مابين زَّلِّة لسان وسَّن اللسان
كتبت
فاتن نصر
===========
في رغي السرايا الزرقا المعروفة با اسم وسائل التواصل الاجتماعي
مما يعتقده بعضهم دفاعا عن الإمام الشعراوي
كثير مما لا يدعو إليه الدين في أي ديانة
من سباب ولعن ومنتهى التدني الخلقي واللفظي
تجاه فتاة لم تقصد معنى يسيء مما قالته على حسب مفهومها
فهي حديثة العهد بالعمل الإعلامي ولا تدرك مسئوليته
وإنما عبرت بعفوية عن سنها في كونها لم تفهم
حديث الإمام ورات انه يميل للتطرف
من وجهة نظرها التي لم تتبلور بعد
و انها بحثت عن أسلوب ايسر في الفهم لما تريد أن تفهم به مايقربها إلى الله
وأسلوب الإمام اكبر من استيعابها
واعتقد
ان ما قالته شعر به الكثير منا عندما كان في سنها
اغلبنا في سنها كان لايستمع الى الشيخ الشعراوي الا مجبرا من الوالدين
لانه كان وقتها فوق مستوى إدراكنا
كما لم يكن أغلبنا ونحن صغار يستمع لاغاني ام كلثوم مثلا فقد كانت ثقيلة على فهمنا
ومع الزمن والسن والنضج
تغيرت نظرتنا او لنقل نظرة اغلبنا
الشاهد
انه لا يجب تعليق المشانق والسب والشتم و اللعن بهذه الطريقة
والحجة الدفاع عن الدين او عن شخصية نحترمها ونعتز بها ….كرمز من رموز مصر شاء من شاء وأبى من أبى
بالعكس
إثارة الموضوع يدفع الكثير الى الترحم على الشيخ الجليل و استعادة كتبه وبرامجه
وهو ما يفيد
كلام الابنة الشابة يعبر عن مشكلة جيلها الباحث عن ما يقربه لله في ظل تغييب كامل للدين
مابين إفراط وتفريط
وعلينا أن نعي المشكلة لانهاجمها بهذا الاسلوب الغير لائق
فنلقي بهم إلى اللا دين او يتلقفهم متطرفي الدين
الموقف
يختلف تماما عن هجوم مقصود سابق من كبار سبق الهجوم لهم على فضيلة إمام الدعاة عن قصد للضرب في الدين من خلاله
شتان مابين الموقفين
هل يصل بمن يدعي الدفاع عن الدين وعن الإمام ان يتهم الغير في الأعراض
هل وانت مسلم تلقي التهم جزافا
ألم تعرف ان المُسلِم من سَلِمَ الناس من لسانه ويده
وبهذا لست مسلما حتى أصدق ماتدعي من دفاع عن الدين
دعني أرى الدين في أخلاقك
عذرا يا ابنتي
فللأسف نحن في زمن
انت معي فأنت قديس أنت ضدي فأنت إبليس
وأتمنى عليك أن تستعيدي مرة ومرات كلمات فضيلة الإمام الشعراوي
وهو الذي لم يكن يوما متطرفا ولا داعيا للتطرف
بل هو من وقف في وجه جماعات التطرف لدرجة التهديد باغتياله
ونتمنى أن يعود تدريس الدين في المدارس إجباريا حتى لا نترك أولادنا نهبا للمستقطبين من كل اتجاه
ولنترفق بمن تاه عن الطريق لأن الذنب ليس ذنبه وحده
فهو ذنب مجتمع كامل غابت فيه منظومة القيم …
من دين وتعليم وثقافة
ولنأخذ بيد بعض وخاصة أولادنا لنصل جميعا إلى شاطيء الإيمان على مراد الله
لا على هوى المتطرفين يمينا أو يسارا
ربنا يهدينا جميعا
فاتن نصر