لغز النفس البشريه
لغز النفس البشريه
بقلم…. إيمان سامى عباس
كنت اعتقد ان الكاتب الإنجليزى الكبير وليم شكسبير .. هو أول من كشف النفس البشرية .. فى رواياته .. وهذا سر خلود اعماله من القرن الخامس عشر .. حتى اليوم .. ولا شك أن شكسبير كاتب عبقري .. استطاع ان يجسد لنا .. فى كل رواياته .. الصراع داخل النفس البشرية .. الخير والشر .. الحب والكراهية .. الخيانة .. التردد .. الأنانية .. عشق المال .. حتى السحر والشعوذة .. والحسد .. ولكنى وجدت كتاب الشيخ محمد متولى الشعراوى .. الله والنفس البشرية .. خطفنى الشعراوى من شكسبير .. وتوقفت امام اسرار النفس البشرية .. وتوصلت الى حقيقة هذه النفس .. كما كشفها شكسبير والشعراوى .. وقد اشتركا فى نفس التفسير ! وان كان الفارق بينهما .. ان تفسير الشعراوى .. مرجعيته .. الإيمان بالله .. بينما شكسبير يعكس تجارب الحياة .. ويرصد سلوك البشر .. وان توصلا .. الى ان الانسان .. او النفس البشرية .. تبحث عن الخلود والمال .. يقول الشعراوى .. ان الانسان يريد الخلود .. ولا يريد للحياة .. ان تنتهى .. يود ان يعمر الف سنة .. ومائة الف سنة .. والبحث عن الخلود .. يلازم النفس البشرية منذ أن بدأت الحياة .. منذ أن خلقها الله حتى الان .. فالانسان يبحث عما يبعده عن الموت ..ومازالت ابحاث العلماء .. جارية .. كل هذا بالرغم من ان الموت خلق كالحياة .. تصديقا لقول الحق : ” الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ” .. الاكثر من ذلك .. ان الله سبحانه .. وضع منهج الحياة فى كتابه العزيز .. ” لنحيينه حياة طيبة ” وقال : ” نحن اولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة .. ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم .. ولكم فيها ما تدعون .. نزلا من غفور رحيم ” .. الاعظم من كل ذلك .. ان الله يقول لنا : ” رزقكم فى السماء وما توعدون ” .. واننى ارزق من اشاء بغير حساب .. حتى لا تكون لكم حجة فى اتباع الشيطان .. ولكن الله أراد أن يقدم لنا شئ اخر .. اراد ان يجعل للاستمتاع البشرى حدودا .. ليفهم الناس .. ان كثرة المال ليست هى كل شئ .. بل قد تكون أقل قيمة من أشياء اخرى .. مثل الصحة .. فجعل الله المرض فى كثرة الطعام .. وجعل الداء فى الطعام الفاخر الدسم .. وجعل الرفاهية .. تقود الى العجز .. بسبب قلة الحركة وعدم المشى .. انظروا كيف وضع الله سبحانه .. سر الصحة فى الأشياء التى لا تكلف الانسان شيئا .. فالمشى .. هو اسهل طريق .. لعلاج معظم الأمراض .. بما فيها امراض القلب .. بالاضافة إلى الهواء الطلق الذى يوجد فى الاماكن الخلوية البعيدة .. هو الهواء الصحى غير الملوث .. بعيدا عن التكييف والمراوح .. اى أن صحة الانسان فى عدم الإسراف فى اى شئ .. وهذا متاح للبشر جميعا .. من هنا .. تبقى النفس البشرية .. طماعة بلا حدود .. ولكنى أتوقف عن عالم ما هو داخل النفس البشرية .. وكيف يمكن ان يتم الاتصال بين الانسان .. وماهو موجود فى داخله .. ستظل النفس البشرية .. أعظم لغز فى حياتنا .. فامامنا الكثير من الأمور .. لا نفهمها .. ولا نجد التفسير السليم لها .. ولا نعرف كيف نتصل بما هو موجود فى داخلنا .. هل هو الهام .. او احساس داخلى .. حتى الحب .. لا يوجد سبب حسى معروف له .. وكذلك الكراهية .. نعم توجد اشياء بداخلنا .. هذه الأشياء تسمح لنا بأن نشعر شعورا معينا .. لكننا لا نراه بحواسنا .. فلا يمكن لمخلوق .. ان يصل الى الحاسة التى تسبب الحب .. بالرغم من ان الحب عبارة عن رعشة .. او مس .. تحرك القلب .. الذى بدوره يحرك الوجدان .. ولدينا البعض من اصحاب القلوب اللينة .. الطيبة .. التى لاتملك سوى الحب والعطاء .. دون إنتظار مقابل .. ولابد ان نعترف بان النفس البشرية تتاثر بما حولها .. وايضا تؤثر فيما حولها .. ويبقى السؤال .. هل يستطيع الانسان ان يتغير .. وان يرتفع فوق الضغائن .. ولا يحمل فى نفسه ضغينة او كراهية او حقد .. نعم يستطيع اذا اراد .. وتذكر ان ما عند الله افضل .. وان من عفى واصلح فإن أجره على الله .. اقول .. ان صفاء النفوس .. ونقاء القلوب .. ليس صعبا .. بشرط .. ان يكون لله .. ولله وحده .. فإن القلوب .. مفتاح النفس البشرية .. يقلبها الله .. كيفما شاء .