لماذا أصبحت المرأة والفتاة سلعة رخيصة بعد أن كانت جوهرة ثمينة ؟!!
لماذا أصبحت المرأة والفتاة سلعة رخيصة بعد أن كانت جوهرة ثمينة ؟!!
لماذا أصبحت المرأة .. في الماضي كانت المرأة تتمتع بمكانة خاصة واحترام كبير في المجتمع. كانت رمزًا للعفة والكرامة، تفتخر بحشمتها وتحافظ على جسدها كقيمة غالية.
كتبت / أميرة شيحة
كانت الفتاة التي تحترم نفسها وتحترم جسدها تلقى إعجابًا من الشباب والرجال، حيث كان الحياء والجمال الداخلي هو الذي يجعلها مرغوبة. مع مرور الزمن وتغير الثقافة، بدأنا نلاحظ تحولًا كبيرًا في هذا التصور، حيث أصبح العري والخلاعة مظهرًا شائعًا بل وأحيانًا مقبولًا في المجتمع.
كيف كانت الفتاة سلعة غالية؟
المرأة في الأزمنة الماضية كانت مصدر فخر لعائلتها ومجتمعها، ليس فقط لجمالها الخارجي، بل لعفتها وحشمتها. كان يُنظر إليها على أنها جوهرة ثمينة، لا تُعرض للعيون بسهولة، وإنما تظل محفوظة وموصونة. الشباب والرجال كانوا يتهافتون على الفتاة العفيفة التي تبرز بملابسها المحتشمة وتظهر نفسها بشخصية قوية ومستقلة.
في هذا السياق، كان الحياء والاحتشام هما المعيار الذي يحكم عليه المجتمع بمدى احترام المرأة لنفسها وجسدها.
الفتاة كانت تبني سمعتها وتكسب احترام الآخرين بناءً على الأخلاق والقيم التي تتبناها، وليس بمقدار ما تظهر من جسدها.
كان الرجال يبحثون عن شريكة الحياة التي تحفظ كرامتها وتتمسك بمبادئها، وليس عن فتاة تستعرض جسدها. كانت القيمة تأتي من الداخل، وليس من المظهر الخارجي.
التحول في القيم والمبادئ
مع تقدم الزمن وظهور الإعلام والتكنولوجيا، بدأت تتغير القيم والمعايير التي يُحكم من خلالها على المرأة. بدأت ظواهر العري والخلاعة تظهر في وسائل الإعلام والموضة، مما ساهم في ترويج صورة سلبية عن الجمال.
في البداية، كان هذا التحول بطيئًا ومحدودًا في نطاق معين، ولكنه اليوم أصبح قاعدة أساسية في بعض المجتمعات.
الفتيات أصبحن يتعرضن لضغوط شديدة لمواكبة معايير الجمال التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، حتى وإن كانت هذه المعايير تتنافى مع القيم والأخلاق. أصبح العري والخلاعة وسيلة للحصول على الشهرة والاهتمام، وهو ما أدى إلى تحطيم الصورة التقليدية للمرأة العفيفة والمحترمة. نتيجة لهذا التحول، تراجعت مكانة الفتاة في أعين الكثيرين.
تأثير الإعلام على تصور الجمال
الإعلام اليوم يلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل تصورات الناس حول الجمال والقيمة. الإعلانات وبرامج التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي تروج لصورة معينة للمرأة، تجعل من العري والخلاعة مقياسًا للجمال والأنوثة. هذا التوجه أدى إلى اختزال قيمة المرأة في جسدها ومظهرها الخارجي، مما حولها إلى سلعة تُعرض وتُباع في السوق الإعلامي.
لم تعد القيم الداخلية مثل الأخلاق والذكاء والشخصية القوية هي المعيار الذي يُحكم من خلاله على المرأة، بل أصبح الجمال السطحي هو العنصر الحاكم. في هذا السياق، لا تقدر الفتاة التي تحافظ على نفسها وتختار الاحتشام كما كانت تُقدَّر في الماضي.
بل أصبحت تُهمَّش أو تُعتبر “قديمة الطراز” في ظل سيطرة الإعلام على مفهوم الجمال.
النتائج السلبية لهذه الثقافة
انتشار العري والخلاعة له تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع بشكل عام، وعلى الفتيات بشكل خاص. أولًا، فقدان القيمة الذاتية: الفتاة التي تتبنى هذه الثقافة غالبًا ما تضع نفسها في موقف يجعلها تعتمد بشكل كامل على مظهرها الخارجي لجذب الاهتمام.
هذا يخلق ضغطًا نفسيًا كبيرًا ويؤدي إلى انخفاض تقدير الذات، خصوصًا عندما تشعر أنها لا تستطيع مواكبة هذه المعايير.
ثانيًا، الانفصال عن الجمال الحقيقي: الفتيات اللواتي يعتمدن على المظهر الخارجي وحده يفقدن التواصل مع الجوانب الأكثر أهمية في شخصيتهن، مثل الأخلاق والكرامة والاستقلالية. الجمال الحقيقي ينبع من الداخل، ومن احترام الذات.
ثالثًا، تأثير سلبي على العلاقات: الفتيات اللواتي يُظهرن أجسادهن بشكل مفرط غالبًا ما يجذبن الرجال الذين يبحثون عن علاقات سطحية. هذا يؤدي إلى عدم استقرار العلاقات العاطفية وعدم قدرة الفتاة على بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل.
ما الحل؟
الحل يكمن في العودة إلى القيم التي تجعل المرأة ذات قيمة حقيقية في عيون المجتمع.
هذه القيم تعتمد على الشخصية والكرامة والاحتشام، وليس على العري والخلاعة.
من الضروري توعية الفتيات بأهمية الحفاظ على أنفسهن، وعدم الانجراف وراء التيارات السلبية التي تروج لها وسائل الإعلام.
اقرأ أيضا الفرق عندما يتوظف الرجل وعندما تتوظف المرأة
في الختام، يجب علينا أن نعيد النظر في الطريقة التي نرى بها المرأة.
العري والخلاعة لن يجعل الفتاة مرغوبة أو محترمة، بل سيجعلها سلعة رخيصة في سوق مليء بالمظاهر الفارغة.
على الفتاة أن تعود إلى قيمها الحقيقية وتعتز بجمالها الداخلي قبل الخارجي.
بهذه الطريقة، ستصبح سلعة غالية، كما كانت في الماضي، تستحق الاحترام والتقدير من المجتمع.
اقرأ أيضا المرأة الجريئة في الفراش مطلب كل رجل