كيف تنمى مهارات التفكير الابتكارى لطفلك؟
كتبت : الباحث التربوي دكتورة /أسماء حسين التنجي
التفكير الابتكاري هو صفة إنسانية، أو ميزة خص الله- سبحانه وتعالى- بها الإنسان دون غيره من الكائنات الحية، حيث يستطيع الإنسان عن طريقه، التطوير في شتى مجالات الحياة، وتعتبر مرحلة الطفولة هى فترة الأساس لنمو التفكير الابتكاري.
لأن معظم النمو للدماغ الإنساني في الطفولة المبكرة، فنجده يبلغ 90% من حجمه الطبيعى فى سن الست سنوات، وهذا يعني أن التدخلات التربوية في مرحلة نمو الدماغ أثناء فترة الطفولة المبكرة تكون أفضل من الانتظار حتى يكتمل النضج .
كما أن معدل النمو لوظائف الابتكار في هذه الفترة تكون أكبر من أي مرحلة من المراحل اللاحقة، وقد تلاحظى الابتكار مبدئياً في لعب الأطفال ثم ينتشر تدريجياً في نواحى أخرى من حياتهم.
وحيث أن الأسرة هى المؤسسة الاجتماعية التربوية والثقافية الأولى التى ينشأ فيها الطفل، وتتشكل فيها سلوكياته وأفكاره وحتى أحلامه، فالأهل أول معلمى الطفل وأهمهم بل وأكثرهم تأثيراً عليه، إذ يلعبون دوراً حاسماً فى تعزيز تعلمه، وتطور تفكيره الابتكارى فى تلك السنوات المبكرة من عمره.
ماهو تعريف التفكير الإبتكارى:
يُعرف بأنه القدرة على إنتاج عدد من الأفكار الأصلية غير العادية تخرج عن الإطار المعرفى الذى لدى الفرد المفكر أو البيئة التى يعيش فيها، ويتميز هذا النوع بقدر من الطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات البيئية المحيطة بالفرد المفكر، والذى يحاول ابتكار، وتقديم أفضل حلول لها.
كما يمكن تعريف التفكير الابتكارى لدى طفل الروضة، على أنه قدرة الطفل على إنتاج أكبر عدد من الأفكار غير الشائعة، وتقمص العديد من الأدوار المتنوعة، واستخدام الأشياء بطرق غير معتادة، وذلك عند تعرضه لمشكلة، أوموقف مثير.
ولتنمية التفكير الابتكارى لدى الأطفال الصغار نحتاج لتعاون جاد ومتواصل بين الأهل والمعلمة بالروضة لتطويره، ولزيادة معارف الأطفال فى جميع المجالات يحتاج الأهل إلى المعلمات من أجل الشعور بالطمأنينة على أطفالهم، وتحتاج المعلمات إلى أفراد الأسرة للحصول على المعلومات عن خصائص البيئة المنزلية والثقافية لعائلات الأطفال، حتى تتمكن من بناء علاقة تشاركية بين البيت والروضة .
وقد تقوم الأسرة بدور مهم فى إكساب الطفل أساليب التفكير التى يمكن أن يتبعها الطفل فيما بعد عن طريق الخبرات التربوية التى توفرها له، وكلما أتاح الوالدين لأبنائهم فرص ممارسة الأنشطة الحرة التى يرغبون فى ممارستها، كلما أدى ذلك إلى زيادة نمو واطراد القدرات الابتكارية لدى الأبناء.
فمن سُبل تنمية قدرة الأبناء على التفكير الابتكارى أن تتسم البيئة المنزلية والمدرسية بالمرونة، وأن يقدر كل من الأسرة والمعلمات أفكارهم غير العادية، وتشجعهم عليها واستخدام أساليب التفكير الابتكارى مثل العصف الذهنى، وحل المشكلات الابتكارية وتقديم الأسئلة المفتوحة التى تحض على التخيل أو التصور.
فيجب على المؤسسات المعنية بالطفولة والمدارس أن تعيد تخطيط برامجها التربوية فى هذه المرحلة بحيث تكون عناصر ذلك التخطيط فى إطار الهدف الأكثر أهمية، وهو تنمية مهارات التفكير لدى الأطفال .