لغز سقوط سامح حسين سينمائيا بعد النجاح المدوى في رمضان .. الأسباب والتفاصيل

لغز سقوط سامح حسين سينمائيا بعد النجاح المدوى في رمضان .. الأسباب والتفاصيل

لغز سقوط سامح حسين سينمائيا بعد النجاح المدوى في رمضان .. الأسباب والتفاصيل

شهد موسم رمضان الأخير صعودًا لافتًا للفنان سامح حسين عبر برنامجه الكوميدي “قطايف”، الذي قدمه بإمكانات إنتاجية متواضعة، لكنه استطاع أن يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، جعلته يتصدر حديث الجمهور والنقاد على حد سواء. وبينما كانت البرامج ذات الإنتاج الضخم والدعاية المكثفة تتعثر في كسب اهتمام المشاهدين، برز “قطايف” كحالة استثنائية، تؤكد أن المحتوى الجيد يتفوق أحيانًا على البهرجة الإعلامية.

كتب: هاني سليم 

 

في ظل هذا النجاح، بدأ كثيرون يتوقعون أن يكون سامح حسين على موعد مع تألق جديد، ولكن هذه المرة في السينما، خاصة مع الإعلان عن فيلمه الجديد “استنساخ”، الذي وُصف بأنه نقلة نوعية في مسيرته، كونه يتناول موضوع الذكاء الاصطناعي في إطار من الإثارة والتشويق. إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، حيث فشل الفيلم تجاريًا بشكل واضح، وحقق إيرادات ضعيفة للغاية، أقل بكثير من التوقعات.


أرقام صادمة في شباك التذاكر

رغم طموح صناعه ومراهنة فريق العمل على تقديم تجربة مختلفة، لم يتمكن فيلم “استنساخ” من كسب ودّ الجمهور. فقد تراجع ترتيبه في شباك التذاكر بشكل ملحوظ، ليحتل المركز قبل الأخير في الأسبوع الثاني من عرضه، مكتفيًا بإيرادات بلغت نحو 976.7 ألف جنيه فقط في هذا الأسبوع، مقابل بيع 4649 تذكرة. وبذلك بلغ إجمالي ما حققه الفيلم حتى الآن نحو 2 مليون و218 ألف جنيه فقط، وهو رقم يُعتبر ضئيلًا مقارنة بتكاليف إنتاج أي فيلم يعتمد على عناصر الإثارة والخدع البصرية.

هذه الأرقام تعكس حالة من الإحباط بين فريق العمل، خصوصًا أن الفيلم واجه تحديات منذ اللحظة الأولى، بدءًا من إلغاء عرضه الخاص بسبب مشكلات فنية، مرورًا بأزمة مع الرقابة على المصنفات الفنية، بسبب أحد المشاهد التي أثارت تحفظ الجهات الرقابية. وعلى الرغم من تدارك هذه الأزمات لاحقًا، وتنظيم عرض خاص جديد خلال 24 ساعة، إلا أن التأثير السلبي على سمعة الفيلم كان قد وقع بالفعل.

ما الذي حدث؟ محاولة لفهم الإخفاق

يطرح هذا الفشل المفاجئ عدة تساؤلات: هل كان الجمهور غير مهيأ لتلقي عمل يجمع بين الخيال العلمي وسامح حسين المعروف بخفة ظله وطابعه الكوميدي؟ هل كان هناك تقصير في التسويق للفيلم؟ أم أن العمل نفسه لم يرتقِ إلى مستوى توقعات المشاهدين؟

رغم أن فكرة الفيلم تتمحور حول قضية معاصرة ومهمة مثل الذكاء الاصطناعي وتداعياته الاجتماعية، إلا أن المزج بين الخيال العلمي والدراما قد لا يكون سهل التقديم أو التلقي في السوق السينمائي المصري، الذي اعتاد على أنماط محددة من الأفلام. هذا النوع من الأعمال يتطلب مستوى إنتاجي عالي الجودة، خصوصًا في الجوانب التقنية مثل المؤثرات البصرية، والسيناريو المتماسك، وهو ما ربما لم يُحقق بالشكل الكافي في “استنساخ”.

من ناحية أخرى، قد يكون اختيار سامح حسين كبطل لفيلم خيال علمي قد أضعف فرص الفيلم تجاريًا، نظرًا لأن جمهوره ارتبط به في أدوار خفيفة تعتمد على الكوميديا العائلية، وليس الأعمال الجادة أو الثقيلة.


القصة والتناول.. طموح لم يُترجم بنجاح

يسرد “استنساخ” حكاية مثيرة عن تطور الذكاء الاصطناعي، والتحديات التي قد تواجه المجتمعات في ظل سيطرة التكنولوجيا على تفاصيل الحياة اليومية. وعلى الرغم من أن الفكرة مثيرة وتحمل بُعدًا عالميًا، فإن تقديمها ضمن قالب سينمائي محلي يتطلب حساسية فنية عالية في الكتابة والإخراج، لضمان جذب المشاهد دون أن يبدو العمل مقلدًا أو مُفتعلاً.

الفيلم من تأليف وإخراج عبدالرحمن محمد، ويشارك في بطولته إلى جانب سامح حسين كل من هبة مجدي، هاجر الشرنوبي، ومحمد عز. وقد حاول صناع العمل تقديم توليفة تجمع بين الترفيه والطرح الجاد، لكن يبدو أن التنفيذ لم يُقنع الجمهور، الذي لم يجد في الفيلم ما يجذبه إلى قاعات السينما.

المزيد: النجوم تكتب فصولًا جديدة.. خارطة الأبراج ليوم الخميس ترسم محاور الحب والنجاح والشفاء

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.