كيف نتحكم في أنفسنا؟

كيف نتحكم في أنفسنا؟

بقلم د.هيام عزمي النجار

دعني أسألك سؤالاً هاماً هل من المُمكن أن تحدث حرب بين بلدين أو مشكلة سياسية بسبب كلمة من إحدى البلاد؟ وهل من المُمكن أن يخسر صديق صديق عمره بسبب عدم التحكم في إنفعالاته، وتركيزه بالسلب على سلوكيات صديقه؟ وهل من المُمكن أن نغضب ونثور ونُضخم الأمر أكثر مما يحتمل، وبعد ذلك نندم على ما فعلنا بعد أن نكون خسرنا علاقات وفرص في حياتنا؟
نعم كل ذلك ممكن أن يحدث – لو لم توجد قوة التحكم في الذات، وحتى نزرعها بداخلنا علينا أن نتبع الوسائل الآتية التي تساعدنا على زرعها وتنميتها بداخلنا وهي:

الصلاة: تنهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي، وهي تُقربك من الله عز وجل لأنها أساس الإرتباط بالله، وتؤدي إلى الراحة والهدوء النفسي والطمأنينة لوثاقة العلاقة بينك وبين ربك ودعائك له دائماً.

الصوم: فهو تهذيب للنفوس، فالصائم يعرف ما هي فوائد الصيام داخلياً وخارجياً؟ فداخلياً نجده لا يُكلم نفسه بالتحدث السلبي مع ذاته أو الفكر السلبي أو بالكره والحقد والغيرة والحسد لأحد حتى لا يخسر صيامه، وخارجياً لا يجعل الأشياء والأماكن والأشخاص تؤثر على صيامه.

التسامح: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( الإسلام )، إن لم تُسامح لا تُصلي فلن تُقبل صلاتك (المسيحية )، إن لم تُسامح لا تدعو فلن يُقبل دعائك (اليهودية)، وكما نرى ذكر الأديان السماوية الثلاثة للتسامح تنبيه إلى عظمة التسامح، والخطورة التي تعود علينا من عدم التسامح، لذلك لابد أن نسأل أنفسنا هل الموقف يستدعي أن أخسر طاقتي وصحتي ومجهودي؟ وهل يستحق أن أخسر الطرف الذي أمامي؟ وهل يستحق أن أخسر الله في حالة إختيار عدم التسامح؟
أيها الإنسان فلتكن قدوة لغيرك في قمة التسامح، ولتعلم أن التسامح سمة من سمات الأقوياء، وهو إختيار وليس فريضة، ولكنه إختيار صعب، والإنسان القوي فقط والمُحب لربه هو الذي يستطيع أن يصل إلى مرحلة التسامح المُتكامل الذي فيها يكون العقل والقلب مُتسامحين تماماً، لذا فكر بالأمر جيداً، وإعرف أن عدم التسامح يُصاحبه الفكر السلبي والإحساس السلبي اللذان لم ولن يوصلوك إلى تحقيق أهدافك أبداً، وإنما على العكس تماماً، سامح نفسك ليُُسامحك الله، ويُسامحك الآخرين.

الرياضات الروحانية: مثل التأمل فيما خلق الله وأبدع وصور لتُعطي لنفسك وقت للسكون لسماع صوت الله في الطبيعة التي سخرها الله لك من حولك، وكذلك من الرياضات الروحانية اليوجا والتدليك العلاجي، والتنويم بالإيحاء كنوع من العلاجات النفسية للوصول إلى أعلى مراحل الإسترخاء والشفاء من الأمراض النفسية والعضوية.
نجد أحياناً مندوب المبيعات أدائه رائع في مواقف وأدائه منخفض في مواقف أخرى، وأحياناً نجد اللاعب أدائه فوق الروعة في مباراة، وفي مباراة أخرى نجده غير متميز ولا يُذكر، وأحياناً تجد نفسك راضي عن نفسك في بعض الأحوال، وأحياناً لا تجد هذا الرضا تماماً، ولنسأل أنفسنا ما السبب في هذا الإختلاف؟ وما هو السبب في الفرق بين القدرات والأداء؟ أتعرف ما هو السبب – إنه الحالة النفسية التي مصدرها الفكر والتفكير، والحالة النفسية هي التي تُفرق بين النجاح والفشل، وتُميز بين التعاسة أو السعادة، والتقدم من عدمه.
الشخص العصبي المزاج لا يستطيع أن يُحقق هدفه وهو بهذه الحالة النفسية السيئة فنجد مندوب المبيعات مثلاً- لا يستطيع إقناع عميل بمنتجاته وعروضه إلا إذا كان في حالة نفسية إيجابية متزنة ليُطبق مهاراته التي تدرب عليها حتى يُحقق هدفه، وعن الشخص الغضبان حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال، عليه أن يتوضأ لأن الشيطان مخلوق ناري وماء الوضوء تُطفئ غضب الشيطان.

كاتبة المقال
د.هيام عزمي النجار
مدربة قوة الطاقة البشرية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.