لقد نفذ رصيدكم بقلم / ولاء عاطف ابوحسوب

لقد نفذ رصيدكم لكل شيئ في حياتنا تاريخ إنتهاء وصلاحية حتى المشاعر لها تاريخ صلاحية ، أنظر في العلاقات حولك تجد أن العامل الرئيسي لإستمرارها هو الرفق والحنية في التعامل أيا كانت نوع العلاقة بينك وبين الطرف الآخر سواء صداقة أو حب أو أخوة أو زمالة

لقد نفذ رصيدكم

 إن شرط استمرار أي علاقة هو إحساس كل طرف بالآخر وإلتماس العذر له فى تصرفاته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلتمس لأخيك سبعين عذراً).

 لكن ماذا لو أن الطرف الأخر أهمل هذه العلاقة وقابلها بتأجيل وقت للرجوع وفهم ما بدر منه من سوء فهم أو معاملة 

الخلاف في العلاقات

دعنا ننظر مثلاً لحدوث خلاف بينك وبين صديقك أو جفوة معينة أو سوء فهم والطرف الأخر لا يفهم سبب ذلك وينتظر منك الكلام وكل يوم ينتظره ينزف دماً من قلبه من الحزن ولذلك التوقيت مهم جداً في الإعتذار أو الرجوع لمن تحب ( اللى جالك فى عز الحريق غير اللى جالك بعدما النار أكلت قلبك ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال) خلال الثلاث ليالى تكون النفس هدأت ولكنها ما زالت لينة وبها حنين ومحبة ولكن بعد الثلاث ليال يبدأ القلب فى الجفاء والقسوة.. 

علاقة الرجل بزوجته

دعنا ننظر من ناحية أخرى علاقة الرجل بزوجته وهنا وصى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يغضب الرجل من زوجته لا يهجر الفراش ويستقل في غرفة أخرى ولكنه يعطيها ظهره وذلك أقرب للتصالح بينهما. 

علاقة الخطيب بخطيبته

دعنا ننظر لعلاقة الخطيب بخطيبته وذلك عندما تحدث مشادة بينهما فكل طرف يأخذ جانباً لإثبات أنه الأقوى على تحمل البُعد ولكن هذه القوة مزيفة ووقتية وقد يعقب عنها ندم طول الحياة وأن كل طرف منتظر الأخر يلجأ إليه ليعتذر أو يُقدم تنازلات وبفرض أن أحد الأطراف تنازل مرة وإثنين وثلاثة فإن فكرة التنازلات الكثيرة تجعلك تَفقده وبالتالي تفقد روحك معه وكذلك السكوت أوقات قد يقتل كل شئ جميل بداخلك ولكن فكرة إختيار التوقيت وسرعة الإعتذار ولملمة المشاعر قبل نفاذها وجحودها له عامل كبير جداً في الرجوع والحنية المتبادلة ( لا تكن صلباً فتُكسر ولا ليناً فتُعصر )

العطاء من طرف واحد

 فكرة الشغف وفقدانها بين الأشخاص والعطاء من طرف واحد طول الوقت والإنتظار على أمل الشخص يشعر به وبحزنه ويأخذ موقف تجاهه وعلى أمل لديه أن يرجع لشغفه كما لو كان يتعرف عليه من جديد فكلما كان الرجوع في أقرب وقت كلما زادت الألفة والتقدير والمحبة بينهما ولكن تأجيل الرجوع للحبيب أو الصديق أو البعد عنه بحجة أنه سوف يهدأ بنفسه ويبرد من هذه المشاعر سوف يجعل الطرف الأخر يعتاد على البعد والجفاء ويجعله إنسان أكثر صلابة ولكن قلبه قاسي وعنيد وتعلم درس لا ينساه ( لا تزهد فيمن يرغب فيك فإن ذلك باب من أبواب الظلم ولا ترغب فيمن يزهد فيك فإن ذلك باب من أبواب الخيبة ) ابن حزم الاندلسى. 

الأيام تُنسى الحب وتمحى المشاعر

لا تصدق مقولة أن الأيام تُنسى الحب وتمحى المشاعر الطيبة والصادقة ولكنها تبدلها لمشاعر سلبية فقدت حاجتها وانتمائها لك وفقدت قيمة وجودك بداخلها بمعنى تواجدك مثل عدمه لأن هذا الحب فقد من يرعاه ويسقيه إهتمام وحنان وإحساسه بإخلاصه وجدعنته معه ولذلك عندما تعود بعد فترة على أمل أن مكانتك ما زالت باقية منتظرة رجوعك وتتفأجئ بالصد والقسوة ذلك بسبب انه أحل مكانها شعور عزة النفس والكرامة .

لقد نفذ رصيدكم لذلك أنصحكم ونفسي بمقولة عامية ( كفاية تأخير والحقوا الناس قبل ما صلاحيتكم تخلص جواهم) 

ألقاكم على خير المقالة القادمة .

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.