لماذا لا يهتم بي أحد؟
لماذا لا يهتم بي أحد؟
بقلم د.هيام عزمي النجار
سؤال يطرحه الكثيرون لأنفسهم وهو لماذا لا يهتم بي أحد؟ ولعل السبب في ذلك هوأنه إن لم تهتم بنفسك لن تهتم بالآخرين، وإن لم تهتم بالآخرين لن يهتم بك الآخرين، فهذه معادلة صحيحة بنسبة 100%، فالإهتمام لابد وأن يكون نابعاً من داخلك أنت أولاً أي تهتم بنفسك، وبذهنك وفكرك، وبطاقتك وعملك، وبعلمك ووقتك، وبصحتك ووزنك، وتهتم بحُبك لنفسك وإعطاء الفرص لنفسك، وتسامحك مع نفسك، وبصدقك مع نفسك، وبإستماعك لنفسك ولقلبك، وبالتالي تستطيع أن تُنصت للآخرين وتلتمس لهم الأعذار وتُشجعهم على الخير دائماً، لذلك فالإهتمام لابد أن يكون داخلياً قبل أن يكون خارجياً، إهتم بكل ما تُحب أن تهتم بك الناس فيه، إزرع في داخلك الإهتمام الذي تُريد أن تحصده مع الآخرين، وذلك لأن الذي يخرج منك مبني على ملفاتك ونظام تفكيرك وإعتقاداتك أنت، فبالتالي يعود عليك من نفس النوع الذي خرج به، وهناك علاقة وثيقة جداً بين قانون الإهتمام وقانون العودة الذي يقول أن ما تُرسله للعالم يعود عليك من نفس النوع لأنك مصدره الأصلي، لذلك كُن حريصاً دائماً أيها الإنسان على ما يخرج من داخلك إلى العالم الخارجي لأنك ستحصُد من نفس نوع ما زرعت، ودعني أسألك أيها الإنسان هل لو كُنت مريض تستطيع أن تُعطي لأي إنسان الصحة؟ وهل لو كُنت حزين تستطيع أن تُعطي لأي إنسان الفرح؟ والإجابة بالطبع لا، فركز جيداً فيما تهتم به داخلك.
ولنأخذ مثال بسيط على هذا الكلام: في كلية الطب في سان فرانسيسكو سأل العميد سؤال إختياري للطلبة فكان السؤال ما هو إسم السيدة التي تُنظف لكم المدرجات؟ ففوجئ الطلاب بهذا السؤال ولم يُجيب على هذا السؤال إلا خمسة طلاب فقط من ثلاثمائة طالب وطالبة، فرد العميد لو كان بإمكاني لجعلتكم جميعاً ترسبون في هذا الإمتحان، وذلك لأنكم فاقدين لأهم معنى وقيمة في مهنة الطبيب وهي الإهتمام، لذلك عليك أيها الإنسان أن تهتم بالإهتمام وتجعله مهم في حياتك لأن فاقد الشيئ لا يُعطيه أبداً، وإهتم بحياتك حتى تهتم بالحياة، ولو إهتميت بالحياة سوف تهتم بك الطبيعة وتجعلك واحداً منها.
كاتبة المقال
د.هيام عزمي النجار
مدربة قوة الطاقة البشرية