كيف تنمي مهارات التفكير الابتكاري لطفلك ؟ مقال “٢”

كتبت الباحثة التربوية الدكتورة : أسماء حسين التنجي

فى ظل التطورات العصرية السريعة يجب على وزارة التربية والتعليم والهيئات المعنية بالطفولة المبكرة إعداد البرامج التربوية المناسبة لتنمية قدرات الأطفال الابتكارية إلى أقصى درجة ممكنة، من أجل تنمية وازدهار الوطن باستغلال ثروات وطاقات أبنائها وقدراتهم الكامنة فى شتى المجالات بما يعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى مجتمعهم .
وهناك العديد من النظريات التى فسرت الابتكار لدى الإنسان من أهمها النظرية العاملية ” لجيلفورد”، ولقبت النظرية الإنسانية لقربها من الواقع الإنساني المعاش، والتي يمكن من خلالها تفسير العملية الابتكارية لدى الأطفال، ويعتقد رواد هذه النظرية أن طبيعة الإنسان قادرة على الخير، وأن الأشخاص جميعاً لديهم القدرة على الابتكار، ويتوقف ذلك على المناخ الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد فكلما كان المناخ الاجتماعي خالياً من الضغوط، فإن طاقات الفرد الابتكارية تنمو وتزدهر، ويستطيع الفرد أن يحقق ذاته، ويصل إلى مستوى مناسب من الصحة النفسية، وهذا يدفع الفرد إلى الابتكار.
ثانياً: سمات الأطفال المبتكرين:
اهتم عدد من الباحثين بتحديد سمات الأطفال المبتكرين، فى مرحلة رياض الأطفال وذلك بهدف التعرف على الأطفال ذوي الابتكارية المرتفعة، ويمكن تحديد هذه السمات كالتالي:-
1- خصائص عقلية وتتمثل في الطلاقة، التخيل، الأصالة، الحساسية للمشكلات.
2- خصائص وجدانية واجتماعية وخصائص مرتبطة بالدافعية وتتمثل في المثابرة، الاستقلال، الاعتماد على النفس، الاهتمام بالآخرين، الثقة بالنفس، حب الاستطلاع، روح الدعابة، والميل للمغامرة، والقدرة على القيادة والتوجيه.
ويوصف الطفل المبتكر بأنه الطفل الذي تظهر لديه استعدادات الإنشاء والتركيب بطريقة واضحة، ويأتي بحلول جديدة وأفكار أصيلة لما يعرض عليه من مشكلات، حتى ولو كانت تلك الحلول غير جديدة عليه، ويحدد أهم الصفات التي يتحلى بها الطفل المبتكر فيما يلي:-
‌أ- مرونة التفكير: ويتطلب تجاوز الأساليب المألوفة في الإدراك والتفكير، فالأشياء المدركة يجب أن تكون غير جامده بل مرنة، وهذه المرونة هي التي تؤدى إلى العقل المتفتح، فالشخص المبتكر لديه رغبة وميل إلى تجاوز المألوف والحقيقي.
‌ب- الاستقلال الشخصي: يتميز المبتكر بأنه مستقل عما هو تقليدي، ولا يهتم بالانطباعات التي يتركها لدى الآخرين، وهو أكثر مركزية حول الذات، وأكثر تقديراً للذات وأكثر تحقيقاً لها.
‌ج- تحمل الغموض: يظهر المبتكر استقلاله من خلال تحمله للغموض في حياته، ومن خلال رغبته تقبل الشكوك في من حوله، وتفضيله الإدراكي في القالب يكون نحو المعقد، والغير المنظم من الأشياء، ويشعر بالرضا عند تحديد الأمور الصعبة.
‌د- تحمل الأخطار: ولكي يصبح الفرد مبتكراً ومجدداً في فكره وعمله فإنه يجب عليه ألا يكون خائفاً من الوقوع في الخطأ، وإن تقديم عدد غير محدود من الحلول البديلة لمشكلة ما هي من خصائص هذا الشخص المبتكر، وهذا يتطلب عدم الاكتراث من الوقوع فى أخطاء.
‌ه- قدر مناسب من الذكاء : يعتقد المشتغلون في ميدان الابتكار أن الشخص المبتكر، يلزمه قسط مناسب من الذكاء، ولو أن بعض الدراسات مثل ” تورانس” ودراسة” والاش وكوجان” أوضحت بأن الذكاء والابتكار مستقلان .
وأكدت الدراسات أن الأعمال الإبداعية لايلزمها ذكاء عالى، بل يمكن لمتوسط الذكاء يكون مبدعاً، وهذا ما يفسر وجود فئة من الناس ذات ذكاء متوسط، ولها أعمال إبداعية ظاهرة، وإن متطلبات الإبداع لا تقتصر على الذكاء المتوسط فما فوقه، وإنما يلزمها متطلبات أخرى كالدافعية، وبيئة التعلم، والعمل المناسب.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.