لماذا يحاول بعض الاشخاص قتل أنفسهم ؟
لماذا يحاول بعض الاشخاص قتل أنفسهم ؟
معظم الاشخاص تقريبا يشعرون في اوقات معينة بالحزن الشديد والوحدة وانهم اشخاص غير مرغوب بهم وغير محبوبين ولا يهتم أحداً لفقدانهم
اليأس الشديد والقنوط والمستقبل المبهم الغامض كل هذه قد تكون دوافع و أسباب للاقدام على الانتحار وقد تحدث عملية الانتحار بسرعة بعد تراكم الاسباب والدوافع و نجد أن الشخص يقدم على الانتحار بعد شجار حاد مع الوالدين أو الاصدقاء الذين يكونوا بمثابة ( القشة التي قصمت ظهر البعير )
على الغالب الشباب المراهقين من يقدمون على انهاء حياتهم وهم الذين ينزعون إلى الاستقلالية في حل مشكلاتهم وما يرافقها من انفعالات عندما لا يستطيعون إيجاد الحلول اللازمة مع فقدان الدعم والإسناد العائلي فيكون الحل أمامهم هذا الحل المأساوي بشكل سريع وبدون وتفكير
من هم الشباب الذين يواجهون خطر الإقدام على الإنتحار أكثر من غيرهم
1. الذين يعانون من الإمراض العقلية والإكتئاب وإذا قدمت لهم يد العون والمساعدة في الوقت المناسب هذا الإحتمال يقل كثيراً .
2. الذين يلجأون الي العقاقير المهدئة والكخول لحل المشاكل التي تواجههم .
3. الشباب الذين فشلو في محاولات انتحارية سابقة فخططوا بدقة لانجاح محاولتهم القادمة .
4. الإقتداء بأقارب أو أصدقاء حاولوا قتل أنفسهم .
كيف تسطيع المساعدة ؟
الانتباة للطفل اذا ظهر تغير ملحوظ فى سلوكه فأصبح منعزلا قلقا ومنزعجا .
تشجيع الطفل والمراهق للتحدث عن معاناته أو ما يقلقه والاصغاء بهدوء لكلامه ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لمشكلاته .
شراء العقاقير فى حالة احتاجها بشكل شرائط وليس علب ، هذا يمنع المراهق من المحاولة الانتحارية ويعطيه الوقت الكافى للتروى حيث يأخذ وقتا أطول من العبوة الجاهزة .
التأكد من غلق مكان حفظ الادوية بصورة دقيقة .
أطلب المساعدة من الاحرين فى التدخل لحل مشاكلك العائلية التى تنغص الحياة عليك وعلى أطفالك .
المساعدة المتخصصة :
كل محاولة انتحارية يجب أن تؤخذ بشكل جدى وأن تقيم سريريا ومختبريا وحتى ولو كان الشخص يبدو طبيعيا ، ان تناول حبوب الباراسيتول اكثر شيوعا فى المحاولات الانتحارية حيث ان الجرعة الكبيرة من العقار تؤدى الى اضرار واضحه فى الكبد وتؤدى سنويا الى وفيات كثيرة .
ان الشباب الذين يحاولون الانتحار يجب ان يخضعوا الى تقييم الحالة النفسية لمعرفة الاسباب والدوافع ومن الطبيعى ان يكون للوالدين دورا مهما فى العلاج والاسراع فى الشفاء من خلال توفير الظروف الملائمة لذلك وان كثيرا من الشباب يعيد الكرة لينتحر اذا لم يقدم له المساعدة الحقيقة المطلوبة .
إن العلاج يكون مع الفرد والعائلة وبإشراك الاصدقاء وغالبا ما يحتاج لجلسات عديدة خاصة عندما يكون الاسباب الحقيقة للانتحار هى أمراض نفسية مثل الأكتئاب أو أية أمراض نفسية أخرى .
تاثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتحار
خلال الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/أيلول 2021، انقلبت وسائل التواصل الاجتماعي المصرية رأسا على عقب على أثر حادثة انتحار جديدة لفتاة في العقد الثالث من عمرها في أحد المجمعات التجارية الشهيرة بمدينة القاهرة، هذه المرة كانت مختلفة قليلا، لأن إحدى كاميرات المراقبة كانت في مواجهة الفتاة، ما أعطى تفصيلا دقيقا للحادث، وسرعان ما نشرت المنصات الإلكترونية لبعض الصحف المصرية المقطع نشرا موسَّعا، وانتشر بعدها في وسائل التواصل الاجتماعي كأي “ترند” معتاد.
ليس ذلك فقط، بل وأُرفقت التقارير الصحفية في بعض الأحيان بزيارات ميدانية لموضع الحادث، وقدَّمت تفاصيل كاملة عن الواقعة، كيف حصلت، ولِمَ حصلت، وما طبيعة عمل والد ووالدة المُقدِمة على الانتحار، وماذا دار بينها وبين خطيبها قبل الانتحار مباشرة؟ لقد بدا الأمر وكأنه سباق لمَن يتمكَّن من جذب انتباه الجمهور بأي تفصيلة إضافية، وصولا إلى أشياء ببساطة “ماذا كانت ترتدي الفتاة لحظة انتحارها؟”.
هذه ليست المرة الأولى، في الواقع فإن الصحافة المصرية والعربية، ووسائل التواصل الاجتماعي عموما، معتادة على التعامل مع هذا النوع من الحوادث بدرجة كبيرة من عدم الاحترافية، لأنه ليس من المفترض -بحسب المعايير العالمية للصحافة التي تغطي حوادث الانتحار- أن يتخصَّص الصحفي ويُفصِّل في شؤون مثل موضع الانتحار أو آلية حدوثه أو طبيعة عمل وتفاصيل حياة المُقدِم على الانتحار وعائلته.
من جانب آخر، ليس من المفترض أن تعرض وسائل الإعلام أية رسائل تركها المُقدِم على الانتحار، إذا كان قد ترك شيئا، وهو ما يحدث عادة في نحو 15% من حالات الانتحار، لكن الأهم من ذلك كله هو أنه على الصحفي ألا يبالغ في التبسيط حينما يتحدَّث عن أسباب الإقدام على الانتحار، والواقع أن هذا هو ما يحدث بالضبط في تغطية تلك الحوادث، فتجد الصحفي يقول في عنوان الخبر أن شخصا ما “أقدم على الانتحار بسبب ظروف سيئة مرَّ بها مؤخرا”.
آلام الشاب فرتر
في عام 1774، أُصدرت رواية “آلام الشاب فرتر” (The Sorrows of Young Man Werther)، من تأليف الأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته، وفيها ينتحر البطل بسبب علاقة حب فاشلة، بعد صدورها ارتفعت نِسَب الانتحار في أماكن مثل إيطاليا ولايبزيغ وكوبنهاغن، وكان أول مَن لاحظ ذلك من ناحية بحثية هو ديفيد فيليبس عالِم الاجتماع الأميركي من جامعة سان دييغو في السبعينيات من القرن الفائت، الذي أطلق على هذا التأثير الغريب لقب “تأثير فرتر” (Werther effect)، وبات يُعرف كذلك باسم “الانتحار بالتقليد” (Copycat suicide).
يعني هذا التأثير أن الإعلان عن حادثة انتحار يمكن أن يدفع الأشخاص المعرضين للخطر، بسبب عوامل نفسية ومَرَضية، إلى الإقدام على الانتحار الفعلي، يمكن أن يكون ذلك مُتعلِّقا بالإعلان عن حادثة انتحار حقيقية، أو حتى حادثة خيالية، مثلما حصل في حالة “آلام الشاب فرتر”، وهو أيضا ما حدث قبل عدة سنوات بسبب المسلسل الأميركي الشهير “Reasons Why 13”.
حيث وجدت دراسة نُشرت عام 2017 في دورية “جاما إنترناشونال ميديسن” أن المسلسل، الذي يتحدَّث عن أسباب حالة انتحار، ارتبط بزيادة عمليات البحث على الإنترنت المُتعلِّقة بالانتحار. رُصدت زيادة بنسبة 26% في عمليات البحث عن جمل مثل “كيفية الانتحار”، وبنسبة 18% في عمليات البحث عن كلمة “الانتحار”، وزيادة بنسبة 9% في عمليات البحث عن جملة “كيف تقتل نفسك؟”. في 2019، أوضح بحث آخر نُشر في دورية “جاما سايكايتري” أن المسلسل كان مرتبطا بزيادة فعلية في حالات الانتحار لدى الفئات العمرية بين سن 10-19 سنة، لكن دراسات أخرى نفت ذلك.
إلى الآن، أُجريت أكثر من 100 دراسة في حالات الانتحار بالتقليد، توصَّلت المراجعات المنهجية لهذه الدراسات إلى الاستنتاج نفسه: يمكن أن تؤدي التقارير الإعلامية عن حالات الانتحار إلى سلوكيات انتحارية لاحقة. خلصت هذه الدراسات أيضا إلى أن السلوك الانتحاري المُقلَّد يكون أكثر احتمالا في ظل ظروف معينة. على سبيل المثال، ترتبط التغطية الإعلامية المتكررة ارتباطا وثيقا بالسلوك الانتحاري المُقلَّد، كذلك يكون تأثير التقرير عن الانتحار أكبر عندما يكون الشخص الموصوف في القصة من المشاهير ويحظى باحترام كبير من قِبَل القارئ أو المشاهد.
تأثيرالفنان حيا وميتا
كان أشهر تأثير مُحتمَل عُثِر عليه لظاهرة الانتحار بالتقليد مرتبطا بالنجمة السينمائية المعروفة مارلين مونرو، فخلال شهر انتحارها في أغسطس/آب 1962 كان هناك 303 حالة انتحار إضافية، بزيادة قدرها 12% عموما، وهي نسبة كبيرة بمعايير الولايات المتحدة نفسها، حيث عادة ما يتسبَّب إقدام الفنانين على الانتحار في ارتفاع قدره نحو 2-3% في حالات الانتحار خلال الأيام التالية للحادث.
أما في كوريا الجنوبية فقد رُصد ارتفاع كبير في عدد حالات الانتحار بنسبة 162% بعد إقدام الممثلة السينمائية الشهيرة جين سيل تشوي، البالغة من العمر 40 عاما، على قتل نفسها في منزلها في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2008، في العام التالي قتل الرئيس الكوري السادس عشر “مو هيون روه” نفسه في 23 مايو/أيار 2009، وتلا ذلك ارتفاع في نِسَب الانتحار بالبلاد بنسبة 100%، ما يُميز هذه الحالات تحديدا أنها كانت محبوبة في كوريا الجنوبية، قريبة للجمهور، لها قصص نجاح عادة ما تتكرَّر في أحاديث الناس العادية.
هناك أسباب عدة لهذه الحالة. تقترح الدراسة الأخيرة أن الناس ببساطة، وخاصة الذين يحملون عوامل الخطورة، تعلَّموا هذه السمة من أصدقائهم، أو أن الأشخاص المُقدِمين على الانتحار كانوا مرتبطين ببعضهم بعضا، على جانب آخر، يلعب الإحباط الهائل دورا في هذه السلسلة، يقول الشخص لنفسه: “إذا لم تتمكَّن هذه الفتاة أو هذا الفتى أو هذا النجم المشهور من مواجهة مشكلات الحياة، فمَن أنا لأنجح في مواجهتها؟”.
بالطبع لا يزال البحث العلمي في هذا النطاق قائما لفحص أسباب الانتحار بالتقليد، وهل حقا يرتبط الأمر فقط بالتغطية الإعلامية أم هناك عوامل أخرى، لكن المعايير التي تُقدِّمها منظمة الصحة العالمية إلى لحظة كتابة هذه الكلمات تؤكِّد أن التأثير واقعي وخطير، وأن على الصحفيين الالتزام بقواعد تغطية الانتحار وإلا فإنهم قد يساهمون في عدد حالات انتحار أكبر، كذلك توصي الجمعية الأميركية لعلم النفس بأن تلجأ المؤسسة الصحفية لمتخصِّص مرجعي في هذا الشأن.
لكن المشكلة الأكبر ليست فقط في التغطيات الصحفية لحوادث الانتحار في منصاتنا الإلكترونية بالوطن العربي، بل في منشورات وسائل التواصل أيضا، التي عادة ما تُصدِّر صورة مُبالغة في الرومانسية حينما تتحدَّث عن الانتحار، أو على الجانب الآخر تُقدِّم صورة مبالغة في الهجوم على المُقدِمين على الانتحار، وبجانب ذلك فإن عرض الصور والتفاصيل الخاصة بالمُقدِمين على الانتحار أصبحت سِمَة رئيسية بهدف لفت الانتباه كل ذلك يمكن أن يؤثر بقوة في الفئات الهشة من الناس.
في اليوم العالمي لمنع الانتحار في 10 ايلول /سبتمبر يشهد العالم حالة انتحار واحدة كل 40 ثانية، ومن فقدوا أحباء يتذكرون بحسرة خسارتهم ويقولون لمن يعاني من اكتئاب: لست وحدك!
التعليقات مغلقة.