كيف نربي بناتنا ” سؤال صعب يواجه كل الأباء .. والإجابة بسيطة
” كيف نربي بناتنا ” سؤال صعب يواجه كل الأباء .. والإجابة بسيطة
بقلم / أحمد بهجت
هل نربيهم على ما تربينا عليه ماضياً ام نربيهم وفقاً لمجريات هذا العصر و الزمان
هل نطلق لهم العنان و الحرية و الإختيار المطلق .
أم نربيهم على الإنغلاق و الحياء و محدودية الإختيارات و الخجل كما كان هو الحال في تربية أهالينا بالماضي حفاظاً عليهم من الإنفتاح و التحرر .
كواليس و أفكار تدور داخل كل أم و أب و حيرة كبيرة تدور بأروقة الأذهان و الوجدان البشري و صراع أفكار لذي طالما ينتاب العقول .
و من هنا تأتي الاتجاهات المخالفة في التفكير و تأتي معها الإجابات و على إختلاف وجهات النظر و المرجعيات و أساليب التربية التي طالما تربا عليها الآباء و الأمهات و حسب طرق و نسك الحياة التي يعيشها الأهالي و على إختلاف المستويات الإجتماعية و الأخلاقية و السلوكية فنصبح أمام وجهات نظر مختلفة نسبياً…..
فهناك من يفضل تربية البنات على الإنفتاح متأثراً بالمستوىات الإجتماعية و متماشياً مع ثورة التكنولوجيا و التحرر الفكري و الإجتماعي و إعتبار ما هو مخالف له من تربية و إنغلاق
و ما الي ذالك من أساليب التربية فهو قديم و معيب و لا ينفع مع تطورات الحياة و مجرياتها و يعتبرها نوع من انواع كبت للحريات و الأفكار و الرجعية في التفكير و السلوكيات في طرق التربية و التعليم .
و منهم من يفضل تربية البنات على الخجل و الإنغلاق و عدم الإنفتاح المباشر علي المجتمعات متأثراً بما تربا عليه قديماً
و سالكاً مسلك الآباء و الأمهات في الزمن الذي نشأ و ترعرع فيه و يعتبر وجهة النظر الأخرى في تربية البنت على الإنفتاح و التحرر إسلوباً معيباً في التربية و التعليم .
و بين هذا و ذاك و لأني أب لأجمل البنات في الوجود
و هذا هو شعور كل أب بإبنته..
و عليه فأنا أتبنا نظرية أن أربي إبنتي و أجعلها تتعامل من خلال تجاربي لأنني قدوتها في الحياة و هذا عامل ضروري
و هام جداً أن تكون قدوة إبنتك و تكون أمها أيضاً قدوتها كأنثى من نفس النوع البشري و مثلاً أعلى لها من حيث
تقيس و تقتبس منه مرجعياتها في الحياة و الإختيارات .
و منها فعندما أربيها سوف أرسخ فيها المبادئ و التعليم الدينية و أعلمها الخلق والحرية بالتماشي و التوازي مع إختياراتها و إعطائها بعض من الحرية في الإختيار المغلف بالرقابة الشخصية مني و أمها من على بعد و منها زيادة جرعت الحرية في الاختيارات مع الحفاظ والإلتزام بالقيم
و المبادئ عند مواجهة أي ظروف تواجهها بكل حكمة و تريث.
كما يتوجب على أنا و أمها أن نعلمها المشاركة و الإعتماد على الذات و تحمل المسؤلية فنحن في مجتمع يؤمن بالمشاركة في كافة مناحي الحياة و تتنوع به الثقافات المختلفة ولن ينجو من مخاطره إلا من تعلم وتثقف و تزود بالتجارب .
هذا و سوف أجعلها حرة و تتمتع بالحرية في إختيار الأشخاص و الشخصيات داخل مجتمعها الصغير و الكبير وهي من تضع المسافات بينها وبين الآخرين بالحدود التى تراها في حياتها و وفقاً لما علمته لها من تعاليم و وفقاً للتجارب التي شاهدتها مني و أمها أثناء مراحلها العمرية المختلفة.
و هنا يجب على كل أب و أم أن يكونوا على علم أن البيت هو المدرسة الأولى و الصغيرة في حيات أولادهم و أن المجتمع و الحياة هي المدرسة الكبيرة فلابد أن يخرجوا
من المدرسة الصغيرة بأسس ومبادئ و تجارب و مشاهدات
و تعاليم و قيم و أخلاق تؤهلهم الي الخروج الي المدرسة الكبيرة و هي ” مدرسة الحياة “.
و منها فيكون يقيناً أن الرقابة والتربية هنا عاملان أساسيان في تربية البنت على الأخص فيكون من المهام الرئيسية و الواجبات علينا أنا و أمها أن نعلمها متى تتحدث متى تنصت ومتى تحاور كيف تقول نعم وأين تقول لا و نعلمها أيضاً قيمة الأشياء
و قيمة المبادئ و قيمة التعليم و بالمقدمة قيمة الدين و الحلال و الحرام و الأخلاق و حسن المعاملة .
ومن هنا نتركها تتجه وتنطلق إلى ما تريد لتكون فتاه حرة مستقلة تعرف التحدي و التصدي و أن تحمي نفسها وتعرف حقوقها و أن تفيد مجتمعها بما تعلمته و رسخ في ذهنها
و وجدانها من محصلة كل التجارب و المحطات التي وقفت عليها في البيت و المدرسة و الجامعة حتى تنطلق الي سوق العمل و المشاركة الإجتماعية و منها الي الزواج و تكوين بيت و أسرة .
و بالنهاية و تلخيصاً للموضوع الدين و القيم والمبادئ في التربية و التعليم و المشاركة و الإعتماد على الذات و تحمل المسؤلية هي من أهم الأسلحةالتي ينبغي على كل أب و أم أن تزرعها و تنميها في تربية الأولاد و البنات لننتج بالنهاية جيلاً من الشباب و الفتيات الصالحون لدمجهم بالمجتمع و تعزيز دورهم للمشاركة المجتمعية داخل الوطن و الإفادة
و الإستفادة منهم في بناء و تطوير البلاد و الحفاظ على
حرية و سيادة و بناء الأوطان و المجتمعات الناضجة
و السليمة الناجحة و المتطورة و الحديثة .
كيف نربي بناتنا ” سؤال صعب يواجه كل الأباء .. والإجابة بسيطة
