لم نفترق.. بقلم/ حازم حمزة.

لَم نفترق مَهْمَا تَعَدَّدَت المدن
أَو عاث فِي الْعَيْنَيْن أَجْنَادٌ الْأَرَقْ

مَهْمَا تَبَاعَدَ خافِي عَن مهجتك
فلانت لِي غَيْثٌ أُتِي بَعْدَ الشَّفَقْ

وَلَئِن تَأَلَّم خَاطِرِي مِن فُرقتك
سأظلّ انْتَظَر اللِّقَاء بِلَا قَلَقْ

أنا هَاهُنَا أَحْيَا عَلَى طَيْفٍ أَتَى
فَإِذَا بِهِ مِنْ بَيْن ظُلُمَاتٍ بَثَقْ

فَأُرِى خيالك فِي المرايا مَرَّةً
وَأَرَاه حِيناً بَيْنَ مُفَتَرَقِ الطُّرُقْ

وَأَرَاه حِين الْيَأسِ يَأْتِي بَاسِمًا
لِيُزِيلَ نَارًا من فؤادي المُحترقْ

وَإِذَا الْمَتَاعِبُ كشَّرت أَنْيَابَهَا
جَاءَ الْهَوَى مِثْلَمَا يهمي الْوَدَقْ

أَنْتِ هُنَاكَ حَيْثُ أَلْفَ مَدِينَةٍ
تطويكِ عَنِّي مِثْلَمَا نطوي الْوَرَقْ

وَأَنَا هُنَا أَحْيَا عَلَى أَمَلِ اللِّقَاء
مُتَأَهِّبٌ كَالسّهْمِ يَبْغِى يَنْطَلِقْ

فَإِذَا أَتَيْتِ غَدَتْ حَيَاتِي جَنَّةٌ
وستعلمين بِأَن قَلْبِي قَدْ صَدَقْ

لَا تَحْزَنِي يَوْمًا لِطُولِ بعادُنا
هَذَا فُؤَادِي قَد أَتَاك عَلَى طَبَقْ

مُسْتَسْلِمٌ رَغَمَ كُلّ أَنِينِه
مأواكِ أضحى بَيْنَ جَنَبَاتِ الْحَدَقْ

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.