لصون المال العام وعدالة توزيع الموارد.. مصر تتسلم رسميًا رئاسة الإنتوساي
كتب/ ماجد مفرح
في حدث دولي بارز يعكس المكانة المتنامية لمصر في المحافل الرقابية العالمية، تسلمت مصر، ممثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، اليوم رسميًا رئاسة المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي) لمدة ثلاث سنوات قادمة، خلفًا لدولة البرازيل، وجاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة (الإنكوساي 25)، المنعقد بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
مشاركة دولية واسعة وثقة متجددة في الدور المصري
شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة غير مسبوقة لرؤساء وممثلي الأجهزة العليا للرقابة من مختلف دول العالم، إلى جانب منظمات إقليمية وهيئات دولية معنية بالحوكمة والمراجعة العامة، في مشهد يؤكد الثقة الدولية في الدور المصري الريادي داخل المجتمع الرقابي العالمي، وقدرته على قيادة المنظمة في مرحلة دقيقة يشهد فيها العالم تحولات اقتصادية عميقة وأزمات متلاحقة.
وخلال كلمته بعد تسلم الرئاسة، أكد محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، أن مصر عازمة على تعزيز رسالة الإنتوساي القائمة على الاستقلالية والنزاهة والشفافية، ومواصلة تطوير آليات الرقابة الحديثة بما يواكب المتغيرات العالمية.
وقال الفيصل، إن “أجهزة الرقابة لم تعد تقتصر على التدقيق بعد التنفيذ، بل أصبحت شريكًا في صياغة القرار قبل صدوره، أداةً للوقاية بقدر ما هي وسيلة للكشف”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لرفع كفاءة الأداء العام وصون المال العام.
تتويج لمسيرة طويلة من الريادة
ويأتي هذا التكليف تتويجًا لدور مصر التاريخي في دعم قيم الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد منذ انضمامها إلى الإنتوساي عام 1963، حيث اضطلع الجهاز المركزي للمحاسبات بدور محوري كمؤسسة رقابية موثوقة، وتولى مهام المراجع الخارجي لعدد من منظمات الأمم المتحدة، منها اليونيدو و٦منظمة السياحة العالمية.
كما فاز مؤخرًا بمنصب المراجع الخارجي لـمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لمدة ست سنوات تبدأ عام 2026.
حضور إقليمي فاعل ودور تنموي مستدام
على المستوى الإقليمي، واصل الجهاز دوره القيادي داخل منظمتي الأفروساي والأرابوساي، عبر مبادرات لبناء القدرات وتبادل المعرفة المهنية، مما ساهم في ترسيخ ثقافة المراجعة الرشيدة في القارتين الأفريقية والعربية.
كما يتولى الجهاز رئاسة هيئة تحرير المجلة الأفريقية الشاملة، ويضطلع بمهام المراجع الخارجي للاتحاد الأفريقي، في تأكيد جديد على المكانة المرموقة التي تحظى بها الرقابة المصرية في الساحة الدولية.
وبتسلمها رئاسة الإنتوساي، تفتح مصر فصلًا جديدًا في مسيرتها الرقابية العالمية، تؤكد فيه التزامها بحماية المال العام وتحقيق العدالة في توزيع موارد التنمية، وترسخ حضورها كصوت مسؤول في تعزيز النزاهة والحوكمة على مستوى العالم.
