لا_شئ_يؤنسني بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء حسن
لا_شئ_يؤنسني
بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء حسن
جلست على مقعد الإنتظار أراقب
تجيء ، تروح
تغيب ، تلوح
تغني ، تنوح
وتغفو ، تصيح
على شط روحي قوارب
ولا شئ يبدو جليا ، وهذا الضباب الممدد في الأفق سارب
أنا من أقاصي البلاد الندية _بالحب تنبض_بالدفء
بالدمع تحدو ركابي ، تعاتب
مشيت برفق على جدول الأمس لا شئ يؤنسني غير دعوات أمي تناصب
أنا من هناك ؛ أتيت وليس بجيبي سوى “الحلم”
حرية مثل شمس تشاغب
مشيت وليس سوى “الله” في عتمة الدرب صاحب
هنا غاب _في غفلة الأهل_ بدر يسمى “أبي” ؛
وانتحبن الكواكب
_على عتبات الغياب_ أنادي تمهل أبي ؛
يذبل العمر والوقت يمضي .. لكم نهشتني عقارب !
أحط بظل النخيل متاعي ، وأفترش العشب ألتحف الورد ،
أغمض حتى تغلف ليلي الطويل عناكب
أنا من تربي اغترابي المحطات ، تحنو علي القطارات ،
تلقي إلي فتات الذين مضوا من هنا ؛
تهم بي الذكريات السكارى
فيشتعل الشوق نورا ونارا
أمهد _بالحب_ رمشا وثيرا
وتغدو عيوني للسهد دارا
يحط الفراش على منكبي
وإن أيقظته المدافع طارا
حملت على عاتق الفجر حلما
غدا يافعا لا يهاب انحسارا
وأنضجت عظمي لجوع المساكين
قوتا ، ولحمي إليهم دثارا
أنا من هنا ؛ حيث يهبط وحي السماء إلى منتهاه ؛
سنابل تزهر ، أطفال تخضر ،
برج الحمام يناطح_فوق العريشة_منتصبا في علاه
هنا قريتي زركشت ثوبها بالبنفسج والقمح والجلنار
هنا ترسل الأم ورد الحكايا تمائم تحرس عين الصغار
دمي مدلجون استقر بهم في عروقي المقام
أفرق _كالغيم_ حظي من العيش يسقي قفار النفوس الوئام
يعلم دبابة كيف تغدو _من الحرب_ أبلغ لغة السلام
يعلم هذي المدافع تغدو مزامير تشدو بحلو الكلام
يعلم كيف _على قبر من قاتلونا زمانا_ يهيئ عشا يبيض الحمام..