لماذا نجعل أنفسنا ضحية للظروف؟

لماذا نجعل أنفسنا ضحية للظروف؟

 

بقلم د.هيام عزمي النجار

 

الإستسلام لأي مشكلة أو تحدي يُقابلنا في حياتنا هو الذي يجعل أنفسنا ضحية للظروف، وعدم وجود هدف للإنسان يسعى إلى تحقيقه يجعله تائهاً ضائعاً في هذه الحياة لا يعلم لماذا أتى وماذا يفعل وفي أي طريق يسير؟ عندما يقابل الإنسان مشكلة ما يتوقف عندها كثيراً ويُفكر تفكير سلبي أنه الوحيد في هذه الدنياالذي تواجهه المشاكل، وأنه الوحيد من دون البشر المُبتلى ودائماً تعترضه صعوبات، وأن إناس كثيرة يعيشون حياتهم في قمة السعادة ويبدأ يُركز على السلبيات ويحس بأحاسيس القهر والظلم، وأنه ضحية لكل شيئ ويقول ويسأل نفسه لماذا أنا ياربي أبي فقير وآخر أبيه غني؟ ولماذا أنا في وظيفة عادية والآخر في وظيفة مرموقة؟ وتدور في ذهنه عدة تساؤلات كلها تنم عن تفكير وتركيز سلبي، وبالتالي تُصبح أحاسيسه سلبية منها على سبيل المثال الحقد والحسد والغيرة والكره للغير، ويظل يُرجع أي شيئ للظروف أو يلوم والديه ويدخل في دائرة النقد واللوم والمقارنة ويظل ويستمر في قول لو ولو … الخ، وكلنا نعلم أن ” لو” تفتح عمل الشيطان ونجد أن الإنسان بهذه الصورة لا يحل المشكلة بل يُعقدها تماماً، لابد من أن ننتبه أن المشكلة التي تواجه أي إنسان فينا لا يُمكن أن تتركنا على ما وجدتنا عليه فإما أن تأخذنا إلى الأفضل، وإما أن تأخذنا إلى الأسوأ وذلك يتوقف على حسب تفكير الإنسان فيها فلو كان تفكيره إيجابي ستأخذه إلى الأفضل، ولو كان تفكيره سلبي ستأخذه للأسوأ، ولو فكر الإنسان قليلاً يجد أن الفكرة التي فكر بها قد تكون السبب في المشكلة نفسها، وعليه حينئذ يُدرك تماماً أنه لو تم تغيير الفكرة سوف تتغير النتيجة وسوف يحل المشكلة، ولكن عليه بالتفكر والتفكير دائماً وعليه أيضاً أن يقول لنفسه دائماً أن هذه المشكلة جاءتني لأتعلم منها درس من دروس الحياة، وأعرف ما هو الدرس جيداً وأستفاد منه، ولا توجد أي مشكلة في هذه الدنيا تستطيع مواجهة هجوم التفكير المنظم أي أن الإنسان إذا كان فكره منظماً لا يمكن أن تقف أمامه أي مشكلة، بل على العكس سوف يجد الحل لها فوراً، ولا ننسى أبداً أن هناك حل روحاني لكل مشكلة من عند الله فعندما تواجه أي مشكلة ويعجز عقلك البشري عن التفكير في حلها إلجأ إلى الله عن طريق فتح القرآن الكريم وأول كلمة تقع عينيك عليها بعد تفويضك الأمر كله لله هي بداية حل لمشكلتك بإذن الله، فالله يختبرنا ويقيس مدى صبرنا وإحتمالنا ورضانا عن كل ما أعطاه لنا ويقيس كيف نحمده وكيف نشكره في السراء والضراء، ولكن علينا أن نتأكد أنه في كل الحالات هو خير لنا، فكم من الكثير كانوا ناجحين وكانوا في طريقهم إلى تحقيق ما يتمنوه لكنهم إستسلموا ولم يدركوا أنهم كانوا على وشك النجاح فكان ذلك مؤدي إلى فشلهم في تحقيق هدفهم وأرجعوا الأمر إلى أنهم ضحية الظروف. أيها الإنسان كُن حذر ولا تستسلم أبداً مهما كانت الظروف أو التحديات أو الصعوبات فعليك بالمواجهة دائماً.

كاتبة المقال
د.هيام عزمي النجار
مدربة قوة الطاقة البشرية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.