ما أصعبها غيرة الأصدقاء!
ما أصعبها غيرة الأصدقاء!
بقلم :زينب النجار
كلنا نعلم أن الغيرة أسلوب للتعبير عن الحب وعن مشاعرنا اتّجاه من نحب، فنغار عليهم حتى من نسمة هواء، نُحبّ وجودهم بجانبنا ونرفض مشاركتهم مع أحد، كلّ ما نفعله يكون من أجلهم ومن أجل حبهم .
ودائماً تكون موجودة الغيرة بين الأحبة….
ولكن أن تصبح الغيرة بين الأصدقاء فهذا شئ مختلف ومحزن .
في كثير من الأحيان تصلنا إشارات تدل على كم الغيرة التي يكنها لنا أحد الأصدقاء، لكن محبتنا له وحرصنا على إبقاء هذه الصداقة يجعلنا نتجاهل تلك الإشارات، لكن عندما تزيد تلك الإشارات وتصبح غيرة بقصد زوال النعمة والحسد والمقارنة يصبح الأمر صعب وحزين ومخيف..
فالكثير منا رأي نظرة الأرتباك لدي بعض الأصدقاء عندما تخبرهم أخبار سعيدة ومفرحة عنك، نجد أنه يرتبك ويحاول أن يبدي حماسه المزيف تجاه الخبر السعيد ونجد أن نظرات عينه تفضحه وتظهر علامات الحزن علي وجه …
فبعضنا إختبر هذا الموقف عندما تخبر صديقك أنك حصلت علي عمل أو منزل أو سيارة أو ترقية أو زواج؛ أو أحد أبنائك تفوق في شئ مختلف عن إبن صديقك..
نجد دائماً الرد السلبي والتقليل من إنجازاتك، ونسمع كلمات كنت أستطيع أن أحصل عليها مثلك لكن عندي ما هو أهم وأفضل .
ويقوم بخلط المزح بالجد، لكي يخفي خلف هذا الأمر غيرته، لذلك فهو دائما يتعمد إحراجك ويسخر منك للتقليل من شأنك أمام الأخرين، يتعمد أن يتجنبك في أوقاتك الصعبة التي تكون فيها بحاجة إلي المساعدة، فينتظر سقوطك وفشلك، وتجده أمامك فقط في المواقف السلبية
لكن مع ذلك نجده يهتم بجميع تفاصيل حياتك ويحاول معرفة كل شيء عنك وكل ما تنوي القيام به.
فالصديق الغيور يكون مريض نفسي؛ ومضطرب المشاعر والأضطراب المشاعر ينتج عن التربية الغير سوية فيشعر الشخص بعدم الثقة في نفسه أحياناً وفي بعض الأحيان الأخرى يشعر بثقة في نفسه، فيكون متذبذب بين أن يسيطر على غيرته أو أن يتركها وبالتالي تظهر غيرته، ونجده دائمًا شخص ضعيف الشخصية، مرتبك غير قادر على تحقيق أهدافه فيشعر دائماً بخيبته ويفقد الثقة في نفسه ثم يفتعل المشاكل مع اصدقائه الناجحين ويبدأ بالغيرة والحقد والحسد…
فأن الغيرة تستطيع كسر أقوى الصداقات، فإذا وجدت أن صديق لك يغار منك فأعلم أنه ليس بصديقك، فالصداقة الحقيقية، هي نقاء النفوس، فمن الواجب أن تكون الصداقة قائمة على الثقة بين الطرفين، والثقة لا تكمن إلاّ بمن خشي الله تعالى، فالصديق الذي يخاف الله تعالى هو الذي يحافظ على صديقه في غيبته، فيستر عِرضه ويحفظ أمانته، ويسعد ويفرح بنجاحه وإنجازاته ويشاركه أحزانه قبل أفراحه، فالصديق يكون رقيق القلب، كريم السلوك، مهذب الأخلاق، سهل الرفقة، يستر عيب صديقه ويحبه ، وينشر فضائله، ويرشده إلي النجاح والتقدم .
فالأصدقاء الحقيقيون هم من يدلون ويشجعون على التقدم والنجاح ، وقد قال لقمان الحكيم لابنه: “مَنْ يَصْحَبْ صَاحِبَ السُّوءِ لاَ يَسْلَمْ، وَمَنْ يَصْحَبِ الصَّاحِبَ الصَّالِحَ يَغْنَمْ”.
فمن صاحب صديقًا بها المواصفات سلم وأمن..
فيجب أن نعلم أن الدنيا لا تساوي بين كل الناس فهناك الفقير والغني وكل إنسان يأخذ نصيبه في الحياة ولكن عدم الفهم لطبيعة الحياة وعدم الرضا بقضاء الله وقدره..
تجعل الغيرة سبب عدم رضا الصديق عن حاله وتطلعاته دائما لأحوال أصدقائه بدلاً من التركيز في نفسه، مما يسبب له الألم النفسي، ويجعله في خانة المقارنات والحسد والحقد الدائم ..
فالرضا بقضاء الله وما قسمه لك غنًا في النفس وراحة للبال، على عكس من لا يرضى بما قسمه الله فإنه يكون على الدوام في شد وجذب مع نفسه وفي كدر وضيق.
فقد قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم: “وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ..
التعليقات مغلقة.