لماذا فعلت ذلك؟ قصة قصيرة ….بقلم مصطفى حسن سليم

لماذا فعلت ذلك ؟؟ قصة اجتماعية بوليسية لمصطفى حسن سليم

لماذا فعلت ذلك؟
قصة قصيرة ….بقلم مصطفى حسن محمد سليم
ساد القاعة الصمت والهدوء التام ،بعد أن دلف القاضي إلي قاعة المحكمة، بعد أن كانت تعج بجميع أنواع الضجيج من الصحفيين والمصورين، الذين حضروا لسماع نطق الحكم في قضية الفساد الكبري ،في حين وقف المتهم سامح رمضان خلف القفص يصوب نظره نحو العميد خالد فتحي وعينيه تحمل كل نظرات الكراهية له، في حين تلاشي هو النظر نحو القفص ،وهو يتطلع إلي ساعته في توتر شديد في انتظار النطق بالحكم ،وماهي إلا لحظات وقد نطق القاضي بالحكم بالسجن 10سنوات وغرامة مليون جنيه ،وقد وقع اثر الحكم علي المتهم بالذهول، وبدأ الصياح والوعيد للعميد خالد فتحي وهو يهدده بالقتل، في حين القي العميد خالد فتحي إليه نظرة عدم اهتمام، وهو يغادر القاعة غير مكترث بتهديده…..
مرت الدقائق بطيئة أثناء توقف أشارة المرور ،ولاحظ العميد خالد فتحي سيارة صفراء اللون تراقبه عن كثب، عندما أنصرف من قاعة المحكمة ،تظاهر العميد خالد فتحي بالهدوء الشديد وهو يتابع حركة سير الطريق، حتي توقف أمام منزله ،وعندما هبط من سيارته تجاوزته السيارة التي كانت تراقبه في سرعة شديدة، وهو يلاحظها ببصره وقد سجل رقم اللوحة الخاصة بها في عقله ،وشرد بذهنه وهو يفتح باب الشقة عندما وجد زوجته أمامه ،كان يفكر كيف يفاتحها في ذلك الموضوع، وكيف ينقل لها جدية التهديد الذي وجه له المتهم في قضية الفساد اليوم، ويبدو أنها شعرت من شروده أن هناك أمر يخفيه عنها، فقالت له سيادة العميد أين أنت؟! أبتسم وهو ينظر إليها هي وابنه الصغير قائلا لها لاشئ ،ثم تراجع في حديثه عندما اندفع ابنه نحوه قائلا لها لقد حدث اليوم شئ في المحكمة اريد أن اخبرك به ،لقد جاءني تهديد آخر بالقتل من المتهم بعد الحكم عليه، ولاحظت ان هناك سيارة تتبع سيارتي عند أول خروجي من المحكمة، يبدو أن الأمر هذه المرة مختلف عن سابقتها، وقفت زوجته مذهولة من حديثه وهي تنفث غضبها في زفرة عميقة وهي تلوح بيدها قائلة له مرة اخري عملك يفسد حياتنا الشخصية ،كل قضية تقوم بالعمل فيها تؤثر علي حياتنا بالسلب، لقد كرهت عملك وحاستك الأمنية الزائدة هذه المرة سأغادر المنزل ولن اعود إليه ثانية ،لقد كرهت هذه الحياة الأمنية التي تضعنا فيها أنا وابنك إلي الأبد، ربما عندما نترك لك هذا المنزل تشعر وقتها انك حولت حياتنا لجحيم مطلق بسبب عملك….
توقفت الكلمات في عقلي وأنا اكتب لك هذا الخطاب، رغم كل مشاعر الحب التي تتدفق بداخلي ،ورغم حبي لك إلاانني مازال بداخلي جرح لم يندمل وربما يک….وقاطعه صوت أصطك بأذنه، فقذف بالقلم فوق الأوراق، ورغم أن هذا الصوت ضعيف إلاانه علي اذن مدربة لضابط شرطة مثل اذنه يفرق كثيرا ،فوقف وقد امسك بمسدسه وحدد اتجاه الصوت الذي كان يصدر من غرفة ابنه ،فأتجه نحوها خاصة وانه كان يعلم أن ابنه مع زوجته ،وفتح الباب ببطء ونظر نظرة سريعة داخل الحجرة، فلم يجد اي شئ يثير انتباهه ولكنه كان متأكد من انه سمع صوت كصوت ارتطام حاول صاحبه أن يجعله مكتوم بعض الشئ ،فنظر نحو النافذة فوجدها مغلقة، فإستدار ليخرج من الغرفة لكنه تذكر وهو يغلق الباب انه لمح علي زجاج النافذة خيط رفيع ،فأضاء النور الغرفة مرة اخري ثم اتجه نحو النافذة ،وفتحها فوجد الصمت يخيم علي المكان من الخارج ،وذهب إلي غرفته لينام وعندما استغرق في النوم شعر بفوهة مسدس باردة تلتصق برأسه، مع انه كان مستغرق في النوم العميق إلاانه لم ينسي أن يجعل حواسه كلها منتبهة ،فأنتزع مسدسه الذي كان يضعه تحت وسادته في سرعة واطلق الرصاص دون تردد، وهنا وسمع آهة مكتومة تصدر من جسد الذي اطلق عليه الرصاص وهو يسقط جثة هامدة ،فأتجه إلي الجثة التى سقطت علي الأرض وجذبها من ياقة المعطف في عنف ليري وجه من اطلق عليه الرصاص، وعندما نظر إلي وجهه سقط مغشيا عليه، ولم يستعيد وعيه إلاعلي صوت الطبيب وهو يقول لزوجته انه بخير ،وربما تكون حدثت له صدمة عصبية ولانستطيع أن نحدد ذلك إلاعندما يستعيد وعيه بشكل كامل، ثم تركها الطبيب وهو يشد علي يديها قائلا لها البقية في حياتك….
اذا لم يكن الأمر مجرد حلم ،حاول أن يقنع نفسه أنه حلم ،ولكنه لايستطيع أن يغير من حقيقة الأمر في شئ ،فأصدر آهة خافتة وهو يتحرك من مكانه، فأسرعت إليه زوجته ولكن اوقفتها نظرات عينيه ،لم تكن تعرف ماذا تقول له أو بماذا تتحدث معه ،فسالها قائلا لها هل حقا ماحدث؟! فأومات برأسها وهى تجيبه قائلة له لماذا فعلت، ذلك ؟لقد حذرتك من قبل أن تترك ذلك الشعور الأمني بداخلك يسيطر عليك ،الذي حول حياتنا إلي جحيم، وذلك ماجعلني اترك لك المنزل دون افكر فى العودة ثانية لك، ولكنه صمم علي أن يعود إليك لم يستطيع فراقك يوما واحدا ،لقد اصر علي أن أصطحبه ليراك ،لقد انتظرته في السيارة اسفل المنزل ،وعندما تأخر علي صعدت إلي الشقة لكي اطمئن عليه ،فوجدته مقتول وانت فاقد الوعي ،كان مصير حبه لك أن قتلته ،لقد قتلت ابنك ياسيادة العميد دون رحمة ،فقال لها في غضب كفي لاأستطيع أن اسمع منك أى كلام آخر، فلقد كنت اظنه لص فقد الصق مسدسه اللعبة في رأسي، وكانت الغرفة مظلمة وأنت تعلمين أن اعدائي من المجرمين كثيرون، وسبق أن جاءني أكثر من تهديد من قبل ،فلم اتردد في أن اطلق الرصاص عليه لحظة واحدة ،ولاأعرف لماذا فعلت ذلك .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.