيقي” هو ذلك الشكل المفلتر: بشرة خالية من العيوب، شفاه ممتلئة، وجه صغير وعينان واسعتان، وغيره من الجمال الفيك .

المشكلة لا تكمن فقط في تغيير الصورة، بل في تأثيرها النفسي. كثير من الدراسات الحديثة أظهرت ارتفاع نسب الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس، خاصة بين المراهقين، بسبب مقارنة أنفسهم بصور غير واقعية على إنستجرام أو سناب شات.

والأسوأ أن بعضهم بدأ يلجأ لعمليات التجميل ليشبه نفسه “بالفلاتر”!
من جهة أخرى، ظهرت حركة مضادة تدعو لتقبل الشكل الطبيعي، والاحتفال بالاختلافات الفردية.

مؤثرات كثيرات بدأن في نشر صورهن بدون فلاتر أو مكياج، في محاولة لإعادة تعريف الجمال كشيء حقيقي، صادق .

هل تغيرت مفاهيم الجمال

لم يعد الجمال كما عرفه الناس قديما. في زمن الفلاتر والتطبيقات الذكية، أصبح بإمكان أي شخص أن يعيد تشكيل ملامحه في ثوان، دون الحاجة إلى جراحة أو حتى مكياج. ابتسامة معدلة، بشرة مصقولة، عيون أوسع، وأنف أنحف… كل شيء قابل للتعديل، لكن على الشاشة فقط.

هذا التجميل الرقمي خلق نموذجا واحدا “للكمال”، لا يشبه أحدا في الواقع، لكنه أصبح هو المعيار. وهنا تكمن الخطورة.
لم نعد نحتفل بالاختلاف، بل نحاول أن نشبه نفس النسخة المتكررة التي تنتجها الفلاتر.

الفتيات تحديدا أصبحن ضحية هذا المعيار الزائف. كثيرات ينظرن إلى صورهن بعد الفلاتر، ثم يشعرن بالنقص حين ينظرن في المرآة.
ويبدأ التساؤل عن سبب الاختلاف
بعضهن لجأ لعيادات التجميل بطلب غريب: “أريد أن أبدو مثل صورتي على سناب شات”. حتى أن أطباء التجميل أطلقوا على هذه الظاهرة اسم: Snapchat Dysmorphia (تشوه صورة الجسد بسبب الفلاتر).
لكن وسط هذا الزيف، هناك أصوات بدأت تعلو من أجل “الواقعية”.

مؤثرون ومؤثرات يرفضون استخدام الفلاتر، ويظهرون بكل عيوبهم، مؤمنين أن الجمال لا يُقاس بعدد التعديلات، بل بمدى الثقة بالنفس.
الفلاتر ليست شرا مطلقا، لكنها تتحول لخطر حين تستخدم لخلق وهم دائم. الجمال الحقيقي لا يحتاج فلتر، بل يحتاج إلى وعي، وقبول، ومصالحة مع الذات.

في النهاية، عزيزى القاريء :
الجمال لم يعد مجرد شكل، بل أصبح موضوعا نفسيا واجتماعيا. علينا أن نتذكر أن الفلاتر قد تجمل الصورة، لكنها لا تمثل الحقيقة. والجمال الحقيقي… يبدأ من الداخل.
إبدأ بجمال قلبك ستجد أنك أصبحت جميلا دون الاحتياج للفلاتر.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.