لحظة صمت قصة قصيرة… بقلم مصطفي حسن محمد سليم

حدثت هذه العملية اثناء حرب الاستنزاف، أو حرب الألف يوم كما اطلق عليها بعض الأسرائيليون،

لحظة صمت
قصة قصيرة… بقلم مصطفي حسن محمد سليم
حدثت هذه العملية اثناء حرب الاستنزاف، أو حرب الألف يوم كما اطلق عليها بعض الأسرائيليون، وكان الغرض من الاستنزاف هو تكبيد العدو الاسرائيلي العديد من الخسائر في المعدات والأرواح البشرية، وزرع الرعب في قلوبهم ،وتأكيد علي عقيدة أن المقاتل المصري لايقبل الهزيمة بأي شكل من الأشكال ،وتم تكثيف ودفع دوريات من القوات المصرية إلي الضفة الشرقية بمعدل شبه يومي، وفي مناطق متفرقة، وغير متوقعة ، للعدو، واستمر الحال علي هذا المنوال طوال مرحلة الصمود…
مالت الشمس للمغيب، وهي تلقي بآخر اشعتها علي مياه القناة، ولم يقطع الصمت الذي خيم علي المكان سوي تتابع موجات المياه ،وضربات المجداف لذلك القارب الخشبي، الذي يجتاز شاطي القناة علي الضفة الشرقية لقناة السويس، متجها نحو هدف محدد، ربما النصر أو الشهادة ،وبدا الهدوء يسيطر علي الجندي الذي يقود القارب الخشبي وهو يتطلع في وجه زملائه، الذين انهمكوا في مراجعة اسلحتهم والسنتهم تلهج بالدعاء وقراءة بعض الآيات القرآنية، وقبل ان يصل القارب إلي ضفة القناة اندفع منه الجنود في خطوات مسرعة نحو هدفهم…
تقدم الجنود بخطوات ثابتة نحو النقطة الحصينة، وبدا رائد الصاعقة فتحي الشرقاوي في توزيع الجنود بأشارة من يده، ولاحظ وجود ثلاث دبابات علي تبة عالية بجوار الموقع بدون حراسة ،فاتجه نحوها وقام بزرع مجموعة من الألغام الأرضية المضادة للدبابات امامها ،ثم عاد مسرعا إلي تمركزه وهو ينظر في ساعته المضيئة ينتظر لحظة الصفر، وعندما توقفت عقارب الساعة علي تلك اللحظة، امسك الرائد فتحي بمسدس الاشارة وهو يرفعه لأعلي، وهويضغط علي الزناد لتخرج منه اشارة ضوئية بيضاء تضئ الموقع ،وتكون الشرارة الأولي لرجاله للبدء في تنفيذ الهجوم علي النقطة الحصينة ،وهنا بدأ الأشتباك مع اطلاقه لأول رصاصة استقرت في جسد الجندي الاسرائيلي، الذي خرج من الدشمة الحصينة ،والذي قد استرعي انتباه الضوء الذي خلفه مسدس الاشارة ،واشتعل الموقع بالنيران التي اندفعت في كل مكان، مع أطلاق قذائف الهاون التي انهمرت علي الموقع في سرعة وتتابع سريع، وسقط احد الجنود المكلفين بالعملية شهيدا، فأعطي الرائد فتحي الاشارة لجنوده بالأنسحاب ،بعد ان كبد العدو خسائر كبيرة ،وارتد مع رجاله إلي منطقة رملية كثيفة ،حاولت احدي الدبابات المتمركزة مطاردتهم اليها، ولكنه فشل في ذلك عندما انفجر اللغم الأرضي الذي زرعه الرائد فتحي فيه ،وانتظر الرائد فتحي قصف المدفعية المصرية علي النقطة الأسرائيلة، لتغطية انسحابه من الموقع وهو يحمل معه جثة احد الجنود ،الذي تم استشهاده في اثناء المهمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.