ما بين النجاح والخذلان.. سطور في حياة الشاويش عطية 

ما بين النجاح والخذلان.. سطور في حياة الشاويش عطية 

 

كتبت: فاطمة عادل

 

من موظف في هيئة السكة الحديد إلى النجومية إنه الشاويش عطية، من منا لم يستمتع بأفلامه؟ في مثل هذا اليوم ١٣ سبتمبر من عام ١٩٠٣ ولد رياض محمود القصابجي بمدينة جرجا محافظة سوهاج. 

لم يلتحق بالتعليم بل تعلم القراءة والكتابة وعمل في هيئة السكة الحديد وبفضل موهبته إنضم إلى جامعة التمثيل التابعة لها وأصبح عضوًا بارزًا فيها حتى نصحه أحد أصدقاءه بالسفر إلى القاهرة والعمل في إحدى الفرق المسرحية.

 

” رحلة السفر” 

وهروبًا من الثأر كما كان وما زال منتشر بين عائلات الصعيد وحبًا في الفن ترك القصبجي سوهاج وسافر إلى الإسكندرية، ومنها إلى القاهرة وأبتسم له الحظ حيث تعرف على الفنان محمود شكوكو والذي قدمه إلى الفنان علي الكسار ولعب دور في فيلمه” سلفني ٣ جنيه”. 

 

” رحلة الانطلاق” 

بعد رحلة مع عدد من النجوم مثل جورج أبيض، وفوزي الجزيرلي، عبد الرحمن رشدي، كانت نقطة التحول في مشواره الفني عندما تعرف على أسطورة الكوميديا الفنان إسماعيل يس وقدم معه العديد من الأفلام مثل” الآنسة حنفي، إسماعيل يس في جنينة الحيوانات، إسماعيل يس في الجيش، إسماعيل يس في البوليس، إسماعيل يس يقابل ريا و سكينة، إسماعيل يس في مستشفى المجانين.

وفي بداية مشواره الفني شارك القصبجي في العديد من الأفلام مثل ” اليد السوداء ” عام ١٩٣٦، وفي عام ١٩٣٧ شارك بفيلمي ” سلامه في خير، سر الدكتور إبراهيم”. 

 

” مرحلة الخمول والصمود” 

توقف عن المشاركه في الأفلام السينمائية لمدة عام وبعد ذلك تم استئناف النشاط وذلك من خلال مشاركته في فيلمي” ليلى بنت المدارس، ألف ليلة وليلة” ، بدأ من عام ١٩٤٩ بتكثيف أعماله الفنية حيث شارك ب ٦ أفلام في عام واحد ومنها” عنتر وعبلة، البني آدم، قصة غرام”. 

 

” الزواج والاستقرار” 

تزوج القصبجي مرتين في حياته وأثمر عن إنجاب طفلين، ويقال أنه تزوج ٩ مرات في حياته منهم ٤ زيجات رسمي و ٥ زيجات عرفي ومن بينهم سيدة إيطالية.

 

” رحلة المرض”

في عام ١٩٥٩ بدأ القاصبجي صراعه مع المرض حيث شارك في فيلم ” أبو أحمد” بطولة فريد شوقي وكان التصوير في منتصف البحر ومع إختلاف درجات الحرارة أصيب القصبجي بإنسداد في الشرايين وتوقف الذراع والقدم اليسري عن العمل. 

 

” وفاء الأصدقاء”

 حرص عدد من الفنانين على زيارته خلال فترة مرضه مثل أمينة رزق، فطين عبد الواهاب، جمال الليثي إلا أن فريد شوقي كان أكثرهم وفاء حرص على زيارته وكان يقضي معه في كل زيارة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات.

 

” الوفاة”

أكتشف الأطباء أصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر مما أصبح غير قادر على الحركة ولا يستطيع مغادرة الفراش وبالتالي أصبح غير قادر على توفير متطلبات الدواء، وبعد تماثله الشفاء أرسل إليه المخرج “حسن الإمام” للمشاركة في فيلم “الخطايا” وكان هدف الإمام أن يرفع من روحة المعنوية، وسرعان ما ذهب رياض القاصبجي إلي مقر التصوير مستندًا على شقيقه متظاهرًا أن في إستطاعته العمل والوقوف أمام الكاميرا حيث أشتاق إلى الظهور أمام الكاميرات والخروج بأعمال جديدة إلى الجمهور، وما هي إلا لحظات وسقط على الأرض والدموع تنهمر من عينيه وكانت هذه آخر مرة يدخل فيها القاصبجي استديوهات التصوير، ليعود إلى منزله حزينًا وما هو إلا عام واحد فقط وتحديدًا في ٢٣ أبريل من عام ١٩٦٣ رحل الشاويش عطية عن عالمنا عن عمر يناهز الستين عامًا. 

رحل عن عالمنا ولم يرحل من قلوبنا فقد امتعنا بأفلامه وأعماله الفنية، رحل وترك خلفه عدد من الأفلام وتاريخ طويل مليء بالنجاح في عالم السينما وحبًا في قلوب الملايين.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.