لاشيء في الحياة إسمه نهاية العمر أو مسنين … إنهم الكِبار

كتبت
نيروز الطنبولي
========

**هل فكرت يوما في المستقبل
بعيدا عن ضغوطات الحياة اليومية والتزاماتك العائلية والصورة التي ترسمها بشكل يومي لحياتك وحياة ابنائك..

** هل فكرت ماذا ستفعل عندما تصبح مسن
وبعد ان تتخلص من احمالك التي مالبست تفارقك منذ أن وعيت على هذه الحياة.

**هل تتذكر عندما كنت طفلا مبتهجا وسعيدا وتفرحك ابسط الأمور
وهل تظن أن الحياة ستعيدك يوما كما بدأت ولكن في صورة مختلفة بعض الشيء..

هكذا نحن ننسى انفسنا في خضم الحياة ولا نفكر في المستقبل سوى بخوف وننسى كم هو رائع انجاز المهام والنظر الى مستقبلنا عندما نصبح مسنين وربما عند مجرد تبادر الفكرة إلى ذهنك لم تفكر سوى بالخوف والقلق..
ربما من الوحده او الضعف أو عدم القدرة على أعالة نفسك .
كما ذكرت مسبقاً
ربما يبدو الأمر مغايرا تماما اذا بدأت أنت بنفسك وغيرت نظرتك للمسنين
ولحياتك المستقبلية اذا رزقك الله المزيد من العمر
و استبشر يمكن ان تمنحك الحياة فرصة جديدة في استرجاع ما قد مضى
وان تقوم بما لم تساعدك الظروف لفعله في عمر سابق.

يوم 19/12/2019 قدمت مؤسسة سحاب للعلاج بالفن
دورة تحت مسمى
العلاج بالفن للمنسين

وقدمت الورشة استشاري البرامج التربوية والعلاج بالفن الدكتورة /ايمان كامل البحيري مديرة المؤسسة
وسط جو مفعم بالمفاجآت
والاحصائيات التي ربما أبرزت للحضور معلومات تعتبر مميزه وجديدة حول هذه المرحلة العمرية واهميتها
وأوضحت كم هو محبط ومؤذي أن نقوم بتهميشهم
ونكتفي بالإشارة إليهم بألفاظ تؤذيهم وتقلص من امكانياتهم
(البركة)
فهم مفعمون بالطاقة وإنما من اكثر ما يؤذيهم تنمر المجتمع عليهم واشعارهم بانتظار النهاية
وتهميش دورهم اجتماعيا
مما يجعل الكثير منه يعيش دور المرض ويستسلم للألم بل ويستدعيه أحيانا.

هل تعلم أن بمصر عدد المسنين ستة ملايين وإنه رقم متواضع بالنسبة للمسنين في البلدان المتقدمة وهل تعلم أن 3450مسن فقط هم المسجلون ضمن مراكز الرعاية الصحية

وهل تعلم أن نسبة طلاق المسنين بين مجمل عدد المطلقين بمصر يبلغ تسعة بالمئة بينما نسبتهم في مجمل حالات الزواج الحديثة تصل 2.1بالمئة..

هل فكرت يوما لماذا يتم التنمر على حديثي الزواج منهم بينما هم في امس الحاجة للونس والانتشال من الوحدة.
نحن نحرمهم من حرية الحياة ونكبلهم بنظراتنا
وننتقص من قدورهم وهذا أمر في شدة الظلم والافتراء .

وقد وجهت الدكتورة ايمان النظر من خلال الدورة لأهمية ممارسة المسنين للبرامج المعدة من قبل المتخصصين للعلاج بالفن
ومدى تأثير ذلك على صحة المسن وتقبله لامكانياته ونظرته الايجابية للحياة
وتوقف بعض الاعراض التي تتعلق بمشاكل كبار السن والتي تجعله عبئاً على نفسه وعلى الآخرين

ولفتت النظر إلى أن المسن لديه امكانيات وخبرات وقدرات جدير بنا أن نحييها في داخله
ونلبي احتياجاته ليحيا بكرامة وسعادة ما تبقى له من العمر

ويجدر الذكر بأن هذه الدورة ليست نظرية فحسب و أنها ستوثق بزيارة فعليه لأحد دور المسنين بالأسكندرية لعمل تدريب عملي
من خلال ادماج المسنين بورش فنية متنوعه تتضمن الحكي والشعر واالرسم واليوجا
معتمده في ذلك على مجموعة من أعضاء المؤسسة والذين تلقوا الدورة معها.

وقد ختمت الدوره بمجموعة من التوصيات حول أهمية تسليط الضوء على أن دمج المسن في الحياة الاجتماعية له كبير الأثر في دعمه ودعم المجتمع بخبراته وتقليل الأعراض المرضيه ومعاناته اليومية .

كما انها طالبت بتكثيف العمل على اعداد ورش وأنشطة تجمع المسنين بالايتام لما في ذلك من تلبية الاحتياجات المتبادلة.
وانشطة أخرى تجمع المسنين بالشباب ليتفهموا ابعاد المرحلة والتي تمثل جزء من حاضرهم ومستقبلهم.

ونادت برفع نسبة الزواج في المسنين بتشجيعهم على ذلك حبث أن الأمر له الكثير من الابعاد الايجابية
خاصة وأن منهم الكثيرون يملكون القدرة على ذلك ومؤهلون له لولا موقف المجتمع المتعنت حيال الأمر.

وأخيرا الشيخوخة مرحلة عمرية لها كل أبعاد المراحل العمرية التي تسبقها
ونشر الوعي بها بين افراد المجتمع امر مهم ويعبر عن وعيه وحضارته
ويفيد في استخدام كل طاقاته واخضاعها للتأهيل والتطوير مما له كبير الأثر
على الاعلاء من قدره ونشر أسباب السعادة والراحة به.

و شاركت الأديبة ايمان أحمد يوسف بإيقاظ الحس الشعري والأدبي وأهميته وامكانية الاستفادة به في تقنيات العلاج بالفن
كما أن حضور الجدة نوز بحكاياتها ودنياها التي تمتليء شغف بالحكايات لاقى ترحابا كبيرا
وبدوا المسنين في سعادة غير مسبوقة
وقدموا لها العون في جو مليء بالمرح واسهبوا في الحكي عن انفسهم
واستدعاء قصص الحياة ومرح الطفولة وتعالت الضحكات….

وفي الختام شكر للدكتور وليد حسين مدير مؤسسة سحاب للعلاج بالفن ودكتورة ايمان كامل البحيري
اللذان وعدا بمزيد من اللقاءات التي تبعث جو المرح وتؤكد مصداقية العمل وإهمية الدور الذي يقوم به الفن في تغيير حياة المسنين .

والى حضراتكم صورللقاء

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.