كتبت
فاتن فتح الله نصر
============
في قرب ذكرى مولد الحبيب المصطفى …
أرى ويرى الكثر غيري أنه لاوجه لنا نقابل به رسولنا لو كان بيننا
يامن تدعون محبته …أين أنتم من سُنَّته
في يوم كريم مستحب فيه الدعاء
وينطلق الجميع بالدعاء وسبحانه مجيب الدعاء
لكن
عندما لايُستجاب لك دعاء
ألا تراجع نفسك مع ربك ؟؟؟؟
ألا تقف ولو دقيقة مع نفسك لترى حقيقتك مجردة
دون أن تجامل نفسك
ألاحظ أن الأغلب لايرون في أنفسهم عيوبا و العيب دائما في غيرهم
بينما غيرهم يرى فيهم من العيوب الكثير
ولا أزكي نفسي
تعالوا معا لنراجع أنفسنا
كم مرة كانت الغيبة والنميمة أساس الحديث مع بعض البشر عن البعض الآخر حتى و لو عبر الهاتف
ولا يمتعر وجهك غضبا ولم تقف لتضع حدا ولو بالمقاطعة
مع أن العقل يقول من نقل إليك نقل عنك …ولكنك تستمتع بما تسمع فهو يرضي فيك شيئا
و تسترسل في الكلام فالفضول يدفعك لتسمع أكثر
ولا تنتبه أنك تأكل لحم أخيك مَيْتا
متناسيا أنك ترتكب في حق نفسك جريمة لايغفرها إلا الله بعد توبة
وإن لم تتب فالمصير سَقَر
كم مرة نافقت لتحصل على مصلحة حتى لو كانت المصلحة تخفيض في سعر سلعة
أمر بسيط تنافق فيه …ولاتدري أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار
كم مرة رأيت فاسدا تعلم تماما أنه فاسد وتتعلل لنفسك بأنه لادليل مادي ملموس …مع أن ربنا عرفوه بالعقل …ولكنك تركن عقلك لأنك تريد اقصى استفادة
فتماريء الفاسد وتجاريه وتعمل لحسابه أحيانا وتقنع نفسك بأنه مجرد مجاملة
كم مرة أكلت سُحت …وأخذت مما ليس من حقك
كم مرة تدعي أنها حُسن نية وأنت تؤذي غيرك وتنقل عنه لعدوه خبره ليكيد له …
وتتعلل لنفسك بكثير من العِلل
كم مرة سايرت من تجالسهم في مجلس خمر أو دخان وأنت تعلم أن ذلك حرام وحجتك أنك لم ترد إحراجهم … لم تحرجهم فأحرقوك
كم مرة نشرت مالايليق …وما يثير في أمتك الفتنة …وحجتك انه مجرد نشر خبر …
ولاتدري أنك بهذا ممن يشيعون الفساد في الأرض
كم مرة تخليت عن أمر ربك لتنفذ أوامر عبيد مثلك فيما يخالف مايرضي الله
ليس لهم ولا لك من دون الله حول ولاقوة
كم مرة قصرت في أداء مايوكل إليك من عمل
ولم تتقنه وسايرت من حولك في سفه يُحبَط معه عملك
لو سردت
سأقول الكثير والكثير …ولا أزكي نفسي
وأرجو من الله العلي القدير أن يعيننا على أنفسنا
راجعوا و انا معكم كل موقف وفِعل
تدركوا لماذا لايُستجاب الدعاء أو تتأخر الإجابة
وتذكروا قول الحبيب المصطفى
أَطِب مُطعَمَك ..تكن مُستجاب الدعاء
ولا تستعجب عندما تتعرقل أمورك
فأنت من تعرقلها
بصدك عن ماأتاك به ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم
يامن تدعون محبته
تأسوا بسُنَّنَّتِه
