كتبت: وفاء عبدالسلام
الأم وعشيقها والطفلان ..ما زال الشارع المصري يعيش حالة من الصدمة عقب الكشف عن تفاصيل جريمة بشعة شهدتها منطقة اللبيني في فيصل بالجيزة، بعدما أقدم رجل على قتل سيدة وطفليها بطريقة مأساوية، في واقعة تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت موجة من الغضب والحزن بين المواطنين.
ففي غضون ساعات قليلة من انتشار الخبر، احتل هاشتاج #اللبيني_فيصل صدارة الترند على منصة “إكس” ووسائل التواصل المختلفة، بعد أن تفاعل الآلاف مع القصة المفجعة التي انتهت بمصرع أسرة كاملة.
تفاصيل جريمة السم والعلاقة المحظورة
كشفت التحريات أن الجاني، وهو صاحب محل أدوية بيطرية، كانت تربطه علاقة غير شرعية بالأم الضحية. وقد استدرجها مع أطفالها الثلاثة إلى شقته في منطقة اللبيني فيصل، حيث قدّم لهم مادة سامة على أنها دواء، لتفارق الأم الحياة فورًا.
ورفض أحد الأطفال شرب السائل المميت، فقام المتهم بإلقائه في ترعة المريوطية للتخلص منه، بينما لفظ الشقيقان الآخران أنفاسهما بعد نقلهما في “توك توك” إلى أحد العقارات المجاورة بمعاونة سائق لم يكن يعلم بما يجري.
وأوضحت المعاينة المبدئية أن القاتل حاول طمس معالم جريمته بإخفاء الجثث في أماكن متفرقة، لكن كاميرات المراقبة والمكالمات الهاتفية كشفت تحركاته كاملة، مما أدى إلى ضبطه سريعًا.
التحقيقات تكشف التفاصيل والعقوبة تنتظر الجاني
باشرت النيابة العامة في الجيزة تحقيقات موسعة، واستدعت الشهود وراجعت الكاميرات المحيطة بموقع الحادث، إلى جانب تحليل المادة السامة لتحديد نوعها بدقة. وأكدت مصادر أن التحقيقات ما زالت مستمرة، وسط متابعة أمنية دقيقة لكشف خلفيات الواقعة ودوافعها.
وبحسب خبراء القانون، فإن المتهم يواجه تهمًا خطيرة، أبرزها القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقًا وفقًا للمادتين 230 و231 من قانون العقوبات المصري.
كما تشمل التهم إلقاء جثة طفل في مجرى مائي، واستخدام مواد سامة دون ترخيص، ومحاولة تضليل العدالة. وأكد قانونيون أن اعتراف المتهم وتحضيره المسبق للسم يجعلان فرص تخفيف العقوبة شبه مستحيلة.
غضب شعبي ودعوات للقصاص
تصدّرت القضية الرأي العام، حيث عبّر آلاف المواطنين عن غضبهم عبر مواقع التواصل، مطالبين بالقصاص العادل. وكتب أحد المغردين: «كيف لإنسان أن يقتل أطفالًا لا ذنب لهم؟ العدالة يجب أن تكون حاسمة وسريعة».
ولا تزال الدعوات تتواصل لتغليظ العقوبات في جرائم العنف الأسري والعلاقات المحرّمة التي تنتهي بمآسٍ إنسانية، مثلما حدث في جريمة فيصل التي ستبقى شاهدًا على واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت المجتمع المصري.

