البطل المهزوم …. لماذا إنهزم كل هؤلاء الأبطال؟!

البطل المهزوم .... لماذا إنهزم كل هؤلاء الأبطال؟!

لا تبك على الأخص لا تبك ولا داع لهذه الحشرجة فى الصوت ولا داع لقرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة المصرية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية 

بقلم : ا.د/  جهاد محمود عواض

لقد ربيت فى حجرك من باعونا وباعوك من خانونا وخانوك ……” 

هذا هو أول الأبطال المهزومين التى استيقظت عليها اليوم ،  كلمات كانت تهمس فى خاطرى البطل الناصرى المحب لجمال عبد الناصر حتى النخاع عندما هزمته الدنيا جاء بصورة جمال عبد الناصر أمامه وخاطبه بهذا الخطاب القاسى ثم غاب عن الوعى واستيقظ على مذابح صبرا وشاتيلا على شاشة التليفزيون.

أيضا:ندوة المؤامرة الكبري ضد مصر مؤسسة رسالة السلام تعلن تاييدها المطلق للقيادة المصرية

البطل المهزوم فى رواية الحب فى المنفى رسمه بهاء طاهر بعناية فائقة ……

ثم البطل الثانى : على البدرى فى ليالى الحلمية الذى تحول من شاب طموح إلى متمرد كاره للحب والرومانسية …. رسمه أسامة أنور عكاشة ورسم غيره فى روايات متعددة ….

ثم تأتى البطلة الثالثة : جهاد فى جوارى بلا قيود فمن هزمها ؟!

وهل استطاعت جهاد الانتصار لمبادئها داخل هذا المجتمع ؟

ثم البطل الرابع : عرفة فى أولاد حارتنا هل إنهزم أم هو رمز العلم الذى إنتصر وقضى على الجبلاوى ؟!

 رسمه نجيب محفوظ 

ثم البطلة الخامسة وليست الأخيرة 

أمينة فى ” أنا حرة ” بعد رحلة طويلة من الصراع مع المجتمع ومع نفسها فقد إنهزمت 

والذى هزمها شخص من المجتمع لصالح مبدأ له ….. رسمها إحسان عبد القدوس

المزيد:الجمهورية الجديدة وتمكين الشباب عشق التميز رسالة حياة

كل هؤلاء أبطال مهزومة على مر العصور رسمهم كتاب ومبدعون لهم باع كبير فى الثقافة و السياسة والنفس الإنسانية وكلهم يحبون الوطن عاشوا وماتوا على ترابه

ألم يسأل منكم عاقل رشيد لماذا إنهزم كل هؤلاء الأبطال على مر العصور ؟!

نعم هناك العديد من العقلاء الذين لم يكفوا عن السؤال ولكن أين الأجوبة ؟!

مزيد من القراءة:توحيد اللغة العربية والتاريخ والهوية فى مناهج التعليم مطلب…

لست أدرى لماذا سألت نفسى هذا السؤال وتذكرت كل هؤلاء الأبطال المهزومة 

ربما لأننى

أحيانا أشعر بالهزيمة 

ربما 

هزيمتك عندما ينتصر الشر على الخير 

هزيمتك عندما ينتصر الظلم على العدل

هزيمتك عندما ينتصر الفساد على الإصلاح

هزيمتك عندما ينتصر الكره على الحب 

هزيمتك عندما ينتصر القبح على الجمال 

مبتسمون رغم الشعور بالهزيمة 

فاللهم لا تدخلنا فى تجربة ….. إنجيل متى

جهاد

بقلم : ا.د/  جهاد محمود عواض

أستاذ الأدب المقارن والنقد الحديث بكلية الألسن جامعة عين شمس

عضوة لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومى للمرأة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.