لوبا الحلو : تتربع على عرش تدريب الحيوانات المفترسة في مصر والوطن العربي ولقبت بالملكة ” لوبا محمد الحلو “
د. أحمد عبد الصبور
ما أن تدخل إلى السيرك القومي بالعجوزة إلا وتجد جمهور الحضور في إنتظارها ، ورغم جمالها الفتان إلا أنها تمتلك قلباً لا يهاب أحد كائناً من كان ، وصف الجمهور فقرتها بالجميلة والوحش ، ولقبها البعض بالمرأة الحديدية نسبة إلى جدتها الفنانة ” محاسن الحلو ” ، ولما لا وهي إحدى ملكات عائلة الحلو ، ملكة متوجة .. تجعلك تقف أمام ما تفعله للتعجب والإعجاب معاً .. بأوامرها الصارمة تحرك الأسود يميناً ويساراً ، بحيث تجعل منهم أداة طيعة ، وكأنهم وقعوا تحت سحرها ، فيلبون كل مايطلب منهم بالحرف دون زيادة أو نقصان، هي المدربة العالمية ” لوبا محمد الحلو ” التي إلتقيناها ففتحت قلبها وتحدثت عن حبها لمهنتها وإعتزازها بها .
قالت لوبا الحلو : ” السيرك تغير كثيراً عن العصور الماضية ، فقد شهد تطورات كثيرة في كل الفقرات بدون إستثناء ووجهت الشكر لمعالي وزيرة الثقافة الدكتورة “ إيناس عبد الدايم ” ، والدكتور “ خالد جلال ” ، والمخرج “ عادل عبده ” ، ومدير السيرك الأستاذ “ وليد طه ” على كل الدعم الذين يقدمونه للسيرك وفنانيه ، وحرصهم على حضور الجمهور بما لا يخل بالإلتزام بالإجراءات الإحترازية والتدابير اللازمة للحماية من فيروس كورونا .
وأضافت : ” سعيدة جداً بلقب المرأة الحديدية لأنه في الأساس لقب جدتي ” محاسن الحلو ” وأن يربط الجمهور بيننا في لقب واحد هذا شرف لا أدعيه ، رغم أن جمهوري يلقبني بألقاب مختلفة كثيرة مثل الملكة والجميلة والوحش إلا أنني أعشق لقب جدتي ” .
وعن تدريب الأسود قالت : ” كل نوع يختلف عن الآخر في التدريب والتعليم ، لأن الأسود البيضاء تتمتع بنسبة ذكاء عالية جداً ، وجيناتها تحمل خليط ما بين النمور والأسود ، لذلك تختلف عن الأسود الأخرى سواء الأفريقية أو الأسيوية في الحركة والتركيز والذكاء ، والأفريقية أيضاً تختلف في الحجم عن الأسيوية فالأسيوي حجمه عادة ما يكون أكبر قليلاً من الأفريقي ، أما الأسود البيضاء تختلف عما سبق في الإستيعاب والجسم والشكل .
وعن تجربتها مع الأسود البيضاء قالت : ” سعيدة بتجربتي معهم حيث قمت بتربية عدد كبير منهم في منزلي ، مما أتاح لي الفرصة للإحتكاك اللحظي واليومي بهم ، وكانوا لا يناموا إلا في نفس غرفتي وعلى نفس سريري لمدة خمس شهور ، قبل أن أنقلهم في غرفة أخرى بسبب نموهم وكبر حجمهم وألعابهم وتفاصيل غذائهم ” .
وعن ما إذا كان الخوف قد يتسلل إلى نفسها من عدمه قالت : ” لا أعرف الخوف مطلقاً ، الخوف ضعف ولا أسمح له بالتطرق إلى نفسي ، والحيوان لابد أن يرى مدربه قوي جداً أمامه ” .
وعن مواسم التزاوج قالت : ” هي الفترة الأكثر حساسية بالتأكيد في التعامل مع الأسود ، لكنني بفضل الله أتخطاها بمنتهى الذكاء لما لدي من خبرة طويلة في المجال ” .
تدريب الحيوانات المفترسة ليس حكراً على الرجال فقط فقد إستخدمت في بدياتي فقرات الأسود الذكور فقط ثم طورت الفقرة بحيث جمعت بين الأسود والنمور معاً ، بدون وجود مرافق ، ثم قررت إستخدام الإناث أيضاً كنوع من التجديد والإختلاف لذلك قمت بتدريب فريق كامل من الأسود البيضاء بإستخدام إرشادات والدي رحمه الله الذي علمني إياها بداية من إرضاعهم وهم صغار مروراً بمشاكلهم الصحية ودوائهم حتى كبروا أمام عيني .