متلازمة المرأة المعنفة بين علم النفس والقانون

متلازمة المرأة المعنفة بين علم النفس والقانون

بقلم الاعلامية / د هاله فؤاد

إن العنف المستمر الذي تتعرض له الزوجة باستمرار من قبل الزوج سواء جسدي أو نفسي أو جنسي يصيبها باضطراب عقلي يسمى متلازمة المرأة المعنفة ، والذي يعد أحد أنواع إضطراب مابعد الصدمة .
إن المرأة المصابة بهذه المتلازمة تمر بعدة مراحل وهي :
الانكار :
لاتستطيع أن تقبل حقيقة إساءة زوجها لها بهذه الطريقة ، وتعتقد أن هذه الاساءة لن تتكرر .
الإحساس بأنها السبب :
تبرر هذه التصرفات المسيئة بأنها السبب وراء ذلك ، وأنها مقصرة في علاقتها مع زوجها .
التنوير:
في هذه المرحلة يظهر لها جليا مقدار العنف الذي تتعرض له من قبل الشريك ، وتؤمن بأنه ذو طبيعة مسيئة .
المسؤولية :
تتأكد أن الشريك هو السبب في الإساءة وليست هي .
ولكن لماذا تقبل بعض السيدات الاستمرار في العلاقة الزوجية بالرغم مما تتعرضن له من عنف الشريك ؟
يقول ديب هيرشهورن ، دكتوراة ، علاج الزواج والأسرة :
( وهي تقلق من أنه لن يكون لديها أي وسيلة لدعم نفسها أو أطفالها إذا غادرت .
تعتقد حقا أن زوجها أو شريكها يريد مساعدتها .
تتذكر المرأة التي تعرضت للضرب لماذا وقعت في حبها مع شريكها وتعتقد أنها تستطيع العودة إلى المكان الذي بدأت فيه .)
تقول لينور ووكر مؤسس معهد العنف المنزلي :
( من المحتمل أن تكون منخفضة الإحترام لذاتها ، وهي تعتقد أنها لاتحصل إلا على ماتستحقه ، كما أنها قد تخشى من أنه إذا علم شريكها أنها تريد أن تغادر ، فإن ذلك سيزيد فقط من سوء المعاملة . )
أعراض وآثار متلازمة المرأة المعنفة :
إن التعرض المستمر للإيذاء الجسدي أو النفسي أو الجنسي من قبل الشريك يؤدي إلى إصابة الزوجة بمشاكل نفسية خطيرة .
تبدأ بأن تصبح المرأة سلبية لاتستطيع الرد على الإساءة ، كما تشعر أنها خاضعة مع تدني إحترامها لذاتها ، وتعاني من خوف عميق من إغضاب الزوج .
أما الآثار الأكثر خطورة فهي تعرضها للإكتئاب والقلق والتوتر ، إضطرابات مزاجية ، الأرق وإضطرابات النوم ، قلة التركيز ، الشعور بالقهر ، الأفكارالانتحارية .
ظهور مشاكل صحية نتيجة التعرض للعنف الجسدي مثل الصداع أو آلام الظهر والمفاصل .
أما على المدى الطوي فتظهر أعراض مشابهة لأعراض مابعد الصدمة ، وتشمل إستحضار ذكريات قديمة مؤذية لاإراديا ، حدوث نوبات عنيفة ضد المعتدي ، وحالات الفصام .
متلازمة المرأة المعنفة والقانون :
ظهرت متلازمة المرأة المعنفة كدفاع قانوني في التسعينات ، نتيجة للعديد من قضايا القتل في إنجلترا التي تورطت فيها نساء قتلن شركاء عنيفين ردا على ماوصفوه بالإساءة المتراكمة وليس ردا على فعل إستفزازي واحد.
قبلت المحاكم في أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مجموعة واسعة ومتنامية من الأبحاث التي تظهر أن النساء المعنفات يمكن أن يستخدمن القوة للدفاع عن أنفسهن . قد يشمل ذلك حتى قتل المعتدين عليهم بسبب الوضع المسئ ، وأحيانا المهدد للحياة ، الذين يجدون أنفسهم فيه .

علاج متلازمة المرأة المعنفة :

بداية الوقاية خير من العلاج ، فالأفضل منع العنف بالتصدي له بسن قوانين رادعة .
مساندة أسرة الزوجة لها مع بداية الزواج بإعطائها الأمان بأنها إذا تعرضت للعنف من قبل الزوج فلا تخجل من طلب المساعدة وستجد الحماية الكافية .
ولكن نجد أن بعض الأسر تجبر إبنتها على الرجوع لزوجها على الرغم من تعرضها للعنف ، ومن هنا تحدث الكارثة .
على أسرة الزوج نصيحة إبنها بمعاملة الزوجة معاملة حسنة بعيدة عن العنف لما له من آثار على الحياة الأسرية وعلى الأطفال في المستقبل .
إذا تعرضت المرأة للعنف المستمر ولاتجد يد العون من أسرتها فلتلجأ للمنظمات النسوية أو للقانون ولاتتردد .
أما التي أصيبت بمتلازمة المرأة المعنفة فيجب عرضها على طبيب نفسي لمساعدتها للخروج من هذه الأزمة النفسية الخطيرة،والذي سيقوم بعمل جلسات لتهيئتها لتقبل إحترامها لذاتها وأنها ليست هي السبب ، وزرع الثقة في نفسها .
كما يمكن أن يقوم بوصف الأدوية المناسبة لعلاج الإكتئاب وبعض الأمراض النفسية الأخرى الناتجة عن الإصابة بمتلازمة المرأة المعنفة .
وأخيرا عزيزي الزوج إعلم أن العنف يولد العنف، والأفضل معاملة الزوجة بالحب والموده والرحمة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.