ما بين ساطور السينما وساطور محكمة الجنايات هناك أقوال أخرى
ما بين ساطور السينما وساطور محكمة الجنايات هناك أقوال أخرى
بقلم / غادة العليمى
قليلة هي أفلام الجريمة والأفلام البوليسية في الدراما المصرية.
لكن البعض منها نجح وفاق توقعات النقاد والمنتجين، خاصة إذا كان يجسد قصص واقعية.
من هذه الافلام الفيلم العربى المرأة والساطور الذي ظهر فى وقت ظهور سلسله من الجرائم البشعه ارتكبتها بعض الزوجات بقتل ازواجهن والتي بدأت وانتهت في حقبة التسعينات بمصر.
وهذا ربما لا يعرفه غير الأجيال ل التي عاصرت هذه الحقبة واستيقظت كل ذات صباح على خبر جريمة بشعة من هذه الجرائم المخيفه المزعجة.
وقد يظن البعض أن قصة الفيلم الذي اخترت الكتابة عنه اليوم فيلم / المرأة والساطور
يمثل هذه الحقبة بخيال كاتبها وسيناريو مؤلفها
لكن هذا الفيلم بوجه الخصوص هو منقول بالحذافير من ملف جنائي في أرشيف محكمة الاسكندرية وليس لخيال الكاتب اى دخل بالاحداث التى حدثت بالفعل كما جاء بملف القضية التي هزت المجتمع المصرى يومًا.
والتي سنلخصها فى السطور التالية لمن لم يتثنى له رؤية الفيلم ..
المكان: أحد شواطئ الإسكندرية، الزمن: 1989، الواقعة: جريمة قتل بشعة، حيث عثر على رجل مقطع إلى أشلاء.
مشهد الأشلاء الذي كشفت عنه الأجهزة الأمنية والذى أرعب المصطفين، وأثار ضجة بعد كتابة تفاصيله على صفحات الجرائد، ودفع الشرطة لتكثيف جهودها من أجل ضبط الجانى، لإنهاء حالة الجدل، وبعد التعرف على صاحب الجثة،”إلهامى فراج” بدأت أصابع الاتهام بالإشارة إلى الزوجة، “ناهد القفاص” التي حاصرتها النيابة بالأسئلة، حتى انهارت واعترفت أنها من ارتكبت تلك الجريمة.
كشف التحقيقات وقتها والتقارير المنشورة حول القضية أن الضحية الهامي فراج التقى بناهد القفاص في لحظة احتياجها إلى رجل تحبه، ورغم أن ملامحه لم تكن عاطفية على الاطلاق، الا أنه نجح في اللعب برأسها.
ناهد القفاص لم تكن من أسرة غنية وإنما من أسرة متوسطة الحال، والدها كان بالمعاش وقت الحادث ولها ثلاثة اشقاء، وهي لم تحصل إلا على الشهادة الإعدادية، لكنها استطاعت أن تجمع ثروة بعد زواجها من ثري عربي.
تعرفت ناهد القفاص على إلهامي في رحلة قطار من القاهرة إلى الإسكندرية وعرض عليها توصيلها بسيارته الخاصة لمنزلها، وكانت بالنسبة له صيدًا ثمينًا فقد عرف أنها مطلقة ووقعت ناهد فى الفخ العاطفي، وهي قالت للصحف وقتها وفي عز سخونة الحادث: “ليتني ما تزوجته”.
وأضافت ناهد في اعترافاتها حينذاك، :”اكتشفت أنه نصاب وزواجه للمصلحة، والدليل أنه بدأ معى أساليب الابتزاز والتهديد، واستمر في انتهاج سياسته حتى باع شقتي التمليك المكونة من 6 غرف واشترى فيلا في منطقة كنج مريوط باسمه، ثم استولى على سيارتي الفيات 132 وأهداها الى أحد اشقائه، ولم يكتف بذلك وإنما وصل به الجشع الى الاستيلاء على مجوهراتي ومصوغاتي الذهبية التي تقدر قيمتها باكثر من 100 الف جنيه وقتها، كما امتدت يده إلى رصيدي البالغ 35 ألف.
وكشفت ناهد في إحدى اللقاءات الصحفية عن الأسباب التى قادتها إلى تنفيذ جريمتها والانتقام من زوجها، وذلك عندما حاول اغتصاب ابنتي، فحاول تلطيخ شرفي، فكان هذا هو الكبريت المشتعل الذي سقط على حاوية بنزين كبيرة”.
وروت تفاصيل يوم الحادث، قائلة :”كنت أشترى السمك من سوق العامرية القريب من كنج مريوط، وقبل أن أصل إلى الحديقة سمعت صراخ ابنتى، وعندما دخلت رأيت زوجي وقد مزق ملابسها و يحاول أن يغتصبها، ولم أستطع إلا أن أصفع ابنتى وأصرخ في وجهها، وإلا كان قتلني أنا وهي ثم اصطحبت البنت إلى منزل والدتي في الإسكندرية.
وتابعت في روايتها قائلة:”عدت إليه بعد ساعتين، كان نائما لا يرتدي الا بنطلون بيجاما،جلست على المقعد المجاور للسرير والتقطت سكينة صغيرة وتفاحة من طبق الفاكهة، كنت على وشك أن اقطع التفاحة ولكنني وجدت نفسى أطعنه هو”.
واستكملت:”لم أستطع التوقف ووجدت نفسي أردد: هذه الطعنة من أجل ما فعلته بي، وهذه الطعنة من أجل مافعلته بابنتي، وهذه الطعنة من أجل ما فعلته بأبي وأمي وبعدها وضعته فى حقيبة قديمة وتركتها في أحد المباني المظلمة وتركته للكلاب تأكله
وهذا ما جاء تمامًا وبالتطابق مع احداث فيلم ( المرأة والساطور ) الذي حقق نجاح جماهيري كبير.
والذى تم إنتاجه عام 1997، والذي جسدته النجمة الكبيرة نبيلة عبيد وقام ببطولته أبو بكر عزت وعبد المنعم مدبولي وماجد المصري ومن إخراج سعيد مرزوق، ورغم نجاحه الكبير.
الا انه فى واقع الامر لم يكن عمل فنى خالص وانما كان تجسيد لعمل اجرامى حدث بالفعل