لقبوها بـ السندريلا وأسموها أخت القمر.. عاشت كـ أسطورة وماتت كـ لغز
لقبوها بـ السندريلا وأسموها أخت القمر.. عاشت كـ أسطورة وماتت كـ لغز
حكايات من زمن فات..
تكتبها: غادة العليمى✍️
يحل علينا اليوم ٢٦ يناير ١٩٤٣ ذكرى ميلادها الـ ٨٠ ميلاد السندريلا “سعاد حسنى” صاحبة الوجه الذي أحبته الكاميرا وأحبها.
تربعت السندريلا على عرش القلوب بإبتسامة ساحرة عفوية و بملامح مصرية جميلة على بساطتها، تشعرك بأنك أمام أميرة من أميرات الحكايات..
رحلت عن عالمنا منذ عقود ولم يشغل مكانها أحد فمازالت وحدها سندريلا السينما العربية المتفردة بمكانتها. ولدت السندريلا في ٢٦ يناير عام ١٩٤٣ في القاهرة وتحديداً في حي بولاق لأب من أصل سوري يعمل خطاطاً وهو محمد حسني ولجد يدعى حسني البابا من أشهر مغني سوريا في ذلك الوقت..
كان ترتيبها العاشرة بين ستة عشر أخ وأخت منهم الأشقاء ومنهم غير الأشقاء، أشهرهم الفنانة نجاة الصغيرة وقد تلقت السندريلا تعليمها في البيت و لم تلتحق بمدارس نظامية..
كان والدها يحب الفن و كانت تربطه علاقات صداقة بالعديد من الفنانين أمثال الشاعر كامل الشناوي و الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي كان له الفضل في إكتشاف موهبة السندريلا وهي لا تزال شابة صغيرة فأسند إليها دور أوفيليا في مسرحية هاملت ثم دور نعيمة في أول أفلامها حسن ونعيمة عام ١٩٥٩م.
وبعد ذلك توالت بعد العروض التي انهالت على سعاد حسنى وقامت بالعديد من الأفلام وصل عددهم إلى حوالي ٩١ فيلم سينمائي كان آخرهم الراعي والنساء عام ١٩٩١م، كما قدمت للإذاعة ٨ مسلسلات إذاعية و مسلسل تلفزيوني واحد هو “هو و هي” مع العملاق أحمد ذكي..
من أشهر أدوارها فيلم شفيقة و متولي، غروب وشروق، خلي بالك من زوزو، أميرة حبي أنا، نادية، زوجتي والكلب، صغيرة على الحب، الزوجة الثانية، الكرنك، القادسية وغيرها العديد و العديد من الأدوار التي أثرت السينما المصرية..
تزوجت السندريلا من الفنان عبد الحليم حافظ وهو أول أزواجها إلا أن هذا الزواج ثارت حول مدى صحته العديد و العديد من الروايات منها ما تؤكده ومنها ما تنفيه.. لكن الأصدقاء المقربين منهما أكدوا صحة هذا الزواج الذى قام على حب جارف عظيم وانتهى بسبب الغيرة الكبيرة على الجميلة سعاد حسنى.
ثاني أزواجها هو المخرج و المصور صلاح كريم و قد دام زواجهما لمدة عام واحد فقط..
أما ثالث أزواجها فهو المخرج علي بدرخان والذي دام زواجه منها مدة ١١ سنة انتهت عام ١٩٨١، لتتزوج بعدها من رابع أزواجها زكي فطين عبد الوهاب إبن الفنانة ليلى مراد ولم يدم زواجهما لأكثر من عدة أشهر، لتتزوج بعدها من خامس وآخر أزواجها السيناريست ماهر عوّاد والذي ظلت على ذمته حتى وافتها المنية..
وعلى الرغم من تعدد زيجات السندريلا إلا أنه لم يكتب لها الأنجاب من أي من أزواجها..
لقبوها بـ السندريلا… وأسموها أخت القمر وقال عنها الفنانين كلمات ليست كالكلمات..
قال عنها نور الشريف : سعاد حسني بالنسبة لي هي أهم ممثلة على الإطلاق في تاريخ فن التمثيل العربي
أما صلاح ابوسيف فقال : سعاد فلتة من فلتات الطبيعة
وكذلك يوسف شاهين قال عنها :
سعاد حياة حافلة بالعطاء والفن الغير مسبوق، موهبة نادرة التكرار
ومدحتها هند رستم فقالت : سعاد أفضل ممثلة في جيلنا
وتحدث عنها محمد خان وقال :
سعاد من دون مبالغة من أحسن ممثلات السينما المصرية بل والعربية لأنها تلقائية التعبير تعمل بفطرية وليست صنايعية، تتعايش مع كل لحظة تمثلها أمام الكاميرا وهذا نادرا جدا بين ممثلاتنا اللاتي يطبقن الصنعة للوصول إلى احساس معين.
ونقلوا عن يسرا قولها : أنا حبيت التمثيل وبقى حلم حياتي بعد ما شفت سعاد حسني.
أما الزعيم عادل إمام فقال :
كل شاب نفسه يتجوز سعاد حسني، وكل شابة نفسها تكون سعاد حسني، مع العلم أنها مكنتش صارخة الجمال بالمعنى المعروف، لكنها كانت جذابة وجمالها مختص بذاتها، جمال سعاد حسني لا شبه حد ولا فيه حد شبهه، جمال متفرد ومختص بها هى فقط..
ورغم الشهرة الواسعة والاعجابات الكبيرة والفن الذي اعطى لسعاد حسنى كما أخذ منها تماما إلا أنها مرت فى أخر أيامها بإكتئاب شديد
اختارت فيه العزلة بعد المرح والاكتئاب بعد الفرح، والدموع بعد الإبتسامات، والصمت بعد الضوضاء.
ودونت مشاعرها فى قصاصات أوراق وجدوها بعد وفاتها كتبت فيها بخط يدها :
صحيت من النوم لقيت واحدة معرفهاش، مش أنا، دي حتى مش شبهي!!
واحدة كبيرة مريضة مش قادرة تتحرك ولا قادرة تواجه الناس..
ناس هما مين الناس حتى الناس معرفوهاش!!!
كل اللي كان بيقولي إنت لسه حلوة أو زي القمر، كان بيدبحني أكثر من اللي بيقولي الحقيقة..
أنا يا دكتور في جسم واحدة معرفهاش ومبحبهاش، أكيد الست اللى أنا في جسمها دي متعرفش زوزو ولا حتى تعرف سعاد، صعب أتقبلها ولا حتى أقعد معاها ثانية واحدة..
لا وكمان محدش حتى فكر يرفع سماعة التليفون يقولي:
أزيك!!؟ أجيلك!!؟ محتاجة حاجة!!؟
طب بلاش!
حد يقولي إتكلمي أنا سامع، ده أحسن مليون مرة من أي علاج!
مش عارفة لو من حقي أزعل من الناس ولا من الحياة!
ولا أزعل من الصحاب اللي فضلوا صحاب لحد أول أزمة ليا، وبعدها نسيوا عنواني..
من كتاب سعاد حسني “السندريلا تتكلم”
وكما عاشت سعاد حسنى كأسطورة فى الدراما..
توفيت وفاة أسطورية درامية أيضا، حدث ذلك في ٢١ يونيو عام ٢٠٠١ إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن وأشيع وقتها أنها انتحارت بسبب الاكتئاب الشديد.
لكن ظلت وفاتها وحتى يومنا هذا لغز كبير لم تُحل رموزه خاصة عندما أعلنت الشرطة الإنجليزية عن شكوكها في شبهة قتل متعمد للسندريلا واستبعاد فكرة انتحارها..
وغابت شمس السندريلا للأبد لكن محبتها فى القلوب وطلتها على الشاشات والاعجاب الدائم بفنها وأعمالها لم يغيب
رحمة الله عليها..